مسرحيون بمهرجان دمشق يشخصون "مرض" المسرح العربي

22-12-2008

مسرحيون بمهرجان دمشق يشخصون "مرض" المسرح العربي

"حال المسرح العربي ليست بخير لكنها لم تبلغ بعد طور الأزمة". هذا هو التشخيص الذي اتفق عليه مسرحيون شاركوا في مهرجان دمشق المسرحي الرابع عشر, مؤكدين بالمناسبة على العلاقة الوطيدة بين الفن الرابع والمجتمع وقضاياه وهمومه. 
 وقد رأى هؤلاء المسرحيون أن المهرجان خلق حراكا مهما وشكل فرصة للحوار وتبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المسرحية في نحو 17 دولة.
 وتضمن المهرجان الذي نظم بين 12 و20 من الشهر الجاري تقديم نحو 40 عرضا مسرحيا من 21 دولة, وتخللته ندوات متخصصة. وقرر المشاركون في ختام المهرجان تأسيس مركز عربي للبحوث والدراسات المسرحية مقره دمشق. 
 ورأى الكاتب المغربي عبد الكريم برشيد أنه لا توجد أزمة مسرح عربي إلا في بعض الأذهان. وتابع للجزيرة نت "هناك جمهور ومسرح ومسرحيات" لكنه استدرك بأنه لا يمكن القول في المقابل إن المسرح بخير.

واعتبر برشيد أن المسرح العربي مرآة للمجتمع يعكس حالات صعوده وهبوطه.
وقال "إن هناك قضايا سياسية كبيرة نعيشها في فلسطين والعراق ومشاكل اجتماعية وفكرية", مضيفا أن المهرجان شكل مرآة عكست هذه التجارب.
 بدوره رأى المسرحي العراقي جواد الأسدي أن المسرح يعكس حالة المجتمع,  معتبرا أن المسرح يرتقي بارتقاء المجتمع المدني. وأضاف أن المسرحيين يغرفون أفكارهم وأعمالهم من مجتمعاتهم.
 وقد كرم مهرجان دمشق المسرح التونسي وذلك في تقليد جديد سيتم خلاله تكريم مسرح عربي في كل الدورات المقبلة.
 كما جرى تكريم عدد من المسرحيين من بينهم محمود جبر ورياض عصمت من سوريا وسامي عبد الحميد من العراق وزهيرة بن عمار من تونس وجيرار أستور من فرنسا ونهاد صليحة وصالح سعد من مصر وأنطون كرباج من لبنان.
 العروض التي قدمت في مهرجان دمشق تفاوت مستواها كما يؤكد مدير المهرجان عجاج سليم.
وقال سليم -وهو مدير المسارح والموسيقى في سوريا- "تابعنا عروضا ضعيفة وكأنها لم تشهد أي تطور منذ 30 عاما",  بيد أنه أكد في المقابل وجود عروض رفيعة المستوى.
 ورأى سليم أن المهرجان كان أشبه بجامعة مسرحية عربية من خلال عدد العروض المشاركة والحضور المتنوع  للمسرحيين المخضرمين منهم والشباب.
 لكن المسرحي السوري جهاد سعد خالفه الرأي إذ اعتبر أن معظم العروض المشاركة كانت متميزة, وشدد على أهمية تقديم العروض الجيدة فقط والابتعاد عن منطق تقديم الجوائز الذي لا يخدم واقع الفن الرابع ولا مستقبله.
 ويتفق المشاركون على أهمية الحوارات وتبادل الخبرات التي أتاحها المهرجان بصفة عامة. وقال المخرج مانويل جيجي "يجب ألا نقيم المهرجان بمستوى العروض التي قدمت بل من خلال الحالة التفاعلية التي خلقها بين المسرحيين من المشرق والمغرب العربي".
 وأضاف "الحوار حالة إيجابية جدا نحتاجها جميعا مهما كانت خبراتنا وتجاربنا"، وتابع أنه يرى الآخر من خلال مشاهدته له "وجزء كبير من حوارنا هو بصري عبر الصورة".
 وتوقف مهرجان دمشق في دورته الـ11 عام 1988 مدة 16 عاما متتالية ليعود للحياة عام 2004 بدورته الـ12 وينتظم بدورة كل عامين فكانت الدورة الـ13 عام 2006 و الـ14 عام  2008.

محمد الخضر

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...