عن المراهقات وجدران المجتمع

27-08-2006

عن المراهقات وجدران المجتمع

الفتيات في سن المراهقة الحديث عنه أهومسموح أم ممنوع؟ وما نتائج المنع من الناحية الطبية ومن الناحية النفسية؟. وما هي الطريقة المثلى للتعامل معها؟
تقول هالة: أنا فتاة في السابعة عشرة من عمري أعيش في أسرة محافظة جداً بحيث لا أستطيع الحديث مع أي من أفراد أسرتي, بصراحة خوفاً من التأنيب أوالحرمان من الخروج, إن أهلي يلجؤون دوماً إلى أسلوب النقد والسخرية كلما خضت معهم في الحديث أو كلما شاركت في أحاديثهم عندها أعود لصمتي وحواري مع نفسي.‏‏‏

أما سحر فتقول: إن الخوف من التأنيب يقتل الحوار بيني وبين أهلي, إن أمي لا تفهمني فكيف يفهمني أبي? أحس أنهم ضدي دائماً, فالفتاة متهمة دون دليل, وهكذا استعين بصديقاتي لحل مشكلاتي, فالصديقة أقدر على فهم صديقتها وأقرب إلى نفسها ولا أخشى من تأنيبها أو بطشها.‏‏‏

تقول سهى: إن أمي تلجأ إلى ضربي إن أنا أهملت عملي بالبيت فكيف إذا أخطأت? إنني الآن في السادسة عشرة من عمري ومع ذلك أنا لا أعرف شيئاً عن الزواج واستحي أن أقول لصديقاتي فيسخرن مني, وأذكر أنني حينما أتتني العادة الشهرية في سن الثالثة عشرة حبست نفسي في غرفتي عدة أيام وبكيت بكاء مريراً إذ إنني لم أكن أعرف ما يحدث لي, إلى أن أتت لزيارتنا ابنة خالتي التي تكبرني خمس سنوات وطمأنتني أن حالتي طبيعية وإنني مثل كل الفتيات.‏‏‏

تقول مها: ظننت أنني عندما أدخل الجامعة سأكون سعيدة وبعيدة عن مراقبة أهلي لي, لا لكي أخطىء لكن لأعيش جزءاً من الحرية الشخصية, لكن مع الأسف إن أمي مازالت تعاملني على أنني طفلة, تدون برنامجي حتى إذا ما تأخرت عن موعد الوصول للبيت تقلب الدنيا رأساً على عقب.‏‏‏

أما سعاد فتقول: إنني أعيش غربة مع أسرتي ولا أجد نفسي إلا خارجها حيث صديقاتي أما مشكلاتي فلا ألجأ لوالدتي بالطبع لحلها لأنها لاتفهمني ولاتفهم متطلباتي النفسية فالهوة بيننا واسعة وقد وقعت في العديد من المشكلات فعلاً ولم أكن قادرة على فتح حوار مع أهلي خوفاً من منعي من الذهاب للجامعة, لقد وقعت ولم أكن قادرة على فتح حوار مع أهلي خوفاً من منعي من الذهاب للجامعة, لقد وقعت بمطبات كادت توصلني للهاوية, إن أسلوب العتاب أبعدني عن أسرتي ولم يردعني عن الخطأ.‏‏‏

منى من بين العشرات التي تحاور أهلها وتستشيرهم في كل صغيرة وكبيرة, إذ إن والدتها صغيرة في السن وتقترب كثيراً من جيلها, اضافة إلى أنها كثيرة الاطلاع على أفضل أساليب التربية الصحيحة وهي بالرغم من أنها امرأة عاملة فهي تنسى عملها في البيت وتتوجه لأولادها قلباً وقالباً وتحاورهم في مرح ودعابة وتتقبل آراءهم بسعة صدر وبالمقابل هم يتقبلون منها النصح والارشاد.‏‏‏

الدكتورة آمال الحلبي المتخصصة بالأمراض النسائية تقول: إن هناك عوامل متعددة تؤثر في البلوغ وتشتمل على الحالة الصحية العامة والاستعداد الوراثي وأساليب التغذية وهي عوامل تؤدي إلى استجابات نفسية تختلف باختلاف الأشخاص, علينا الاهتمام أولاً بالوعي الصحي وتعريف الفتيات بالسلوكيات الواجب عليهن القيام بها خلال سن المراهقة وعند مرحلة البلوغ وذلك من أجل صحتهن وسلامتهن.‏‏‏

إن تثقيف الفتاة الصحي بشكل سليم يؤدي إلى كسر حاجز الخوف والجهل لديهن, وتعويدهن على السلوكيات الصحية السليمة, ومع الأسف فبعض الأمهات يهملن دورهن الهام في تثقيف الفتاة حيث إن معرفة الفتاة بتطورات طبيعتها الفيزيولوجية تقضي على أية احتمالات لاصابتها باضطرابات نفسية أو صحية تلك التي تحدث خلال هذه المرحلة الحرجة من العمر, كما أن أهمية المدرسة لاتقل أهمية عن البيت, فالمدرسة الجيدة هي التي تستوعب الفتيات وتقدم لهن المعلومة بشكل مبسط حول مرحلة المراهقة وحول النظافة الشخصية فالتغيرات المفاجئة التي تحصل للفتاة جسمياً وعقلياً هي مرحلة انتقالية مهمة من الطفولة إلى الرشد والنضج.‏‏‏

في الجامعة التقيت الاستاذة جمانة حجار الحاصلة على الماجستير في علم الاجتماع وسألتها: ماواجب الأهل تجاه بناتهم في هذه السن الحرجة؟‏‏‏

أجابت: في هذه المرحلة بالذات تتولد لدى الأبناء أسئلة كثيرة ويصبح العالم أمامهم مليئاً بالتناقضات ومليئاً بالأشياء الغريبة إن استعمال الأهل للعنف للإجابة على كل هذه التساؤلات سيخلق حالة من ردات الفعل قد تؤدي إلى انطواء الأبناء وعزلتهم أو ينشأ لديهم خوف من العالم وخوف من المستقبل وربما يلجأ الأبناء لسوء التصرف وهذا يؤدي لانخفاض المردود الدراسي لديهم أولخلق مشكلات في حياتهم وهذا كله نتيجة لعدم استيعاب الأهل لظروف الأبناء في هذه السن الحرجة جداً, و على الأهل ألا يفضلوا جنساً على حساب الآخر, وعدم دعم استقلالية الذكر على حساب الأنثى وهذا مايحدث غالباً وأود أن أؤكد على أهمية دور المرشد الاجتماعي في المدرسة خاصة إن كان هذا المرشد ليس بحاجة إلى مرشد, لأنه بكل بساطة هوالأقدر على استيعاب الظروف النفسية التي يمر بها الطالب أوالطالبة في هذه المرحلة الخطرة.‏‏‏

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...