أونروا تقر المحرقة وإسرائيل تمنع النكبة

31-08-2009

أونروا تقر المحرقة وإسرائيل تمنع النكبة

ثار غضب في أوساط الفلسطينيين بغزة والضفة وأراضي الداخل (1948) بسبب ما تردد عن تزامن قرار اتخذته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) بإدخال مادة حول ما يوصف بالمحرقة اليهودية أو الهولوكست في مناهج تعليم الفلسطينيين مع قرار إسرائيلي يمنع استخدام كلمة "النكبة"، وهددت لجنة متابعة التعليم العربي في إسرائيل بالعصيان.

وقالت اللجان الشعبية في قطاع غزة إن الأونروا تتجه في مقرر مادة حقوق الإنسان في الصف الثامن إلى تقديم شرح عن المحرقة التي يزعم اليهود أنهم تعرَّضوا لها في أوروبا، وإن الموضوع قد عرض بشكل يؤكد حصول المحرقة، ويثير التعاطف مع اليهود.

وعبَّرت اللجان الشعبية في رسالة وجهتها إلى مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة جون كينج، عن رفضها واحتجاجها على بعض السياسات والقرارات التي صدرت عن إدارة وكالة الغوث في قطاع غزة ومورست في الآونة الأخيرة.

وأكدت اللجان الشعبية في رسالتها أنها ترفض بشدة أن "تُدَرَّس لأبنائنا هذه الكذبة التي اختلقها الصهاينة، وروجت لها وضخمتها آلتهم الإعلامية المسيطرة على الإعلام الغربي".
 واعتبرت أنه إذا كان لا بد من موضوع يدل على انتهاك حقوق الإنسان، "فموضوع النكبة الفلسطينية والجرائم الصهيونية المستمرة التي يتعرَّض لها شعبنا ولم تسلم منها مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، أَوْلى بالتدريس من غيرها".
ورفض الناطق باسم الأونروا عدنان أبو حسنة في البداية تأكيد أو نفي تضمين المنهاج الجزء المذكور، لكنه  قال في وقت لاحق في اتصال مع وكالة أنباء يونايتد برس إنترناشيونال "ننفي أن تكون برامجنا الحالية برامج حقوق الإنسان تتضمن أي مادة عن الهولوكست".

وبمجرد أن نشرت اللجان الشعبية رسالتها، توالت الردود المنددة من وزارة الداخلية في الحكومة المقالة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وشخصيات برلمانية. وأكدت الوزارة رفضها "القطعي والكامل لتدريس مثل هذه الأفكار والثقافة الغريبة عن مجتمعنا ومعتقداته".

بدوره، اعتبر القيادي في حركة حماس يونس الأسطل ما أشيع عن قرار الأونروا بخصوص الهولوكست، بأنه يصنف ضمن الجرائم الكبرى. وقال "لا أبالغ إن قلت إن هذا الأمر في منزلة جرائم الحرب لما فيه من إسداء الخدمة للمغتصبين الصهاينة والتعاطي مع دجلهم وأساطيرهم".

يذكر أنه يدرس في مدارس الأونروا نحو 200 ألف طالب فلسطيني بدأ عامهم الدراسي في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.

على صعيد متصل، أعلن وزير التربية والتعليم الإسرائيلي جدعون ساعر عن أنه سيتم منع استخدام كلمة "النكبة" في مناهج التعليم على أن يتم استخدام كلمة "مأساة". 
 وقال ساعر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية الأسبوعي الأحد إنه "بالإمكان القول بكل تأكيد إن عرب إسرائيل مروا بمأساة خلال الحرب (في عام 1948) لكن لن يكون هناك استخدام لكلمة نكبة، التي يشبه معناها معنى كلمة محرقة".
وتأتي أقوال ساعر -الذي ينتمي لحزب الليكود اليميني- استمرارا لبرنامج طرحه الأسبوع الماضي يقضي بفرض النشيد الوطني الإسرائيلي على طلاب المدارس الفلسطينيين في إسرائيل لإنشاده كل صباح وبرصد منح مالية للمدارس التي ينخرط طلابها بعد تخرجهم في الخدمة العسكرية، وهو ما أثار غضبا واستياء واسعين في صفوف فلسطينيي 1948.

وعقدت إدارة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي السبت جلسة خاصة لبحث آخر التطوّرات بخصوص افتتاح العام الدراسي 2009-2010، وجلسة مشتركة مع اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

وتقرر خلال الاجتماع رفض مجمل توجه "عسكرة" و"صهينة" جهاز التعليم عمومًا، والتعليم العربي خصوصًا، والمتجلي في مشاريع وقرارات ومخططات منع إحياء ذكرى نكبة الشعب العربي الفلسطيني وفرض النشيد القومي الإسرائيلي في المدارس وتشجيع الخدمة العسكرية والمدنية وجعل ذلك معيارا لمكافأة المدارس والطواقم التربوية والإدارية، واعتبارها بمثابة ألاعيب سياسية ترمي إلى التهرّب من القضايا الحقيقية.

وجرى التأكيد على أنه في حال أخرجت هذه المخططات إلى حيّز التنفيذ فسيكون الجواب عليها رفض التنفيذ وإعلان العصيان. وأقرت اللجنة إعداد وثيقة حول سياسة وظواهر عسكرة التعليم في إسرائيل ورفعها إلى المؤسسات الدولية والسفراء الأجانب.

المصدر: يو بي آي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...