تخمة أمريكا وحقنا المضيَّع

01-06-2006

تخمة أمريكا وحقنا المضيَّع

لم يعد الوضع الاقتصادي العالمي مطمئناً؛ فكل يوم يمر، يجلب معه أنباء المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية، والمزيد من نذر الشؤم واللاتفاؤل، إزاء الأوضاع الاقتصادية السائدة، والمتوقع حدوثها.

أبرز أسباب الأزمة:
هناك أسباب متعددة للأزمة، ولكن الأسباب الرئيسة تندرج في الآتي:
*الصدمات الخارجية، التي تسببها التوجهات الاقتصادية المفروضة على كثير من بلدان العالم، من قبل ثلاثة أطراف، هي: المؤسسات الاقتصادية الدولية (البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية)، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي.
وقد تبين عملياً أن تطبيق بلدان العالم الثالث لهذه السياسات المفروضة، لم يحمل الخير والرفاهية لشعوبها.
*الحروب والمواجهات المالية:
أدت عمليات فرض العقوبات المالية والنقدية، والحروب الاقتصادية، واستخدام الأنظمة المالية وعمليات فرض الضغوط، إضافة إلى الرغبة غير المعلنة للقوى الاقتصادية العالمية الكبرى بإعاقة البلدان النامية، إلى نشوء حالة من المواجهة الخفية، ترتب عليها انخفاض قيمة عملة البلدان النامية واحتياطاتها النقدية، على النحو الذي جعل معظم اقتصاديات هذه البلدان تقف على حافة الإفلاس.
*الشروط الاستثمارية والتجاوزات:
وتعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى خلق الأزمة. وتبين أن الكثير من الأزمات التي حدثت في بلدان العالم، كانت في جزء كبير منها ترجع إلى هذا النوع من الشروط. فقد استمرت الكثير من الشركات الكبرى والمؤسسات المالية والنقدية الفاحشة الثراء، في استغلال حاجة البلدان النامية إلى المال والتكنولوجيا والسلاح، لتفرض عليها أسلوب التعامل الابتزازي، عن طريق الدخول معها في عمليات قصيرة الأجل وعالية الربحية. وعلى هذا النحو، فقد أدى تزايد هذه المعاملات قصيرة الأجل إلى اختلال موازين مدفوعات البلدان النامية، ورمى باقتصادياتها في محرقة الديون.
*التحرير الاقتصادي:
أدت سياسات التحرير الاقتصادي غير المنضبطة، وما ترتب على تطبيقها، إلى عدم قدرة البلدان النامية على إدارة عمليات التحرير الاقتصادي على الوجه الأكمل، وذلك بدوره أدى إلى غياب نظام الإدارة والسيطرة الكلية على الاقتصاديات الوطنية الكلية، وبالتالي فقد عصفت رياح التحرير الاقتصادي، بكل الفوائد والمزايا الاقتصادية، التي كانت بالأساس متوافرة في اقتصاديات بلدان العالم الثالث.
وأخيراً، يأتي دور الولايات المتحدة الأمريكية، التي ظلت تستخدم أسلوب حل أزماتها الاقتصادية الداخلية، عن طريق تصديرها إلى الخارج؛ وبعبارة أخرى: عندما يعاني الاقتصاد الأمريكي من العجز، فإن على الآخرين أن يدفعوا لأمريكا قيمة هذا العجز. وتؤكد كل المعطيات والمؤشرات الاقتصادية، بأن الأزمات التي عصفت بالأسواق المالية، كان مصدرها بورصة داو جونز الأمريكية، التي تلعب دور الزلازل في الاقتصاد العالمي.

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...