مفهوم التضحية من القربان البشري إلى أضحية الحج
لعل الحس الإنساني بالخطيئة، وعمق رغبته في الخلاص منها، بلغا من الأصالة حداً يؤكد وجودهما السابق ليس فقط على الديانات التوحيدية، بل كذلك على أنظمة التفكير الديني والميثولوجي الناضجة في الحضارات الكبرى. وكما كان كل فعل مجهول المصدر يفسر بوجود إلهي، كل ما يصاب به الإنسان القديم من ألم وضيق أو تدهور في حياته كان يفسر بغضب إلهي يستدعي سعي الإنسان الى تسكينه بالتضرع والتقدمات عبر طقوس غالباً ما تصل به حد تعذيب الذات في محاولة للوصول إلى طمأنينة النفس وتوازن المشاعر. حتى عندما يستمر الغضب، كإن الإنسان يعتبر نفسه مسؤولاً عنه، إما بسبب جهله بما يرضي الإله وإما بعدم كفاية ما قدمه كفارة عن خطاياه، ما جعله يستعين بكهنة أو وسطاء أو بطقوس معينة، يظن أنها هي الأصلح للرضا الإلهي. وتباينت أشكال التضحية بحسب تصور تلك المعتقدات البدائية وعلاقتها بالزمان والمكان الإنسانيين، ففي أواخر العصر الحجري الوسيط أخذت هذه الطقوس عند الإنسان البدائي أشكالاً بالغة الغرابة، إذ ظهرت عادة تمزيق الإنسان لبدنه، فكان الناس يقطعون أجسامهم بأنفسهم: أنوفهم وآذانهم وأصابعهم وغيرها، مُحمّلين هذه الأعمال دلالات من معتقداتهم الخرافية. ومع بداية العصر الحجري الحديث - بحسب «هـ.ج. ولز» - أخذ الإنسان البدائي في تقديم تضحية بشرية في موسم البذر والحصاد فكلما دارت الأيام دورتها وحل أوان البذار، حلت معه تضحية بشرية. ولم تكن التضحية في العادة بشخص خسيس أو منبوذ في المجتمع، بل معظم الحالات بشاب مختار أو فتاة منتقاة، وإن كان في معظم الحالات شاباً يعامل معاملة تنطوي على الإجلال العميق، حتى إلى لحظة تقديمه قرباناً.
ومع تجاوز المرحلة البدائية وبزوغ عصر الحضارات أو المدنيات الكبرى، والتي سادتها أنظمة تفكير ديني أكثر نضجاً ورقياً توارت إلى حد كبير فكرة القربان البشري، وإن ظلت فكرة التضحية بقصد الخلاص من الخطيئة حاضرة وربما متنامية، على رغم التباين في مصدر الخطيئة أو جوهرها، وفي شكل الخلاص أو التضحية.
ففي حضارات الشرق الأدنى القديم الفرعونية والبابلية، كان ثمة وعي عميق بأهمية الخلاص وضرورة تحقيقه، وإن بطرق مختلفة ومسميات متباينة. ففي مصر الفرعونية كان التوحد مع أوزوريس هو الأمل الرئيس بالخلاص، وكان الكهنة يقولون إن ثمة اختبارات تجرى للمتوفى تترتب عليها قدرته على إنجاز هذا التوحد. ومن هذه الطرق أن يُهيأ القبر بما يحتاجه الميت من الطعام والشراب، وبمن يستطيع الاستعانة بهم من الخدم، ومن تلك الطرق أيضاً أن يملأ القبر بالطلاسم التي تحبها الآلهة، من أسماك، ونسور، وأفاعٍ، وبما هو خير من هذه كلها وهو الجعران. والجعارين (من الخنافس) كانت في رأيهم رمزاً لبعث الروح لأنها تتوالد. فإذا بارك الكاهن هذه الأشياء بحسب الطقوس الصحيحة أخافت كل معتد على الميت وقضت على كل شر. وكان خيراً من هذه وتلك أن يشترى كتاب الموتى، وهو قراطيس ملفوفة أودع فيها الكهنة أدعية وصلوات وصيغاً وتعاويذ من شأنها أن تهدئ غضب أوزيريس.
وإذا كان المصريون حاولوا الخلاص عبر التوحد مع أوزوريس، فقد حاوله البابليون مباشرة بتقديم قربان التكفير الذي يحل فيه الحمل مكان الإنسان. وإذا كان القربان يتكلف كثيراً بالنسبة الى عامة الشعب، فإنهم يستطيعون، عند الحاجة الماسة، استدعاء كاهن متخصص فى «طرد الأرواح الشريرة» لتلاوة التعاويذ المناسبة من كتبه، حيث كانت التقاليد المتوارثة تقرر كل عمل يعمل، وكل لفظ يقال. فإذا أقدم على هذا العمل شخص هاو، ثم حاد قيد شعرة عن المراسم المقررة، فقد يكون معنى هذا أن تأكل الآلهة الطعام ولا تصغي للدعاء. وكان البابليون يعنون بالمراسم الصحيحة أكثر مما يعنون بالحياة الصالحة، فإذا شاء الإنسان أن يؤدي ما عليه نحو الآلهة، كان عليه أن يقرّب القربان اللائق للهياكل، ويتلو الصلوات والأدعية المناسبة.
وفي المجال الحضاري الغربي، وإزاء الطابع الإنساني القوي المهيمن على الدين اليوناني، خصوصاً في التقليد الميثولوجي، يكاد أن يغيب حس الخطيئة الأصلية عن الروح اليونانية، بل يكشف الأدب الإغريقي أن الخاطئ النموذجي في بلاد اليونان كان ذلك الذي يحاول انتهاك حرمة أحد الآلهة، كما يعدد نساء كثيرات عشقهن الآلهة وولدن منهن الأولاد (الأبطال). غير أن تلك القراءة قد تتنافى مع وجود فكرة التضحية التي كانت قائمة في الميثولوجيا اليونانية كصورة أساسية من صور التطهر وأبسطها التضحية بخنزير أو كلب أو ديك أو الاغتسال في ماء البحر، حتى أن ثمة أصداء تتردد عن مفهوم للقربان البشري في أثينا، وفي غيرها من المدن الأيونية وبالذات في عيد ترجيليا، وهو عيد الإله أبوللو، حيث كانت خطايا الجماعة تلقى على عاتق فرد واحد يسمى فارماكوس، أي العقار أو الدواء ثم يطرد من المدينة.
ولعل هذا التناقض يجد حله في ما ذهب إليه هيغل الذي رأى في اليونانيين أناساً أحراراً، لا يعرفون وطأة الخطيئة، ولا يعفرون جباههم تحت أقدام آلهة متجبرة، وإنما يخلصون لآلهتهم التي تحرس لهم المدينة، ويتفانون في خدمتها لأنها تحمي لهم مجتمعهم!. فالقربان إذاً موجود ولكنه لا يمثل تضحية للخلاص من حس بالخطيئة، تحركه دوافع أخروية خشية العقاب عند البعث، وإنما دوافع دنيوية تجعل منه مجرد تقدمة للآلهة يتوقع اليوناني، رداً عليها، جزاء وفاقاً هو أن تقوم هذه الآلهة برعايته على هذه الأرض، فتحرس له مدينته من الأوبئة والأمراض مثلاًَ، أو تنتصر له على أعدائه من شعوب المدن الأخرى، الخ.
وفي الدين الروماني كان الإنسان يثير سخط الآلهة بطريقتين، إما بإهانة قانون أخلاقي، أو ببلوغ أكثر مما ينبغي من السعادة أو الثراء. وفي كلتا الحالتين تلاحق نمسيس، أو الغضب القدسي، هذا الإنسان حتى يتمكن من تأمين رضا الآلهة بتقديم القرابين وتأدية الطقوس، وإقامة الاحتفالات المناسبة. وكان تقديم القرابين يتم بأيدي جماعة الكهنة، وكان للحبر الأعظم مكانة سياسية عالية، حتى أن قيصر بطبعه المتشكك، تولى بنفسه هذا المنصب. وكان يشترك في الخدمة مع الحبر الأعظم أربعة من كبار الكهنة هم «كاهن القرابين» و «كاهن جوبتر» و «كاهن مارس» و «كاهن كويرناليس». وكان من الضروري اختيار الضحية المناسبة لكل قربان، بحيث تُراعى الطقوس بدقة، وتتلى الصلوات المحددة. ومع ظهور الإمبراطورية عين كهنة جدد لإدارة شؤون العبادة فيها.
أما في الأديان التوحيدية فتحتل قضية التضحية أهمية ملحوظة ترافق قضية الخلاص، تلك القضية التي اكتسبت أهميتها مع بروز فكرة البعث والخلود، ومن ثم الثواب والعقاب كمفردات أساسية لعالم الغيب الذي يتكامل مع عالم الشهادة في صبغ الرؤى الإيمانية للوجود. وعلى تشارك هذه الرؤى في مكونات عقدية توحيدية، تصوغ مركزية فكرة الخلاص لديها جميعاً، ويبقى اختلافها في درجة التنزيه صانعاً لتباينها إزاء صور وأشكال ذلك الخلاص، ومدى تجسيدها للحرية الإنسانية، وارتباطها بالإرادة الذاتية للمؤمنين بكل شريعة منها.
ففي اليهودية، أولى شرائع التوحيد، كان تجذر حس «الخطيئة الأولى الأصلية» التي ارتكبها آدم، وبسببها خرج من الجنة. لقد غضب الله، كما جاء في سفر التكوين، لأن الإنسان أكل من الشجرة التي نهى عنها، وهي شجرة معرفة الخير والشر أو شجرة المعرفة الإلهية، فقال الرب الإله: «هو ذا الإنسان قد صار كواحد منا عارفاً الخير والشر والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد». (تك، 3: 22). ومن هنا حاقت اللعنة بالإنسان لأنه أكل من الشجرة، وبالمرأة لأنها استمعت إلى غواية الحية، وبالحية لأنها سولت لهما هذا العصيان. وكان قضاء مبرماً على نوع الإنسان كله بعد آدم.
ولكن كان من الممكن اتقاء الخطيئة ونتائجها بالصلاة والتضحية، وهكذا بدأت الكفارة في العهد القديم مع أول سفر من أسفار الكتاب. وتتابعت مظاهرها، فتجلت في تقديم الذبائح وإيقاد المحرقات، التي كانت تقدم تكفيراً عن شرور الإنسان وآثامه، سواء من قبل آدم وحواء أم قايين (قابيل فى القرآن الكريم) وهابيل أو إبراهيم وإسحق ويعقوب أو أيام موسى... إلى أن نصل إلى خروف الفصح اليهودي أو أضحية العبور التي قدمها شعب إسرائيل الخارج من أرض مصر، حيث عاش العبرانيون، عيش الرق والعبودية. لقد حرر موسى العبرانيين من ذلك الوضع المزري وقادهم هو ويشوع بن نون من بعده، عبر سيناء، الصحراء، إلى أرض كنعان «الميعاد» فكان فصح اليهود، فصح العبور إلى الحرية، الذي كانوا يحتفلون به بذبح خروف الأضحية مرة واحدة في كل سنة عبرية. وكان الاعتقاد السائد في أول الأمر ألا يؤكل لحم حيوان إلا إذا ذبحه كاهن وباركه، وعرضه على الإله.
كما كانت عملية الختان نفسها من أعمال التضحية، وربما كانت فدية لتضحية أخرى أشد منها قسوة يكتفي فيها الإله بأخذ جزء من كل، وكان الحيض والولادة، كالخطيئة، يدنسان المرأة ويتطلبان تطهيراً ذا مراسم وتقاليد، وتضحية وصلاة، على يد الكهنة. وقد استمر ذلك الإدراك إلى أن جاءت الأسفار المتأخرة، خصوصاً إشعياء الثاني، وحزقيال فأعلنت صراحة وبوضوح: أن الله عادل، وعدله مطلق، وهو يقضي بأن يعاقب المخطئون. وأن الله قدوس، منزه عن الخطيئة. وهو منزه أيضاً عن مصالحة الخطاة من بني البشر دون فعل تكفير أو ثمن كفارة معادل للخطايا البشرية.
وفي المسيحية: نجد ديانة يقوم كيانها كله على فكرة الفداء، فهي ليست ديانة تحتوي على فكرة للخلاص، بل هي بالأساس فكرة خلاصية ارتسم حولها معمار الديانة كله. والخلاص هنا لا يمكن فهمه إلا من إثم الخطيئة الأولى/ الأزلية. وهنا يقرر بولس في رسالته إلى أهل روما أن الأكل من الشجرة هو أصل الشر في العالم الإنساني وكفارته الموت الذي يصيب الجسد ولا تكون كفارة الروح إلا بفداء السيد المسيح (بولس، رو، 5: 14- 17).
ونتيجة لهذه الخطيئة (الأصلية) يبدو المسيحي - التقليدي طبعاً - عاجزاً عن تحقيق الخلاص الذاتي، والعمل الفردي، محتاجاً دوماً إلى وسيط خارجي يضمن له الخلاص، فكان المسيح هو المخلص، ثم كانت الكنيسة بالوكالة عنه، وباعتبارها امتداداً لجسده ومحلاً لروحه في الأرض، راعية الإيمان والرقيب عليه، فلا إيمان من دون رعايتها ورقابتها ووساطتها، حتى أن فتنة كبرى قد ثارت عندما نادى دوناتيس أسقف قرطاجنة في القرن الرابع الميلادي بضرورة التيقن من صلاح القساوسة وحسن سيرهم كشرط لسلطان الكنيسة على الإيمان، إذ أكدت العقيدة الرسمية استمرار تسلط القساوسة بغض النظر عن صلاحهم أو فسادهم الشخصي، لأن سلطتهم ترجع إلى الكنيسة نفسها، التي لا يسقطها فساد القائمين عليها. ولقد استمر ذلك الفهم حتى هبت رياح النزعة الإنسانية أو (ثورة الفردانية) على العقل الغربي الحديث، ثم فلسفة التنوير التي أحلَّت عقيدة التقدم، كمخلص جديد/ حديث/ دنيوي، بديلاً من ركام معقد من الفكر المسيحي التاريخي المتمحور حول الخطيئة والخلاص.
وأما في الإسلام، كشريعة خاتمة لدين التوحيد، فنجد فكرة الخلاص تتنازل عن مركزيتها وتعود إلى حجمها الطبيعي، مجرد فكرة تنتمي إلى عالم الغيب، وترتبط بفكرة البعث والخلود الأكثر مركزية أو محورية في هذا العالم. وعلى العكس من المسيحية، لا يوجد في الإسلام ما يسمى بالخطيئة الأولى، ولا يوجد لدى المسلم هذا الشعور المبدئي بالإثم والدونية كما هما لدى المسيحي التقليدي. نعم يحكي القرآن عن خطيئة آدم وحواء والأكل من الشجرة، بيد أنه لا يؤيد الاعتقاد القائل إنها خطيئة أصلية تتابع النوع البشري الذي بات، من جرائها، ذا طبيعة فاسدة مدنسة محكوم عليها بالدونية، بل أن آدم نفسه الذي ارتكب الزلة الشيطانية، قد أصبح أول الأنبياء. أما خروجه من الجنة فلم يكن سقوطاً بمعنى الكلمة وإنما هو ذريعة لخلق أفق الإنسان الواسع، وتبرير لقصة الخلق.
وهنا لابد من التساؤل حول معنى الخطيئة في الإسلام؟ إنها كل فعل سيء أو شرير يقوم به الإنسان أو كل عمل يعمله في الحياة، يخالف فيه شرع الله وتعاليمه وغاياته فى الوجود. إنها بالقطع ليست أزلية ولا موروثة من آدم، فلا يتصور في الإسلام أن يحاسب إنسان على جريرة آخر مهما كان حجمها، فالمسؤولية في الإسلام فردية: «ولا تزرو وازرة وزر أخرى»، لأنها قرينة بحرية الإرادة، ومحكومة بفضيلة الاختيار. كما أنها ليست حتمية بأي معنى بل تخضع للإرادة، تواجهنا المصاعب والاختبارات كل يوم وربما كل ساعة ننتصر عليها فنستطيع تجاوزها أحياناً، ونقع في شراكها نتيجة لضعف إرادتنا أو قوة شهوتنا في أحيان أخرى. ولكن وقوعنا في الخطيئة لا يعني هلاكنا الأبدي وإنما فقط حاجتنا للتوبة إلى الله.
على هذا النحو يكون الخلاص في الإسلام بالإيمان والأعمال معاً، وليس فقط بالأعمال كما قالت مسيحية العصور الوسطى الكاثوليكية، أو بالإيمان فقط كما ادعت المسيحية البروتستانتية السابقة على التنوير. يستطيع المسلم تحقيق خلاصه الذاتي، عبر طرق شتى يأتي على رأسها العبادات خصوصاً الصلاة التي تمحو السيئات بل تنهى عنها كنوع من الوقاية يسبق العلاج إذ يقول القرآن الكريم: «وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين» (سورة هود: 114)، ثم الصدقات أو الكفارات: «إن تبدوا الصدقات فنعمَّا هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير» (سورة البقرة: 271).
في هذا السياق لا تعدو فكرة التضحية الحيوانية (بالخروف) حدود الواقعة الخاصة بالفداء الإلهي لإسماعيل عليه السلام عندما قرر أبوه ونبي الله إبراهيم أن يذبحه طاعة لأمر الله. والقرآن يروي قصة الفداء باعتبارها حدثاً تاريخياً أسهم في تأسيس الدين التوحيدي/ الحنيفي/ الإبراهيمي، ويفرض على المسلم أن يعيد تمثلها في رحلة الحج حينما يقوم الحجاج، ويتجاوب معهم المسلمون جميعاً في عيد الأضحى، بذبح خروف كإعادة تمثيل لقصة الفداء. غير أن مقصود الفداء في الإسلام لا ينصرف إلى تحقيق أي نوع من الخلاص يتجاوز العقل والفعل الإنسانيين، كما أنه يتجاوز فكرة القربان البشري لدى العقل البدائي، إلى مقصود أساسي وهو أن يستعيد المسلم، كصاحب الشريعة الخاتمة، الوعي التاريخي بمسار نبوات الدين التوحيدي وشرائعه السابقة.
صلاح سالم
المصدر: الحياة
التعليقات
مع كل احترامي لثقافتك الواسعة
سلاميمع الشكر لكاتب المقال
ابراهيم الخليل
إضافة تعليق جديد