«الإخوان» يستولون على دار الكتب

05-06-2013

«الإخوان» يستولون على دار الكتب

يحكي محمد حسنين هيكل أنه أثناء عمله في كتاب «خريف الغضب» بحث طويلا عن إعلان نشره الرئيس أنور السادات في فترة مراهقته للعمل بالتمثيل. اختفت الصفحة التي ضمت الإعلان من دار الكتب والوثائق التي تضم وثائق الدولة المصرية. وقد حدث هذا عندما وصل السادات إلى الحكم وأراد أن يمحو تاريخه القديم.
ربما لهذا كان قرار وزير الثقافة المصري علاء عبد العزيز أمس تعيين «الإخواني» خالد فهمي، أستاذ اللغة العربية في كلية الآداب في جامعة المنوفية، لتولي رئاسة دار الكتب والوثائق القومية، وهو منصب حساس يمنحه الهيمنة على وثائق مصر المجمعة منذ تأسست الدار في عهد الخديوي إسماعيل في عام 1870.
وتضم الدار ما يقرب من 57 ألف مخطوطة تتراوح بين البرديات والمخطوطات الأثرية والوثائق الرسمية مثل حجج الاوقاف ووثائــق الوزارات المخـــتلفة، فضلا عن آلاف المخطوطات النفيسة.
المدهش أن خالد فهمي «بتاع المنوفية» تميزاً له عن الدكتور خالد فهمي رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأميركية، كتب مقالات عدة صادمة للوسط الثقافي المصري قبل توليه المنصب، من بينها مقال بعنوان: «شعرية الدمار» وهو قراءة لديوان الشاعر حسن طلب «قربان لإله الحرب من كربلاء إلى قانا إلى القدس» الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وقد اعتبر فيه أن الشاعر قام بـ« تشويه كامل لرموز الفكرة الإسلامية المادية»، حيث شوّه الهلال «باعتباره رمزا إسلامياً ظل على امتداد الثقافة العربية المرتبطة بالإسلام مسكونا بالجليل، والعلوي، والخصب، والنــور، ولكــنه تحــول عنــد حسن طلب إلى شيء آخر مهين، ومزدر، ومؤخــر الرتــبة، ونصبه هدفــا يرمـــي عن طريقه الأفكار التى طالما مثلها، وكان رمزا عليها».
وفي مقابل ذلك، أضاف فهمي ميز طلب «الصليب» باعتباره «رمزاً للمسيحية وما أحاط به من مجد العــذراء ومدحــها من جانب». واعتبر فهمي في نهاية مقاله أن طلب يسعى لتدمير «الهوية».
أما المقال الثاني فقد خصصه لـ«جماليات الأدب الإسلامي».
وتتمثل مخاوف المثقفين على وثائق دار الكتب والوثائق القومية في وجود مخطوطات كاملــة غير منشــورة عن الإلحــاد والمذاهب الإسلاميــة المختلــفة التي يرفضها «الإخوان»، حيث تضم الدار نسخا أصــلية من كتاب «الشهنامة» ومخــطوطات «ألف ليــلة وليلــة»، وغـــيرها من الوثائـــق التـــي يراها الإخـــوان كتباً في «الانحلال». كما تضم الدار وثائــق « الجنيزة» اليهودية، والوثائق الخاصة باليـــهود في مصــر وأملاكهم. وقد حاولت إسرائيــل أكثر من مرة الحصول على هذه الوثائق، فضلا عن الوثائق الحجازية التي ترغب السعودية في الحصول عليها.

محمد شعير

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...