سوريون يرون الوشم «شجاعة وقوة وتحدياً للألم»

25-02-2008

سوريون يرون الوشم «شجاعة وقوة وتحدياً للألم»

استخدم الوشم في القدم كتعويذة ضد السحر والموت والأرواح الشريرة، قبل أن يتحول إلى نوع من أنواع العلاج الذي يقدمه كبار السن، لقناعتهم بأنه يقوّي الأعصاب الداخلية في المكان الذي ينقش فيه.

ولكنه سرعان ما انتشر وأصبح وسيلةً تجميلية و «تقليعة» شبابية، بعدما كان يقتصر في الغرب على بعض الفئات المتمردة على المجتمع كنزلاء السجون من الرجال، وبائعات الهوى من النساء.

هذه الظاهرة وصلت الى سورية حيث أصبح مشهد الشباب حاملي الوشم ينتشر شيئاً فشيئاً في أرجاء البلاد. وتختلف نظرة هؤلاء إلى الوشم، فمنهم من يرى أنه يميزه عن غيره من أقرانه ويجعله يشعر بالعنفوان والقوة والرعب، خصوصاً إذا كان الوشم يمثل جماجم وأفاعي وطيوراً جارحة. بينما يعتقد آخرون أن الوشم يلفت الآخرين ويشبع الرغبة في التميز وحب الظهور والتفرد والإغواء الجسدي للطرف الآخر.

ويبدو أن مضمون الرسوم التي يلجأ إليها الشباب لطبعها على أجسادهم، اختلف وتبدل من رسوم الحيوانات المفترسة، إلى أشكال مبسطة ترمز في غالبيتها إلى الحب أو الحبيبة.

وقال سامر عبدالسلام الذي طبع اسم حبيبته على ذراعه لإشعارها بمدى حبه لها: «إذا كان حب الشخص عظيماً، فإنه يكتب الأحرف الأولى من اسم محبوبته تحت قلب أحمر يخترقه سهم «كيوبيد». بينما يلجأ آخرون إلى كتابة أسماء تدل على القوة مثل «أبو عنتر» او «يا باطل» أو «أبو صخر» أو «الغضنفر».

ولفت إلى «أن غالبية الشباب يوشمون زنودهم بصور شخصيات معروفه يحبونها سواء من عالم الفن أو الرياضة وحتى الثقافة».

ويرى خالد الفاعور ان ليس من الضروري أن يعكس الوشم واقع الحال، ويقول: «ربما يكون هناك شخص ضــعيف وخائف يحاول من خلال الوشـــم على جـــسده إظهار ما ليس فيه، بحيث يعطيه الوشم الشعور بالأمان والراحة النفسية».

ومع تطور الأساليب وتنوعها، أصبح عدد كبير من الشباب يفضل الكتابة على الجــسد بالقلم أو الرسم بالألوان المائــية والزيتية، أو طباعة الصور والرســـوم الجاهزة التي تمكن إزالتها بسرعة ومن دون عناء، بهدف تجديدها لكسر الملل والروتين. ولم يقتصر الأمر على هذا الحد، بل دخلت التكنولوجيا بقوة في حياة الشباب وبدأت تفرض عليهم تصاميم ورسوماً معقدة تتميز بالدقة العالية.

وقال حسام الدين كحالة: «بواسطة الليزر أستطيع أن أطبع على جسدي ما أريد وبلا ألم، وتمكن إزالة الوشم أيضاً في أي وقت لتجديده».

وتابع: «الليزر ساهم في ازدياد عدد الشباب الراغبين في الوشم، بحيث يستطيع الشخص اختيار الصورة التي يفضلها مهما كان لونها وحجمها ودقتها».

ويحذر كحالة الشباب من اللجوء إلى استعمال أدوات الوخز بالإبر «لأنها تسبب الالتهابات والأمراض المعدية، خصوصاً الأيدز في حال كانت غير معقمة».

ولم يعد الوشم حكراً على الشبان، بل امتدت «الظاهرة» لتطاول بعض الفتيات، وإن بنسبة اقل. وأصبح الناس يرون بكل وضوح الوشم على الأماكن الظاهرة من أجسادهن، ولكن برسوم مختلفة تتميز بالأنوثة واللطف والنعومة كالفراشات والأزهار والنجوم.

وتعتقد سهام علي أن الوشم «يمثل القوة والشجاعة والتحدي عند الشاب».

وقالت: «إن الرجل الموشوم، خصوصاً من طريق الإبر لا بد من انه بالغ القوة كونه تحمل الألم الناتج من الوخز والأدوات الحادة الممزوجة بالمواد الكيماوية الملونة».

لكن زميلتها علياء سمعان تختلف معها على اعتبار «أن الوسائل الحديثة المستخدمة حالياً للوشم على الجسد لا تدل على قوة الشخص أو ضعفه».

مريم الخطيب

 المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...