إيران وتركيا والبرازيل تسلّم الوكالة الذرية «رسالة التبادل»
سلّمت ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا امس، رسالة خطية حول اتفاق تبادل اليورانيوم الذي وقعته مع تركيا والبرازيل الأسبوع الماضي، داعية الدول المعنية الى تنفيذ الاتفاق في أسرع وقت ممكن، رغم انها قالت ان «حسابات الأعداء خاطئة».
وقال مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، علي اصغر سلطانية، ان رسالة ايران سلمت من قبل مندوبي ايران والبرازيل وترکيا الى المدير العام للوکالة الدولية للطاقة الذرية يوکيا امانو في فيينا في اجتماع استمر لحوالى أربعين دقيقة. واعتبر ان «تسليم هذه الرسالة يثبت التزام طهران بوعدها في المحادثات بين رئيسي ايران والبرازيل ورئيس وزراء ترکيا في اطار بيان طهران»، مشيرا الى ان امانو «وعد بأنه سيسلم هذه الرسالة سريعا الى مندوبي اميرکا وروسيا وفرنسا، وسيطلع ايران على النتائج تباعا».
ورأى سلطانية ان اتفاق التبادل النووي يراعي ما طلبته مجموعة فيينا من ايران قبل حوالى العام، وان بلاده تتوقع «أن ينفذ (الاتفاق) في أسرع وقت ممكن». واعتبر ان «الفرصة الآن متوفرة للدول الأخرى لتثبت من خلال ارضية دبلوماسية عزمها السياسي للتعاون البناء حول استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية». وأجاب ردا على سؤال عما إذا كانت إيران ستواصل تخصيب اليورانيوم إذا نفذ الاتفاق قائلا «هذه ليست القضية».
بدورها، اعتبرت تركيا ان الرسالة الايرانية «إيجابية وبناءة». وقال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية ان «إيران أكدت في واحدة من المرات القليلة إخلاصها للعملية الجارية حاليا.. وان تركيا تتوقع من الطرف المقابل الإقدام مقابل هذا التوجه الايجابي والبناء من جانب إيران لإحراز تقدم في هذه العملية»، في وقت قال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا، ان الرسالة تثبت التزام ايران تطبيق الاتفاق، مضيفا «سيتم الآن تنفيذ كل ما اتفقنا عليه».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب لقاء مع امانو، إنه «إذا تم قبول الاتفاق وتطبيقه، فيمكن ان يكون إجراءً مهماً لبناء الثقة ويفتح الباب للتوصل الى حل للمسألة النووية الإيرانية عن طريق التفاوض». وأضاف ان على طهران «ان تظهر قدراً أكبر من الشفافية بشأن برنامجها النووي»، مؤكداً على «أهمية تعاون ايران التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتزامها الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
ويأتي ذلك في وقت توقع مسؤولون أميركيون تدهور العلاقات الأميركية التركية في حال بذلت أنقرة أي جهود لعرقلة القرار المتوقع من مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إيران. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، قوله «ستكون هناك دائماً قضايا مهمة نتعاون مع تركيا بشأنها، لكن في موضوع يهمّنا إلى هذا الحد، سيكون هناك بالتأكيد أثر على الأسلوب الذي يتفاعل فيه الكونغرس والرئيس مع تركيا».
وقال مسؤولون أميركيون وأتراك ان الرئيس الاميركي باراك اوباما أمضى أكثر من ساعة على الهاتف مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الأسبوع الماضي كي يشرح له لماذا الاتفاق الذي توصلت إليه أنقرة مع طهران يتعارض مع الدفع الأميركي باتجاه عزل إيران بسبب برنامجها النووي. وأوضح مسؤول تركي ان «المسؤولين في واشنطن يعتقدون اننا نحاول فقط تقويض جهود الولايات المتحدة والحلفاء الآخرين في مجلس الأمن.. ما نحاول فعله هو خلق نوع من الأساس لجذب الإيرانيين وإعادتهم إلى الطاولة لمناقشة الملف النووي بأكمله».
وفي السياق، قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميريدور ان العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد ايران يمكن ان تؤتي ثمارها. ورأى ان نجاحا أميركيا يمكن ان يبعث برسالة واضحة وايجابية للمعسكر العربي المعتدل في الشرق الاوسط. لكن النتيجة العكسية ستكون لها آثار مدمرة وعواقب وخيمة على النظام العالمي. واوضح «اعتقد ان نظام العقوبات ربما يعمل.. الحكومة الايرانية تشعر بأن الضغط بدأ يتزايد».
في هذا الوقت، أكد مرشد الجمهورية الايرانية آية الله علي خامنئي، ان «الأعداء يواجهون الشعب الايراني حاليا بيأس تام»، معتبرا ان «حسابات الأعداء خاطئة لأن صمود ومعنويات الشعب الايراني العالية قد أيقظت سائر الشعوب الأخرى»، بينما قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في خطاب في خرمشهر قاطعه محتجون يطالبون بوظائف، ان «طريق الغد في ايران مشرق».
وأعلن نائب مدير «شركة النفط الوطنية الايرانية» حجة الله غانمي فرد، ان اي محاولة غربية لمنع بلاده من استيراد ما تحتاج اليه من البنزين، مآلها الفشل، في وقت قال وزير الاستخبارات الايرانية حيدر مصلحي، ان الشركات غير القانونية هرّبت ثمانية مليارات دولار إلى خارج ايران خلال الأعوام الثمانية الأخيرة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد