وريد الإصبع.. وسيلة آمنة للدخول إلى الحسابات المصرفية

08-09-2014

وريد الإصبع.. وسيلة آمنة للدخول إلى الحسابات المصرفية

من خلال تقنية جديدة، جديدة من نوعها، وتختلف إلى حد كبير عن تقنية التعرف الى بصمة الإصبع، تسعى شركات رائدة في العالم المصرفي حالياً إلى ابتكار طريقة جديدة للدخول إلى، واستخدام، الحساب المصرفي، عن طريق الخصائص الفريدة للأوردة في الأصابع.

وقريباً جداً، سيكون بإمكان أصحاب الحسابات المصرفية أن يدخلوا إليها، من خلال وضع أحد أصابعهم فوق ماسح ضوئي "سكانر"، بدلاً من العودة إلى سلسلة من كلمات السر والأرقام التي من الشائع نسيانها.

ويسعى مصرف "باركليز" البريطاني الشهير إلى طرح هذه الخدمة الجديدة للعملاء التجاريين فقط في بادئ الأمر، غير أنه من المرجح أن تصبح خدمة "التحقق من وريد الاصبع"، كما يصطلح على تسميتها، متاحة للجميع مستقبلاً.

ومن المفترض أن تطبق هذه التقنية عبر ماسح ضوئي محمول، في حجم كرة المضرب، يوصل بالحاسوب عبر ناقل "يو اس بي"، وتستخدم الأشعة تحت الحمراء للتحقق من النموذج الفريد للأوردة الموجودة داخل الأصبع، علماً بأن الماسح الضوئي لن يستقبل سوى الأصابع الحية فقط، الأمر الذي يخفض مخاطر استخدام بدائل أو نسخ من البصمات العادية، للوصول إلى الحسابات المصرفية.

وتبذل البنوك جهوداً في البحث عن طرق بديلة لمواجهة الاحتيال، في وقت يزود فيه العملاء بالعديد من الكلمات السرية وأرقام التعريف الشخصية، أو يضطرون لاستخدام أجهزة إلكترونية لإنشاء أرقام سرية كلما احتاجوا إلى الدخول إلى حساباتهم.

ولعل شركة "هيتاشي" اليابانية للإلكترونيات كانت الرائدة في استخدام هذه التقنية، كما أنها مستخدمة بالفعل في ماكينات الصرف الآلي في اليابان وبولندا، الأمر الذي يسمح للأشخاص بسحب الأموال من دون استخدام البطاقة أو أرقام التعريف الشخصية.

وحينما يحاول العميل الدخول إلى حسابه البنكي، عليه أن "يضع أحد أصابعه على الماسح الضوئي" وحينها سيخبر بأنه "تم التعرف الى الاصبع" وذلك في حال مطابقته، ويتمكن من الدخول إلى حسابه في ثوان.

وفي هذا الإطار، يعتبر مصرف "باركليز" أن هذه التقنية "مكلفة نسبياً في الوقت الحالي". وهذا ما دفعه إلى الطلب من عملائه من الشركات، تحمل تكلفتها إذا ما وافقوا على استخدامها.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس قسم الخدمات المصرفية للأشخاص والشركات في "باركليز" أشوك فاسواني إن"هذه التقنية مناسبة تماماً لعملائنا من الشركات، الذين يجرون الكثير من العمليات المالية الضخمة"، مشيراً إلى أن "الماسح الضوئي لن يطرح حالياً على جمهور العملاء، الذين لا يرغبون عادة في تحمل المزيد من التكلفة".

ويعتقد الكثير من الخبراء أن تقنية التعرف عبر بصمة أوردة الأصبع أكثر أمناً من فحص بصمات الأصابع العادية، ويعود ذلك جزئياً إلى ضرورة أن يكون الاصبع "حياً" في الحالة الأولى.

ويُمتص الضوء، الذي ينتقل عبر الاصبع، جزئيا في الهيموغلوبين الذي يسير في الأوردة، الأمر الذي يمكن الجهاز من المصادقة على نموذج الأوردة الخاص بالمستخدم.

من جهتها، توضح شركة "هيتاشي"، التي عملت على بحث هذه التقنية على مدى الأعوام الخمسة عشر الماضية، أن نموذج الأوردة يتكون لدى الشخص وهو في رحم أمه قبل الولادة، ويبقى ثابتاً معه معظم حياته.

إلى ذلك، تثار بعض المخاوف من أن تُستغل المعلومات البيومترية الخاصة بالأشخاص، ومن بينها مسح أوردة الأصابع، للقيام بعمليات احتيال ضد أفراد أو جهات حكومية.

ولكن متى تصبح هذه الخدمة متاحة أمام الجميع؟ يؤكد الخبراء أنه "إذا تمكن المهندسون من جعل الماسح الضوئي أصغر حجماً، وأقل تكلفة، فيمكن أن يبدأ الجمهور في إجراء معاملاتهم المصرفية، عبر هذه التقنية من داخل منازلهم قريباً جداً في بريطانيا".

 (عن "بي بي سي")

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...