اعترافات «الدول» بميقاتي تتوالى والتأليف قريب

29-01-2011

اعترافات «الدول» بميقاتي تتوالى والتأليف قريب

مع انتهاء استشارات التأليف الروتينية التي أجراها رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي مع الكتل النيابية في المجلس النيابي على مدى اليومين الماضيين، طويت المرحلة الشكلية التي لا بد منها، وانطلقت المرحلة العملية في الكواليس والغرف السياسية المغلقة لصياغة الحكومة الميقاتية الثانية، على أن تفصل بين هذه وتلك، صياغة أولية بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس المكلف، اليوم، بهدف جوجلة خلاصة طروحات الكتل النيابية.
وإذا كان الرئيس المكلف قد حرص على إعطاء النتائج التي خلصت اليها استشارات اليومين الماضيين، وصفا تجميليا وقرأ فيها إيجابيات وأفكارا مثمرة اكثر من سلبيات، فإنه بدا من خلال ذلك متقصدا ترك الباب مفتوحا أمام مشاركة الجميع في الحكومة، وإن كانت نتيجة تلك المحاولة معروفة سلفا، بعدما حسم فريق الرئيس سعد الحريري أمر عدم المشاركة «من أجل تفادي إعطاء مشروعية للانقلاب الذي تم في ظل الضغط والترهيب»، على حد تعبير أوساط الحريري.
وبدا واضحا في الساعات الأخيرة، أن ميقاتي يتجه نحو تأليف حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط، مؤلفة من 24 وزيرا بعدما كان يرغب بأن لا تتجاوز العشرين وزيرا في اليومين الماضيين، على أن تبدأ في الساعات المقبلة، عملية حصر رقعة توزيع الحقائب والأسماء، في ظل توجه عام لدى جميع قوى «الأكثرية الجديدة»، بتسهيل مهمة الرئيس المكلف حتى ولو أدى الأمر الى تقديم تنازلات، في ظل وجود توجه لولادة حكومية «خلال وقت قريب» على حد تعبير مرجع معارض، رجح ألا يتجاوز موعد الولادة النصف الاول من الشهر المقبل.
وقالت أوساط الرئيس المكلف إن تكليف ميقاتي يتمتع بغطاء دولي وإقليمي كبير من شأنه تسهيل مهمته في تشكيل الحكومة. وتوقفت المصادر في هذا الصدد عند زيارات سفراء الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والسعودية وفرنسا وممثل الامين العام للامم المتحدة، للرئيس ميقاتي، معتبرة أنها مؤشر على الدعم الذي يتمتع به مطلب الاستقرار في لبنان بغض النظر عمن يكون رئيسا للحكومة.
وقالت مصادر ميقاتي إن السفراء استفسروا منه عن سير التطورات التي استدعت ترشحه وتكليفه وتصوره للمرحلة المقبلة، ولاحظت أن سفير فرنسا دوني بييتون أكد على أهمية تحقيق العدالة إلا انه في الوقت ذاته أكد على أهمية الاستقرار في لبنان وأن ما جرى يندرج ضمن العملية الدستورية. وأشارت الى ان ميقاتي سيستقبل اليوم سفيري ايطاليا واسبانيا، ثم غيرهما من السفراء العرب والاجانب تباعا، «وهذا دليل اهتمام الدول المعنية بحفظ الاستقرار وسير العملية السياسية في لبنان».
وتبلغ ميقاتي من عسيري أن دعوة المملكة للرعايا السعوديين إلى توخي الحذر بالمجيء الى لبنان لم تعد قائمة بعد عودة الأمور الى طبيعتها، وأكد حرص الحكومة السعودية على أمن لبنان وسيادته واستقراره.
وقال وزير الخارجية البريطانية وليم هيغ في ختام زيارته لسوريا، أمس، إن بريطانيا لا تنظر إلى الحكومة التي يقوم بتشكيلها الرئيس ميقاتي على أنها حكومة «حزب الله»، رافضا التسمية التي يطلقها فريق 14 آذار داعيا في الوقت ذاته إلى العمل على تشكيل حكومة توافق جامعة. وقال هيغ لموقع «الوطن أونلاين» إن ميقاتي «ليس من «حزب الله»، ومن الواضح أنه سيكون لديه وجهات نظره الخاصة، وسيكون أيضا هنالك مشاركون آخرون في حكومته. لا أعتقد أنه يجب أن نسميها بأنها لحزب الله لأنها من تحالف أوسع، ولكن كما مع أي حكومة في العالم فإن الحكم على الحكومة سيكون عبر الأعمال وهذا ما زال مبكرا»، ورفض الحديث عن صفقات بخصوص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان وقال «ليس جزءا من ثقافتنا أن نقوم بصفقات لتوقيف مسار العدالة».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...