ذكــرى «25 ينـايـر»: 8 شـهـداء و379 جـريحاً حصيلـة المواجهـات بـين الشـرطة والمتظاهـريـن
ـ1ـ
«ارحل»
الهتاف يزلزلـ1ـ
«ارحل»
الهتاف يزلزل ميادين المدن المصرية. التاريخ كاد أن يتكرر وتعاد أيام العام 2011. إلا أن الثورة اتخذت في العام 2013 منعطف العنف.
كلمة السر كانت مجموعات الـ«بلاك بلوك». مجموعات من فتيان وفتيات، لأول مرة، ترتدي أقنعة سوداء، وظهرت في أماكن عدة، وأثارت شهية الحرق في رموز السلطة، من القصر الجمهوري إلى محطات المترو، ومن مقارّ حزب «الإخوان» إلى مباني أكثر من محافظة.
المعارك مستمرة حتى ساعات الليل الأولى حول ماسبيرو، مقر التلفزيون والإذاعة الحكومية، بالإضافة إلى مناوشات القصر العيني لتحطيم السور الحجري، كما محيط قصر الاتحادية... الغاز هو سلاح قوات الشرطة في القصر العيني، والحرس الجمهوري في ماسبيرو والاتحادية... السويس كما في الثورة الأولى، شهدت أول دم، حيث سقط سبعة شهداء. أما الإسكندرية، حيث استشهد شخص، فقد تحولت إلى ساحة حرب عصابات في كل شارع، وهو ما تكرر في قلب القاهرة الذي أصبح مكاناً شبه مغلق بدوائر النار، ومجموعات قطعت الطرق تحت سحابات الغاز الكثيف والجديد على ثوار ظلوا في الشوارع 24 شهراً كاملاً لإكمال الثورة.. وعاشوا خلالها تجارب مع آخر ما وصل إليه عقل قمع الشعوب.
ـ2 ـ
أين الرئيس؟
سؤال لا يثير الدهشة من صمت الرئاسة الذي يبدو فيه مرسي صنماً مقيماً في مكان مجهول. الشائعات قالت إنه في مقر الحرس الجمهوري، وقالت أخرى إنه بصحبة مكتب الإرشاد في مخبأ سري، داخل مقر شركة أدوية بيطرية يملكها المرشد محمد بديع. وبينما أعلن الجيش في بيانات غير رسمية أنه في خدمة «الوطن» لا خدمة فصيل ولا تيار... غادرت الشرطة موقعها الحيادي، وهاجمت بقوة تظاهرات القاهرة والسويس والإسكندرية والمحلة... خط الثورة الممتد في مواجهة دفاع السلطة بشكلها الرسمي، بعدما غاب الوجود العلني لـ«الإخوان»... في ظل تأهب مجموعات دفاعية في مسجد قريب من قصر الاتحادية، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة المصرية عن جرح 379 شخصاً، في التظاهرات التي شهدتها مختلف المحافظات المصرية.
بروباغندا «الإخوان» في غيبوبة بين خطاب الاستضعاف والمؤامرة، وبين إعلانات عن معارض السلع المعمرة وحملات نظافة وزرع أشجار. وبين حين وآخر، يظهر خافتاً خطاب التهديد باستخدام العنف المضاد... وهي كلها محاولات لإظهار تماسك لتمرير الموجة العالية التي لم تعد تكفيها المليونيات السلمية.
3
العنف إذاً على الأطراف.
الجسد السلمي الكبير فقد جزءاً من فعاليته.. خصوصاً بعد إغلاق القنوات السياسية واستخدام سياسة «الأمر الواقع» لتنفيذ مخطط خطف الثورة.. الشرايين المغلقة لا تؤدي إلا إلى العنف في مواجهة سلطة مراوغة تسير في طريقها لإعادة إنتاج ديكتاتورية الفقيه.
القوى السياسية ما زالت تسير خلف تلقائية الشارع وحركته المفاجئة... وهنا تركض محاولات «جبهة الإنقاذ» لتوجيه حركة الشارع بدعوة إلى حصار «مجلس الشورى»... رمزاً سياسياً لقطع ذراع حكم «الإخوان» حيث يرابط حلفاء كثيرون ممن يسمون «التيار الإسلامي»... يجمعهم مع الجماعة غريزة الدفاع عن «الفرصة الأخيرة»... صوت هذه الغريزة لا يعلو عليها إلا هدير يدافع عن دولة لا يحكمها الفقهاء.
وهنا يبدو الوعي حاضراً بقوة، حين ترفع الملايين في ميدان التحرير صور أم كلثوم وسعاد حسني ودرية شفيــق وشاهنــدة مقــلد... خيط يسعى حكــم الفقــهاء إلى محوه، وتقاتــل الثــورة أو وعــيها الهــادئ لاستعــادته في ســاحة الحــرب مـن أجــل «مصر جديدة».
ميادين المدن المصرية. التاريخ كاد أن يتكرر وتعاد أيام العام 2011. إلا أن الثورة اتخذت في العام 2013 منعطف العنف.
كلمة السر كانت مجموعات الـ«بلاك بلوك». مجموعات من فتيان وفتيات، لأول مرة، ترتدي أقنعة سوداء، وظهرت في أماكن عدة، وأثارت شهية الحرق في رموز السلطة، من القصر الجمهوري إلى محطات المترو، ومن مقارّ حزب «الإخوان» إلى مباني أكثر من محافظة.
المعارك مستمرة حتى ساعات الليل الأولى حول ماسبيرو، مقر التلفزيون والإذاعة الحكومية، بالإضافة إلى مناوشات القصر العيني لتحطيم السور الحجري، كما محيط قصر الاتحادية... الغاز هو سلاح قوات الشرطة في القصر العيني، والحرس الجمهوري في ماسبيرو والاتحادية... السويس كما في الثورة الأولى، شهدت أول دم، حيث سقط سبعة شهداء. أما الإسكندرية، حيث استشهد شخص، فقد تحولت إلى ساحة حرب عصابات في كل شارع، وهو ما تكرر في قلب القاهرة الذي أصبح مكاناً شبه مغلق بدوائر النار، ومجموعات قطعت الطرق تحت سحابات الغاز الكثيف والجديد على ثوار ظلوا في الشوارع 24 شهراً كاملاً لإكمال الثورة.. وعاشوا خلالها تجارب مع آخر ما وصل إليه عقل قمع الشعوب.
ـ2 ـ
أين الرئيس؟
سؤال لا يثير الدهشة من صمت الرئاسة الذي يبدو فيه مرسي صنماً مقيماً في مكان مجهول. الشائعات قالت إنه في مقر الحرس الجمهوري، وقالت أخرى إنه بصحبة مكتب الإرشاد في مخبأ سري، داخل مقر شركة أدوية بيطرية يملكها المرشد محمد بديع. وبينما أعلن الجيش في بيانات غير رسمية أنه في خدمة «الوطن» لا خدمة فصيل ولا تيار... غادرت الشرطة موقعها الحيادي، وهاجمت بقوة تظاهرات القاهرة والسويس والإسكندرية والمحلة... خط الثورة الممتد في مواجهة دفاع السلطة بشكلها الرسمي، بعدما غاب الوجود العلني لـ«الإخوان»... في ظل تأهب مجموعات دفاعية في مسجد قريب من قصر الاتحادية، في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة المصرية عن جرح 379 شخصاً، في التظاهرات التي شهدتها مختلف المحافظات المصرية.
بروباغندا «الإخوان» في غيبوبة بين خطاب الاستضعاف والمؤامرة، وبين إعلانات عن معارض السلع المعمرة وحملات نظافة وزرع أشجار. وبين حين وآخر، يظهر خافتاً خطاب التهديد باستخدام العنف المضاد... وهي كلها محاولات لإظهار تماسك لتمرير الموجة العالية التي لم تعد تكفيها المليونيات السلمية.
3
العنف إذاً على الأطراف.
الجسد السلمي الكبير فقد جزءاً من فعاليته.. خصوصاً بعد إغلاق القنوات السياسية واستخدام سياسة «الأمر الواقع» لتنفيذ مخطط خطف الثورة.. الشرايين المغلقة لا تؤدي إلا إلى العنف في مواجهة سلطة مراوغة تسير في طريقها لإعادة إنتاج ديكتاتورية الفقيه.
القوى السياسية ما زالت تسير خلف تلقائية الشارع وحركته المفاجئة... وهنا تركض محاولات «جبهة الإنقاذ» لتوجيه حركة الشارع بدعوة إلى حصار «مجلس الشورى»... رمزاً سياسياً لقطع ذراع حكم «الإخوان» حيث يرابط حلفاء كثيرون ممن يسمون «التيار الإسلامي»... يجمعهم مع الجماعة غريزة الدفاع عن «الفرصة الأخيرة»... صوت هذه الغريزة لا يعلو عليها إلا هدير يدافع عن دولة لا يحكمها الفقهاء.
وهنا يبدو الوعي حاضراً بقوة، حين ترفع الملايين في ميدان التحرير صور أم كلثوم وسعاد حسني ودرية شفيــق وشاهنــدة مقــلد... خيط يسعى حكــم الفقــهاء إلى محوه، وتقاتــل الثــورة أو وعــيها الهــادئ لاستعــادته في ســاحة الحــرب مـن أجــل «مصر جديدة».
وائل عبد الفتاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد