الرصاص يسبب أمراض الشيخوخة

31-01-2008

الرصاص يسبب أمراض الشيخوخة

أكدت دراسة علمية حديثة أن تراجع القدرات الدماغية لكبار السن هي حالة قد يكون مرتبطا بكميات الرصاص الذي يمتصه الجسم خلال فترة الطفولة ومرحلة النمو.

واوضحت الدراسة أن الأرقام المسجلة حالياً نتيجة هذه الظاهرة تشير إلى فشل المحاولات التي بدأت قبل عقود للحد من وجود الرصاص في البيئة المحيطة بالبشر.

وأشارت الدراسة إلى أن المصادر الرئيسية حالياً للرصاص تتمثل في بقايا المحروقات، كالبنزين، التي تحتوي على هذه المادة السامة.

وأضافت أن ارتفاع نسبة هذه المادة في الدم قد تؤدي إلى شيخوخة الدماغ بمعدل أسرع بخمس مرات من شيخوخة الجسم.

وفي هذا الإطار، قال الدكتور براين شوارتز، من جامعة جون هوبكنز: "نحاول أن نلفت الانتباه إلى أن بعض الأمراض التي ينظر إليها على أنها عوارض عادية للشيخوخة قد تكون ناجمة في حقيقة الأمر عن مواد سامة موجودة من حولنا، مثل الرصاص."

وأضاف شوارترز، الذي قاد الفريق الطبي الذي أشرف على إعداد هذه الدراسة: "مجرد تسجيل هذه الظاهرة على صعيد الرصاص يثبت أنها موجودة، وقد يكون للزئبق والمبيدات الحشرية تأثير مماثل."

من جهته، قال الدكتور فيليب لاندريغان، إن الدراسة "تفتح أفاقاً جديدة" على صعيد إيجاد الصلات السببية بين ما يتعرض له المرء خلال نموه وبين ما يصيبه في مراحل متقدمة من العمر.

واعتبر أن النتائج "منطقية" نظراً إلى أن قدرة الرصاص على تدمير خلايا دماغ الأطفال ستؤدي إلى تراجع قدراتهم الذهنية في فترة الشيخوخة.

ورأت ليندا بيرنباوم أن بيانات مماثلة سجلت لدى الحيوانات أيضاً، إذ أثبتت التحاليل أن القوارض التي تتعرض لمادة "دايوكسين" قبل ولادتها ترتفع لديها لاحقاً فرص الإصابة بالسرطان، بحسب أسوشيتد برس.

ويذكر أن الولايات المتحدة كانت قد حظرت استخدام البنزين الذي يحتوي على مادة الرصاص منذ العام 1976، وقد نتج عن هذا الأمر تراجع ثابت في معدل الرصاص الذي تحتويه دماء السكان بنسبة بلغت 80 في المائة عام 1991.

ويمكن تسجيل وجود الرصاص في الطلاء المنزلي أيضاً، وتكمن الخطورة هنا في احتمال خروج المادة بعد جفاف الطلاء على شكل غبار يسهل ابتلاعه أو استنشاقه، كما يتواجد الرصاص في أنابيب المياه ويشكل بالتالي خطراً داهماً.

ومن المعروف أن هذه المادة تنتشر بكثرة أيضاً في الأحياء الشعبية والفقيرة، حيث تتراجع الخدمات الصحية ومعايير الأمان.

وكانت لجنة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأمريكية قد قادت حملة ضخمة قبل أشهر، سحبت من خلالها كميات كبيرة من لعب الأطفال الصينية الصنع بسبب ارتفاع مستويات الرصاص فيها.

واتخذت المسألة بعدا أوسع عندما حث وزير الاقتصاد الألماني مايكل غلوس الاتحاد الأوروبي على فرض قيود أشد على لعب الأطفال المستوردة، مقترحا وضع قواعد جديدة تجبر منتجي اللعب خارج تلك الدول (الاتحاد الأوروبي) على كشف تفاصيل خططهم الإنتاجية، والسماح بإجراء فحص للجودة من جانب طرف ثالث يُقره الاتحاد.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...