ذبح تركيين وألماني في هجوم على دار نشر مسيحية بتركيا
قتل ثلاثة أشخاص في هجوم على دار نشر في تركيا لطباعة الأناجيل، في هجوم يبدو أنه يستهدف الأقلية المسيحية في البلاد.
وتم العثور على الضحايا في دار نشر زيرفى بمدينة مالاطيا الواقعة شرقي البلاد.
وقال المسؤولون إن الضحايا، وهما ألماني وتركيان، كانوا مقيدي الأيدي والأقدام معا وتعرضوا للذبح.
وتقول وسائل إعلام محلية إن القوميين كانوا قد احتجوا على دار النشر في الماضي، حيث اتهموها بالعمل على نشر المسيحية.
وتقول سارا راينسفورد إن تركيا تشهد مدا من المشاعر القومية، في الوقت الذي تشتكي الأقليات المسيحية من تعرضها لضغوط وتحرشات.
وقد نظمت مجموعة من 150 شخصا مسيرة أضاءتها الشموع ورفعوا لافتة كتب عليها "نحن جميعا مسيحيون" في وسط اسطنبول احتجاجا على الهجوم ولإظهار التضامن مع الأقلية المسيحية.
وقد أدان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الهجوم ووصفه بأنه "عمل وحشي"، وقال إن التحقيقات تنظر فيما إذا كان هناك مشتبهون آخرون تربطهم صلات بجماعات إرهابية.
وكانت الشرطة قد احتجزت أربعة شبان، تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما.
وتعد هذه أحدث حلقة في هجمات تعرض لها المسيحيون في تركيا - الذين تبلغ نسبتهم أقل من 1% من السكان في الدولة العلمانية التي يدين غالبية سكانها بالإسلام.
ففي شباط/فبراير 2006 قتل مراهق تركي بالرصاص قسا كاثوليكيا أثناء صلاته في الكنيسة، فيما تعرض قسان كاثوليكيان للهجوم في وقت لاحق من نفس العام.
وفي وقت سابق من العام الحالي قتل من يشتبه أنه قومي متطرف الصحفي الأرمني المسيحي هرانت دنك.
ومن جانبها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي تعارض مسعى تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي، إن تلك الهجمات تظهر ضعف البلاد في حماية الحريات الدينية.
يذكر أن مدينة مالاطيا تعرف بأنها معقل للقوميين، وقد كانت مسقط رأس محمد علي أغا، الذي أطلق النار على البابا يوحنا بولس الثاني عام 1981.
ونقلت وكالة أسوشييتدبرس للأنباء عن تلفزيون سي إن إن التركي القول إن الطريقة التي قيد بها الضحايا تشير إلى أن الهجوم من تنفيذ جماعة إسلامية محلية.
وأضافت المحطة أن الشرطة تحقق في احتمال تورط ما يطلق عليها جماعة حزب الله التركية، وهي جماعة كردية تهدف لإقامة دولة إسلامية في الجنوب الشرقي ذي الأغلبية الكردية في تركيا.
وتقول السلطات التركية إنها شهدت مؤخرا تزايدا في أنشطة الجماعة، التي عرف عنها أنها توثق ضحاياها من أيديهم وأرجلهم أثناء تعذيبهم.
ومن بين تعداد سكان تركيا البالغ 70 مليونا، يوجد نحو 65 ألف مسيحي أرمني أرثوذكسي، و20 ألفا من الكاثوليك، فضلا عن 3500 بروتستانتي أغلبهم ممن تحولوا للمسيحية من الإسلام، فضلا عن ألفي مسيحي من الروم الأرثوذكس.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد