عاصمة الأمويّين على موعد مع «غيفارا الموسيقى العربية»

15-08-2008

عاصمة الأمويّين على موعد مع «غيفارا الموسيقى العربية»

عشرون ألف متفرّج فقط! هؤلاء هم مَن حالفهم الحظ في الحصول على بطاقات لحضور حفلات زياد الرحباني الخمس التي ستبدأ اليوم على خشبة مسرح قلعة دمشق، بعدما مُُُدّدت الحفلات يوماً إضافياً لا أكثر، نظراً إلى ارتبامع عاصي وفيروز في الزمن السعيدطات الموسيقيين الأجانب بمواعيد أخرى.
حمّى زياد بدأت باكراً: آلاف الشباب تدافعوا أمام شبّاك التذاكر في مقر احتفالية “دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008”، للحصول على بطاقة، فالحدث استثنائي بكلّ المقاييس.
أخيراً، الرحباني الابن في دمشق، وجهاً لوجه مع جمهور متعطّش إلى سماع موسيقاه، وأمل في سماع بعض أغانيه وألحانه التي حفظها منذ سنوات بوصفها “مانفيست” لجيل لم يجد أفضل من زياد في وصف أحواله ومكابداته في العيش والاحتجاج والتمرّد، علماً بأنّ المنظّمين لاحظوا أنّ الإقبال على شراء البطاقات كان كثيفاً في الساحل السوري.
مقالاته في “الأخبار” يتناقلونها في البريد الإلكتروني وعلى “الموبايل” أو يوزّعونها في أروقة الجامعات. في غرف الـ“تشات”، اختار أحدهم اسم “شي فاشل”، وفسّر اختيار هذا الاسم بأنّه “كل شي فاشل في هذا البلد”. وأخرى سمّت نفسها في أحد منتديات الإنترنت “فيلم أميركي طويل”، على اعتبار أنّ كل ما يجري في المنطقة هو “فيلم أميركي طويل و.. وقح”. وقالت إن زياد «يعبّر عن رفض الشباب السوري لتعبيرات المجتمع الاستهلاكي، ويجسّد تمرّده على واقع سياسي وثقافي متعثّر... ثم هل تريدون أن أضع صورة نانسي عجرم أو عمرو خالد على جدران غرفتي؟”. أينما تلتفت في شوارع دمشق، ستجد ملصقات كبيرة تعلن عن حفلات زياد الوشيكة، وهي تحمل عبارات مقتبسة من عناوين أغانيه “اشتقتلك”، و“لأول مرة منكون سوا”، و“كيفك إنت”، و“يا نور عينيّ” و“زياد في قلب دمشق” كناية عن الحب الجارف الذي يكنّه له السوريون.
قلعة دمشق التي أنشئ عليها مسرح ضخم لاحتضان الحفلات الخمس، زارها زياد قبل أيام للاطمئنان إلى صلاحية المكان موسيقياً. هكذا، ستشهد القلعة في العاشرة من مساء اليوم حشداً جماهيرياً، قد يصل إلى خمسة آلاف متفرج، وهناك مَن سيحاول التسلّل بأي طريقة إلى المكان، بعدما فقد الأمل في الحصول على بطاقة، وخصوصاً أنّ الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية، التي تقيم هذه الحفلات، حرصت على بيع البطاقات بأسعار معقولة ( 20 دولاراً للعموم، و10 دولارات للطلاب والصحافيين). وبعدما بيعت البطاقات كلها، تدرس إمكان زيادة عدد الحضور في الحفلة الواحدة ليصل إلى 4500 شخص، بعدما كان يتّسع لثلاثة آلاف جلوساً.
ويأمل الشبان الذين لم يتمكّنوا من حجز مقعد تمديد عدد الحفلات، كما حصل في حفلات فيروز التي افتتح بها نشاط العاصمة الثقافية قبل خمسة أشهر. لكنّ الفرق هنا ــــ يقول أحدهم معلّقاً ــــ أنّ زياد أصّر على أن تكون أسعار التذاكر شعبية، وأنّه “يساري قولاً وفعلاً”، وأنّه “غيفارا الموسيقى العربية”. وتذهب إحداهن أبعد، حين تصف زيارته إلى دمشق بأنّها أهم من زيارة الرئيس ميشال سليمان “بمراحل” وبأنها ستروي يوماً لأبنائها أنّها حضرت حفلته في دمشق. وفي المقاهي، اختلط الشجن على رحيل محمود درويش، مع بهجة قدوم زياد التي “ستخفف من ألم غياب الشاعر الكبير، ولو قليلاً”، يقول شاعر شاب مضيفاً “زياد خيمتنا الأخيرة”. ولا نعرف حتّى الآن إذا كان زياد سيغنّي أم سيكتفي بالعزف على البيانو، لكن يتوقع أن يتخلل الحفلات بثّ مقاطع من “اسكتشات” من الحلقات التي سجّلها سابقاً للإذاعة أو فواصل مكتوبة للمسرح. كما قد يؤدي بعضاً من أعماله التي لم تقدّم سابقاً في حفلة حيّة.
هكذا، فإنّ حفلات زياد الرحباني في دمشق، ستتوّج فعاليات الصيف بأكبر تظاهرة موسيقية تشهدها عاصمة الأمويّين، فيما ستفتح قوس الخريف المقبل على حفلات بتوقيع مرسيل خليفة، ينتظر أن تكون حدثاً مماثلاً.

خليل صويلح

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...