تغيّر المناخ له آثار سلبية على الصحة

12-04-2008

تغيّر المناخ له آثار سلبية على الصحة

حذّر مسؤول صحة رفيع في الحكومة الأمريكية من الوقع السلبي والخطير الذي يتوقع أن يسببه تغيّر المناخ على الصحة في غضون العقود القليلة المقبلة، حيث ستكون مناطق محددة من البلاد، كما سيكونمن كارثة كاترينا في ولاية نيو أورليانز المسنون والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمشاكل صحية متنامية.

وفي جلسة استماع أمام لجنة في مجلس النواب الأمريكي، قدم هاوارد فرامكين-المسؤول الرفيع في مركز الصحة البيئية التابع للمركز الفيدرالي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها- ملخصاً عن الوقع المحتمل لتغير المناخ على الصحة، غير أنه امتنع عن إبداء رأيه حول ما إذا كان يجب تنظيم مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون -أحد مسببات الانبعاث الحراري المسؤول عن ظاهرة الاحتباس الحراري- بسبب خطره على الصحة العامة.

وتفادياً للانجرار إلى الجدل الدائر حول ضرورة تنظيم مستوى انبعاث الغازات الضارة، أكد المسؤول أن المركز الفيدرالي للسيطرة على الأمراض ليس لديه موقف من القرارات التنظيمية الصادرة عن وكالة حماية البيئة، وما إذا كان عليها تنظيم مستوى نفث غاز ثاني أكسيد الكربون بموجب القانون الاتحادي لهواء نظيف.

وكانت المحكمة العليا الأمريكية قد أعلنت العام الفائت، غاز ثاني أكسيد الكربون ملوثاً بموجب القانون الاتحادي لنوعية الهواء، وطلبت من وكالة حماية البيئة الاتحادية تحديد ما إذا كان هناك صلات بين هذا الغاز ومخاطر تغير المناخ على الصحة العامة. وفي حال تبين وجود رابط، قالت المحكمة إنه عندها يجب تنظيم مستوى نفث غاز ثاني أكسيد الكربون.

إلا أن رد الوكالة لتوجيهات المحكمة كان بطيئاً، مبررة ذلك بأنه عليها مراجعة الوقع الأشمل للانبعاثات الناتجة أكان من عوادم السيارات أو المصانع ومنشآت الطاقة وحتى المدارس.

بينما رد المسؤول فرامكين مختاراً كلماته بدقة عندما استجوبته النائبة الديمقراطية عن كاليفورنيا هيلدا سوليس، قائلاً "بالنسبة للعلم، فإن هناك برهاناً قوياً بأن ثاني أكسيد الكربون هو انبعاث حراري، كما أن هناك برهاناً قوياً أن تغيّر المناخ يؤثر في صحة العامة في عدة طرق."

وحدد فرامكين مجموعة من الأمراض الرئيسية المحتملة كنتيجة لتغير المناخ، منها احتمال حدوث موجات حر متزايدة والتي تشكل تهديداً خاصاً للمسنين والفقراء، وقوع الكثير من موجات المناخ القاسي ما يهدد بحدوث جفاف في بعض المناطق وفيضان في أخرى، تزايد في تلوّث المحاصيل بالأمراض، وانتشار لحمى الملاريا والضنك وغيرها، نتيجة لتغييرات في نمط المواسم.

وأوضح فرامكين الأربعاء "على مدى العقود القليلة المقبلة في الولايات المتحدة الأمريكية، فمن المحتمل أن يكون لتغير المناخ وقع خطير على الصحة" مصراً على أن وكالته تعتبر قضية تغيّر المناخ مسألة مقلقة على الصحة العامة.

يُذكر أن شهادة فرامكين ركزت  في شكل مفصل على التفاصيل وبشكل مباشر على الأعراض الصحية السلبية المحتملة على الصحة، أكثر من شهادة مديرة الوكالة ذاتها جولي غيربيردينغ في أكتوبر/تشرين الأول الفائت أمام لجنة أخرى في مجلس الشيوخ الأمريكي.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس أنه أُكتشف لاحقاً أن البيت الأبيض عاد ونقّح شهادة غيربيردينغ، ملغياً مقاطع بأكملها للملاحظات المحضرة من قبلها بينها واحدة معنونة: "تغير المناخ هو مصدر قلق عام."

وأعربت النائبة سوليس عن قلقها بأن الإدارة الأمريكية لم تعط اللجنة، شهادة فرامكين مسبقاً وفقاً للأعراف المتبعة، كما أنه (فرامكين) لم يحدد كيف يمكن تعزيز عمل وكالته.

إلا أن البروفسور جوناثان باتز المتخصص في علوم الصحة والبيئة في جامعة ويسكونسن قال أمام اللجنة في مجلس النواب الأمريكي إن الهيئة التي يمثلها فرامكين ليس لديها الأموال الكافية "لدعم جهود حمايتنا من تغيّر المناخ."

وأضافت باتز "أظن أن أيديهم مقيّدة."

الجدير بالذكر أن الرئيس جورج بوش كان طلب من الكونغرس تخصيص مبلغ 8.8 مليار دولار للمركز الفيدرالي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها خلال السنة المالية 2009، أقل بـ412 مليون دولار عن المبلغ الذي خصصه الكونغرس هذا العام.

وفي شأن الموازنة ورداً على استجواب بعض المشرعين الأمريكيين قال فرامكين "نقوم بكل ما نستطيعه بالموارد الموجودة حالياً.. مع مزيد من الموارد، سنكون قادرون على القيام  بالمزيد.."

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...