اليمن على عتبة انتقال غامض للسلطة والخطة الخليجية توقّع خلال أسبوع في الرياض

27-04-2011

اليمن على عتبة انتقال غامض للسلطة والخطة الخليجية توقّع خلال أسبوع في الرياض

بعد اعلان المعارضة اليمنية موافقتها «النهائية» على خطة دول مجلس التعاون الخليجي القاضية بتخلي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة المعارضة، يتجه اليمنيون الاسبوع المقبل الى توقيع الاتفاق - الحلّ على الطاولة السعودية، في وقت تواصلت المواجهات السياسية على المنابر بموازاة مواجهات بين المناوئين للنظام والقوى الامنية في الشارع. بعد اعلان المعارضة اليمنية موافقتها «النهائية» على خطة دول مجلس التعاون الخليجي القاضية بتخلي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن السلطة وتشكيل حكومة وحدة وطنية بقيادة المعارضة، يتجه اليمنيون الاسبوع المقبل الى توقيع الاتفاق - الحلّ على الطاولة السعودية،
وفيما أكد صالح مجددا امس أنه «لا سبيل الى تداول السلطة في اليمن إلا من خلال صناديق الاقتراع»، متهما التحالف المعارض بأنه سبب الأزمة التي تعيشها اليمن حاليا، قال مسؤولون معارضون إنهم وافقوا في النهاية على الخطة بعد تلقي تأكيدات من دبلوماسيين أميركيين في صنعاء أن صالح سوف يتنحى فعلا في غضون شهر بمجرد التوقيع على الاتفاق. وكانت لدى «اللقاء المشترك» في البداية مخاوف من أن صالح يمكن أن يحبط خطط التنحي اذا لم يقبل البرلمان استقالته، وهو الآن يضم عددا كبيرا من أنصار الرئيس من أعضاء الحزب الحاكم.

وجاء موقف صالح في كلمة له خلال لقائه مع أعضاء الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) لدى الاحتفال بيوم الديموقراطية في اليمن. وقال «إن هذا اليوم يمثل عنوانا بارزا لخيار الديموقراطية التعددية الذي اختاره الشعب اليمني وسيلة للبناء وصنع التقدم في الوطن»، مؤكدا التمسك بالديموقراطية «كنهج لا حياد عنه واحترام الإرادة الشعبية المعبر عنها في صناديق الاقتراع».
واستعرض الرئيس اليمني في كلمته الجهود والمساعي التي بذلت من أجل الخروج من الأزمة السياسية وآخرها المبادرة الخليجية، وقال «إن التنازلات تلو التنازلات التي قدمتها هي من أجل تجنب إراقة الدماء والانزلاق بالوطن إلى أتون الفتنة والصراع». وأضاف ان أحزاب «اللقاء المشترك» ظلت متمترسة بمواقفها ورافضة الاستجابة للدعوات والحوار «وظلوا يتعاملون بتهور وعناد وتسببوا في إلحاق الضرر الكبير بالوطن والمواطنين». وتابع صالح «نحن لسنا ضد التغيير، لكن بالأسلوب الديموقراطي السلمي وفي إطار الدستور واحترام إرادة الشعب»، مستطردا «لقد تحققت إنجازات عظيمة... تسعى الآن أحزاب «المشترك» وشركاؤها من الحوثيين وعناصر تنظيم القاعدة والعناصر الانقلابية من العسكريين إلى تدميرها».
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن أعضاء كتلة «المؤتمر» وقوفهم «إلى جانب الشرعية الدستورية واحترام إرادة الشعب المعبر عنها في صناديق الاقتراع ورفضهم أي انقلاب على الديموقراطية والشرعية الدستورية». وقال المتحدث باسم «المؤتمر» طارق الشامي، إن الحزب أخبر الوسطاء الخليجيين دعمه الاتفاق الذي قدمه وزراء خارجية المجلس الخليجي ورغبته في التوقيع عليه.
في المقابل، اعلن المسؤول في المعارضة محمد باسندوة، المرشح الأقوى لقيادة الحكومة الانتقالية، ان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني يزور صنعاء اليوم حاملا دعوة لحضور مراسم توقيع الاتفاق يوم الاثنين المقبل في الرياض. واضاف انه يتوقع استكمال اتخاذ الترتيبات والتوقيع على الاتفاق وكلما كان ذلك أسرع كان أفضل، فيما ذكر مصدر يمني ان «سفراء الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون اضافة الى ممثل الامم المتحدة في الرياض، سيحضرون مراسم التوقيع».
لكن في مؤشر على استمرار الغموض بشأن الخطة التي تتضمن استقالة صالح بعد 30 يوما من التوقيع، قال مسؤول خليجي إنه ربما تجرى محادثات مباشرة بين الجانبين اليمنيين في الرياض للاتفاق على التفاصيل النهائية قبل توقيع الاتفاق.
وتكفل خطة نقل السلطة التي توصلت إليها دول الخليج أن يعين صالح رئيسا للوزراء من تجمع «اللقاء المشترك» (المعارضة البرلمانية) مع إجراء انتخابات رئاسية بعد شهرين من استقالته.
وأزال «اللقاء المشترك» عقبة رئيسية أمام تنفيذ الاتفاق عندما وافق أمس الاول على المشاركة في حكومة وحدة وطنية انتقالية في تحول عن رفضه الاقتراح في بادئ الأمر. لكن توحيد كلمة المعارضة هو في حد ذاته امر صعب بينما يتخذ الاتفاق صبغة رسمية. وقال مدير مركز بروكينغز في الدوحة شادي حميد «أود أن أصدق أن هذه خطوة في الاتجاه الصحيح.. الوضع يبدو مبشرا الآن لكن هناك درجة أقل من الوضوح بشأن ما إذا كان الوضع سيبدو مبشرا خلال 15 أو 20 يوما».
ويخشى المحتجون أن تكون بعض أحزاب المعارضة، التي كان كثير منها حليفة لصالح، تتعاون مع الرئيس حاليا للحصول على نصيب أكبر من السلطة وليس لضمان إحداث تغييرات حقيقية. وقال حمدان زايد في صنعاء حيث يعتصم آلاف المحتجين منذ أسابيع «بالنسبة لنا سنواصل ثورتنا. لن نترك الشوارع بسبب هذا الاتفاق المحرج».
في هذه الاثناء، قتل قناصة يتمركزون على أسطح منازل محتجا مناهضا للحكومة في تعز جنوب صنعاء، وأصيب ثلاثة آخرون خلال تفريق قوات الأمن اليمنية تظاهرة سلمية في المحافظة. وذكر موقع «نيوزيمن» الإلكتروني الإخباري أن «الشاب مروان القباطي لقي حتفه وأصيب ثلاثة آخرون بالرصاص، خلال تظاهرة في تعز لرفض المبادرة الخليجية من أجل حل الازمة في البلاد، والمطالبة بالإفراج عن معتقلين في تظاهرة أمس» (امس الاول).
وفي صنعاء، جدد عشرات آلاف المحتجين المعتصمين في ساحة جامعة صنعاء رفضهم المبادرة. وقال متحدث باسم المعتصمين، هاشم الصوفي «نرفض هذه المبادرة بشكل كامل. نطالب ليس فقط برحيل الرئيس بل بمحاكمته ايضا». وأكد الصوفي وسط دعوات الى «الزحف نحو القصر الرئاسي»، ان «اللقاء المشترك لا يملك الحق في التوقيع على الاتفاق. هو جزء من الثورة لكنه احد مكوناتها فقط، وليس من حقه التوقيع على اي اتفاق مع النظام».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...