«لا ترجعي يا سارة» إلى مملكة الخوف

04-07-2013

«لا ترجعي يا سارة» إلى مملكة الخوف

«إيطاليا، لا تبدلي حياتي ضمن المجاملات التي تقدمينها إلى السعودية». هذا ما كتبته سارة السعودية على الصفحة التي أنشأتها على فايسبوك لشرح قضيتها. قصة قد تظهر قريباً في أفلام هوليوود عن فتاة تنتمي إلى عائلة مرموقة قرّرت الهرب من السعودية بأوراق مزوّرة للزواج من رجل إيطالي. هي التي تمرّدت على التقاليد وتزوجت بحبيبها الموسيقي قبل سنة في مصر من دون الحصول على إذن والدها، ليتم اختطافها من القاهرة. في الرياض، هدّدها والدها وقال لها إنّها «محظوظة لأنّه لم يقتلها كما فعل الأمير محمد مع ابنته في الماضي!». ضابط المخابرات الذي سلّمها إلى والدها اقترح عليه وضع جواز سفرها في أحد البنوك، إلى حين إيجاد زوج جديد من عائلة سعودية معروفة ينهي «طيش» ابنته الصغيرة.

بعدها، بدأت مرحلة التفكير في مخطط للهرب من السعودية، قبل أن تنجح سارة المولودة في المملكة المتحدة بعد عام في استخدام جواز سفر صديقتها، كونها لا تستطيع المغادرة بجواز سفرها البريطاني الذي هربته إليها السفارة البريطانية سرّاً. سارة التي تعرف عن نفسها بالبريطانية ــ السعودية، وضعت حياتها في تصرف السلطات الإيطالية التي اعتقلتها في نيسان (أبريل) الماضي بناء على طلب الإنتربول الدولي بسبب «هروبي من السعودية بجواز سفر يعود إلى شخص آخر»، وهي اليوم هناك مع زوجها، تعيش كسجينة لا يُسمح لها بالخروج أو السفر لغاية النظر في طلب تسليمها إلى بلدها.
في غياب معاهدة تسليم المطلوبين بين روما والرياض، يأتي دور المجاملات الدولية على حساب الحريات، في الوقت الذي تضغط فيه السعودية على الآخرين بالتهديد بوقف الصفقات التجارية لأسباب شخصية. وفي حالة سارة، سيكون ذلك بمثابة هدر لدمها حسب رسالتها الفايسبوكية.
والد سارة المحامي استغل قربه من العائلة الحاكمة ومعرفته بقوانين بلده المتشددة ضد النساء وبمساعدة المخابرات السعودية والأنتربول الدولي ويسعى اليوم لحرمانها من حريتها وحقوقها «وفق القانون»! «أردت الهروب من سجن خطير يسمى المملكة العربية السعودية حيث القانون والقاضي والسلطة مع والدي» كتبت سارة البالغة 33 عاماً. لم تتمكن خريجة الأدب الإنكليزي بواسطة ثروتها وعملها من الوقوف في وجه والدها، وهي تبرر هروبها بهذه الطريقة بأنّه «لم يكن لإيذاء أحد، بل أردت اختيار حبيبي». واتهمت سارة سلطات المملكة بارتكاب جريمة ضدها لأنّها «امرأة تفتقر إلى أبسط أصول الحماية» في بلدها. تصف سارة لنا جريمتها بالتفصيل قائلة إنّه «لي الحق والحرية في قلبي واختيار الرجل الذي أريد وفي الزواج ممن أحب».
على تويتر خرج حساب بعنوان «لا ترجعي يا سعاد» عن فتاة سعودية تزوجت بإيطالي رغماً عن والدها، وبرزت هاشتاغات تتناول القضية. أحد الناشطين على الصفحة طرح سؤالاً لخّص فيه بطريقة كوميدية كل ما قد يتعلّق بالقضية اجتماعياً في المملكة، فيما طلبت فتاة سعودية من الآخرين تفاصيل «الخلطة السرية» لهروب سارة. فكم سارة هناك في أرض الحرمين؟

مريم عبد الله

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...