الحكومة الليبية ترفض عرض وقف إطلاق النار وتعتبره "ضرباً من الجنون"

02-04-2011

الحكومة الليبية ترفض عرض وقف إطلاق النار وتعتبره "ضرباً من الجنون"

رفضت الحكومة الليبية شروط وقف إطلاق النار التي تقدمت بها المعارضة، ووصفتها بأنها "ضربا من الجنون" ويستحيل تطبيقها.

وقال موسى ابراهيم، المتحدث باسم الحكومة الليبية: "إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا. إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون، فأنا لا أعرف ماذا أسميه. أنا أؤكد أننا لن نسحب القوات الحكومية من هذه المدن".
وأضاف ابراهيم قائلا: "لم يقترح المتمردون السلام أبدا، بل هم يقترحون طلبات مستحيلة".
 استهدفت غارات الناتو مواقع عسكرية تابعة لقوات العقيد القذافي ودفاعاته الجوية لكنه أكَّد في الوقت ذاته أن النظام الليبي "لا يزال مستعدا للسلام والحوار"، معتبرا أن الحكومة "تحترم وقف إطلاق النار الذي فرضه قرار الأمم المتحدة".
وقد جاء كلام موسى ردَّا على ما كانت المعارضة الليبية قد أعلنته في وقت سابق بشأن استعدادها للتقيد بوقف مشروط لإطلاق النار، "إذا ما توقفت القوات الموالية للعقيد معمَّر القذافي عن مهاجمة المدن التي يسيطر عليه المعارضون".
    "إنهم يطلبون منا أن ننسحب من مدننا. إذا لم يكن هذا ضربا من الجنون، فأنا لا أعرف ماذا أسميه. أنا أؤكد أننا لن نسحب القوات الحكومية من هذه المدن"
فقد أعلن مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض"، أن شرط المعارضة للقبول بوقف إطلاق النار هو أن تنسحب كتائب وقوات القذافي من المدن الليبية وأن تتاح للشعب الليبي حرية الاختيار والتظاهر السلمي ضد الحكومة".
وقال عبدالجليل أيضا: "عند ذلك، سيرى العالم أن الليبيين يختارون الحرية".

على صعييد آخر، أدانت السلطات الليبية الضربات الجوية التي تشنها قوات التحالف الدولي، واعتبرها "جرائم ضد الإنسانية".
وأشار المتحدث باسم الحكومة إلى أن استهداف قوات التحالف لمواقع بالقرب من مدينة البريقة الخميس الماضي "تسبب بمقتل ستة مدنيين" جرَّاء ما أسماه "قصفا جويا لا أخلاقيا".
وأضاف: "إن بعض المجانين والمجرمين من الرؤساء ورؤساء الحكومات في أوروبا يشنون حربا صليبية ضد الأمة العربية المسلمة".

جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه يحقق بتقرير حول "مقتل" سبعة مدنيين بالقرب من مدينة البريقة.
وقال مسؤولون في الناتو إنهم أجروا تحقيقات "عبر سلسلة مراجع عمليات للتوصل إلى أي معلومات بشأن هذه العملية".
وفي حادث منفصل، قال مراسل وكالة رويترز للأنباء إن قصفا جديدا لقوات التحالف على مشارف مدينة البريقة الجمعة أسفر عن مقتل 10 أشخاص على الأقل من مقاتلي المعارضة.
وأضاف المراسل أنه رأى بأم عينه أربع عربات، بما فيها سيارة إسعاف، وهي تحترق إلى جانب الطريق بالقرب من المدخل الشرقي للمدينة.
ونقل المراسل عن مصطفى علي عمر، أحد عناصر قوات المعارضة، قوله: "لقد انسلَّ بعض القوات التابعة للقذافي بين المتمردين وأطلقوا قذائف المدفعية المضادة للطائرات في الجو. بعد ذلك جاءت قوات الناتو وقصفتهم".
"مقتل سبعة مدنيين"

وكان طبيب ليبي قد أكَّد في وقت سابق أن سبعة مدنيين قد قتلوا بالفعل وأُصيب 25 آخرون بجروح في ضربة جوية شنتها قوات التحالف على رتل من قوات القذافي.
وقال الطبيب سليمان الرفادي: "لقد استهدف القصف قافلة عسكرية قرب قرية زاوية العرقوبي، الواقعة على بعد حوالي 15 كيلومترا من مدينة البريقة"، مضيفا أن أعمار القتلى تراوحت بين 12 و20 عاما، مما تسبب بانفجار كبير أسفر عن تدمير منزلين قريبين من موقع الحادث".
وأوضح الدكتور الرفادي أن القافلة التابعة للحكومة الليبية التي استهدفتها الغارة الجوية كانت تضم دبابات ومدافع وشاحنات محملة بالذخيرة.
وأضاف أن "القصف المباشر لإحدى الشاحنات المحمَّلة بالذخيرة وعربة مقطورة معها في شارع قرية زاوية العرقوبي تسبب بسقوط وابل من الشظايا على البيوت المجاورة".

ومن بين التقلى أربع نساء، منهن ثلاث فتيات من اسرة واحدة تترواح أعمارهن بين 12 و16 عاما.
أمَّا القتلى الأخرين فهم ثلاثة شبَّان تتراوح أعمارهم بين 14 و 20 عاما.

ميدانيا سارعت قوات المعارضة إلى الاحتشاد على جبهة القتال حول مدينة البريقة النفطية.
كما أن الروح المعنوية التي ضعفت لمقاتلي المعارضة ضعيفي التسليح وغير المدربين بشكل عام قد تعززت بدخول عدد من الجنود في زي عسكري، والمسلحين والمدربين بشكل جيد، صفوف القتال إلى جانبهم، وذلك دون أن يحدد من أين أتوا.
كما تحدث اللواء الركن عبد الفتاح يونس العبيدي، وزير الداخلية الليبي السابق الذي انشق عن نظام القذافي وانضم إلى قوات المعارضة، إلى المقاتلين خارج مدينة البريقة، حاثا إياهم على الصمود في وجه القوات التابعة للقذافي.
وقالت قوات المعارضة إنها حققت "انتصار" على القوات الموالية للقذافي في معركة دارت بين الطرفين بالقرب من البريقة.
وقال مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في الموقع إنه أحصى سبعة جثث لقتلى من القوات الموالية للقذافي، بالإضافة إلى 10 سيارات عسكرية محروقة على طول الطريق المحيط بضاحية البريقة الجديدة شرقي المدينة.
لكن لم يجرِ بعد أي تأكيد أو نفي رسمي للنبأ سواء من قبل المعارضة أو القوات التابعة للقذافي.

المصدر: BBC

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...