أفغانستان: الاحتلال الأميركي يضاهي بمدته السوفياتي

27-11-2010

أفغانستان: الاحتلال الأميركي يضاهي بمدته السوفياتي

لم يستطع الاتحاد السوفياتي تحقيق الفوز في أفغانستان. وإلى الأمس، تكون الجيوش الأميركيّة قد أمضت 9 سنوات و50 يوماً في أفغانستان. وهي المدّة التي استهلكها السوفيات غارقين في نفس المستنقع في محاولة بناء دولة اشتراكية. فهل ستكون النهايات أيضاً مماثلة؟ صورة من نيسان 1988 لجنود سوفيات يقاتلون المجاهدين في أفغانستان
يرى المحلّل الأفغاني نادر نادري، الذي درس الاجتياحين الأميركي والسوفياتي، بأنّ «المدة الزمنية قد تكون مماثلة» بالنسبة لامتداد النزاعين، «غير أن الظروف ليست أبدا مماثلة». ويوافقه بذلك المحلّل والباحث في معهد «بروكينغز» والخبير في الشؤون الأفغانية مايكل أوهنلن، معتبراً أنّه «قد يكون لدينا مشاكل كبيرة، لكن ليس هناك مجال للمقارنة بين هذه الحرب والكارثة السوفياتيّة».
وبحسب وكالة «اسوشيتد برس» فقد قتل الاجتياح السوفياتي ما يناهز المليون من المدنيين. اما الولايات المتحدة، فيقول اوهنلن انها قتلت أكثر من 10 آلاف من المدنيين، وما يضاهيهم من المتمرّدين. كما أنّ التواجد العسكري الأطلسي هو أقلّ عدداً وأكثر تمركزاً. إذ تُحصر معظم العمليات في جنوب وشرق البلاد حيث ينشط المتمرّدون. ويشير أوهنلن أيضاً إلى حجم المقاومة. فعدد هؤلاء خلال الحرب السوفياتيّة فاق الـ250 ألفا، وتألفوا من جميع الإثنيات الأفغانية، أمّا «المقاومة الحالية فتتألف بالكاد من 30 ألف عنصر من قبيلة البشتون حصراً».
ويحذّر الأستاذ في جامعة كابول والوزير السابق نجيب الله ودير صافي، من أنّه في حال «لم يغير الأميركيّون سياستهم ولم يحقّقوا أهدافهم من خلال التوصّل إلى اتفاق مع الحكومة والمقاومة المسلّحة، فلن يمضي وقت طويل قبل أن يضيق الشعب الأفغاني ذرعاً بالوجود الأجنبي على أرضه».
كما ويشكّك البعض في جدوى التعهّد الأميركيّ بالانسحاب في العام 2014، والتحول نحو دعم مدني غير قتالي. فيشير المحلّل الروسي ورئيس معهد التقييم الاستراتيجي في موسكو ألكسندر كونوفالوف الى أن الاتحاد السوفياتي اتّبع الإستراتيجية نفسها عند انسحابه من أفغانستان، وقد باءت نهايةً بالفشل. فقد «حاول السوفيات ترك حليفهم محمّد نجيب الله ليدير البلاد منفرداً» ودعموا نظامه بالأموال والسلاح، كما وتركوا وراءهم قوات أفغانية مدرّبة ومجهّزة. لكن المجاهدين استطاعوا السيطرة على كابول في العام 1992. ليُشنق نجيب الله في الساحة العامّة في العام 1996، ويضيف كونوفالوف «الأميركيون يسعون الآن إلى خلق أجهزة محليّة متكاملة ومدعومة جزئيّاً من قوّات أجنبيّة. لكن يجب مراقبة مدى فعالية هذه الخطوة في أفغانستان».

المصدر: أ ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...