هل كان يجب أن تموت لكي نرى وجهك يا رفيق ؟

01-03-2007

هل كان يجب أن تموت لكي نرى وجهك يا رفيق ؟

الجمل ـ باسل ديوب :تابعت السفير منذ كنت في الثانوية، وزادني تعلقاً بها افتتاحيات جوزيف سماحة، وفي الجامعة كنا نتنازع شراء النسخة الوحيدة التي كان يعرضها كشك الصحف في جامعة حلب ذات السبعين ألف طالب وطالبة، ونعوض عن ذلك بتصوير افتتاحياته وتداولها .
كانت السفير ممراً شبه إجباري للخبر والتحليل، وكانت " الآن هنا " فاتحة للعقل نتهجاها ، ويوم غادرها جوزيف ،ولحقه الأمين لم تعد سفيرنا ، هكذا شعرنا ،  بالضيق ، و شعرنا بنقص تروية يسارية ، انتظرنا الإفاقة في " الأخبار"  القادمة من"  الحسابات  الخاطئة"  والمغامرة المحسوبة بشرف المعرفة، ونبل الحب للوطن والإنسان .
رفيقي لم أكن أعرف أن للكلمة سحرها  قرأتك و لم أر وجهك يوماً  وذرفت دمعاً  لأول مرة على رفيق  أفتح مقالته قبل فتح بريدي الإلكتروني، في شهادة ميلاد الأخبار التي دونتها أعلنت يساراً غير خلاسي يعبر بقوة ومعرفة ،  ولا تتنازع إبرة بوصلته مغانط سوليدير و السفارات و دكاكينها ، ليكون ثورة تحرس وطن المقاومين، لا ثوراً يحرث مزرعة أمراء الطوائف والحروب المزمنة و يُهيّجه اللون الأحمر ، يزيل هذه الغشاوة التي برقعت عيون البعض بحداثة روتانا، وعروبة النفط ، ويسار إدارة " الظهر "  للصراع مع العدو من خنادق الداون تاون ، فما عادوا يرون مشاركة لبنان الفذة في معركة الأمة ، مقاومة لبنان عصباً يشد نسيجاً وطنياً هتكته السنون وما عاد رتق الديمقراطية التوافقية ليلحّق على فتق الطائفية السياسية المتسع باضطراد .
صارت  الأخبار أملاً بإعادة رفع سقف النقاش في قضايانا العربية  كلها والسورية أولاً ،النقاش لا الردح الموزون بإيقاع الاستلاب  ، المقفى بجلد الذات اليسارية  العاجزة.  
يا حفنة الأقلام الخضراء  الباقية على قيد اللون الأحمر ، أعلنتم  معارضة لمعسكر الهيمنة حريصة على قيم الحداثة والموضوعية والتعددية والديمقراطية  . 
" إن الأعمار بيد الله، لكن النصر بأيدينا. فَنَمْ عميقاً ولا تَخَفْ " ثق بما قاله زياد  لن تمسح  أمطار الريح الغربية دم الشهداء عن صنوبركم فنم عميقاً يا رفيق ، ولا تحزن على درع الأرز في يد الجلاد  فالأرض لنا والسماء .
لا وردة يمكنني أن أضعها فوق قبرك ، سأضعها فوق قبر " ناصر " الذي تحتفظ بصورته في مكتبك و أذرفكما دمعتين في القاهرة .  
 كنت أحلم بزيارة بيروت لكي أراك ، فلنا حيز من الأرض كيساريين عروبيين تحرسوه يا حفنة الباقين . 
هل كان يجب أن تموت لكى نرى وجهك يا رفيق ؟

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...