صناعة السيارات تبحث فوائد الطباعة الثلاثية الأبعاد

27-01-2016

صناعة السيارات تبحث فوائد الطباعة الثلاثية الأبعاد

ما هي مميزات السيارة الرياضية الكلاسيكية؟ الانتقال من الصفر إلى 100 كيلومتر في الساعة بثانيتين ونصف الثانية، التباهي بـ700 حصان تحت غطاء المحرك؟ تعديلات مختلفة ومحرك عالي الأداء؟ إنها جميعاً مواصفات تتمتع بها «بلاد»، ولكنها تتوقف عند هذا الحد مع السيارة الكلاسيكية.
تزن سيارة «بلاد» 360 كيلوغراماً فقط، أقل بمرتين من السيارة العادية لشخصين، أما هيكلها الطري فبإمكانه أن يأخذ حجماً بفضل ضخه بالغاز الطبيعي المضغوط. وعلاوة على ذلك، هي مصنوعة بتكنولوجيا الطباعة الثلاثية الأبعاد الموفرة للطاقة. وهي آخر منتجات «وادي السيليكون»، وهدفها بحسب مصنعيها «تغيير العالم».
وعمل كيفن كزينجر، مؤسس شركة «دايفرجانت تكنولوجولي» لصناعة السيارات، على تصور هذه السيارة وتصميمها. برأيه، أنه «إذا استمررنا بتصنيع سيارات الكروس أوفر التي تزن أكثر من طنين، فنحن نقوم فعلياً بتدمير العالم».
فبحسب «أكاديمية العلوم الأميركية» في تقرير نشرته في العام 2009، حوالي ثلث التلوث البيئي الذي تسببه السيارات التقليدية ناجم عن طريقة استخدامنا لهذه السيارات، أما الباقي فيأتي من عملية التصنيع: استخراج هذا الكم الهائل من المعادن الذي تحتاجه السيارات، ونقلها، وتصنيعها وتجميعها.
أما السيارات الإلكترونية، فبحسب التقرير ذاته، فملوثة تحديداً خلال عملية التصنيع. أما بطارياتها فتحتاج إلى معادن كالكوبالت والليثيوم، اللذين يحتاجان إلى طاقة هائلة للاستخراج. أما عملية تصنيعها فإنها تعرّض العمال لمواد سامة، كما تبقى عملية إعادة تدويرها مسألة معقدة.
ولهذا السبب، يرى كزينجر أن «النقطة الأساسية لتقليص انبعاثات الغاز الناجمة عن السيارات تكمن في تغيير عملية التصنيع. علينا أن نقلص بشكل كبير تكاليف التصميم والتصنيع للسيارة، لجهة المواد والطاقة المستعملة».
ويعمل كزينجر مع مجموعة من رجال الأعمال المختصين بعالم السيارات في «وادي السيليكون» على إعادة صياغة تصور لعملية تصنيع السيارات من خلال استخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، وذلك أيضاً عبر استخدام تصاميم من الممكن تعديلها بين ساعة وأخرى.
ولكن بحسب لوني لوف، الخبير في صناعة السيارات، تواجه صناعة السيارات بالطباعة الثلاثية الأبعاد حتى الآن، تحدي تصنيع سيارات مختلفة جداً، ولكن جديرة بالثقة بنسبة مئة في المئة».
يضيف لوف: «لا يسعني القول متى من الممكن أن تُحلّ هذه المعضلة. قد تأخذ خمس سنوات، أو خمسة عقود».
ولكن وادي السيليكون مصمم على المضي قدماً بهذا المشروع: فبناء مصنع للسيارات يكلف مليارات الدولارات اليوم في الولايات المتحدة، كما يحتاج إلى عشر سنوات من الجهد والتفكير لإنشاء شركة عالمية. أما إنشاء مصنع مصغر بـ20 مليون دولار فقط فلا يتطلب سوى أفكار إبداعية لتصاميم سيارات وقرض كبير من المصرف. هكذا، بحسب «السيليكون فالي»، تصبح صناعة السيارات محلية جداً، على غرار أن يكون في الولايات المتحدة أكثر من «ديترويت» واحدة.
مصنعو السيارات التقليديون في العالم بدأوا اليوم ـ ولو ببطء ـ دراسة إيجابيات الصناعة الثلاثية الأبعاد: فبالرغم من أن شركات كبرى، مثل مرسيدس وكاديلاك، تعمل منذ سنوات بهدوء على نظام قيادة ذكي، بنظرها، يتضمن تعديلاً للسرعة وإنذاراً أوتوماتيكيين، خرجت شركات تكنولوجية مثل «غوغل»، وفجأة، بسيارات ذاتية القيادة لتحدث صدمة. اليوم، لا تريد الشركات التقليدية الوقوع في الفخ ذاته!


 (عن موقع «رو89»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...