مسارات الأزمة العراقية والسيناريوهات المتوقعة

09-11-2010

مسارات الأزمة العراقية والسيناريوهات المتوقعة

الجمل: رصدت التقارير الإعلامية والصحفية التحركات السياسية الأخيرة بواسطة زعماء الكتل السياسنوري المالكيية العراقية الأربعة، وفي هذا الخصوص فقد شهدت أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق بالأمس اجتماعاً مطولاً، واليوم سوف يتواصل الاجتماع في العاصمة العراقية بغداد: ما مدى مصداقية الحلول السياسية المطروحة؟ وهل الأزمة السياسية العراقية الحالية ترتبط بالأوضاع السياسية الاستثنائية الجارية أم أنها تمثل الامتداد السياسي لظاهرة الصراع السياسي الممتد الذي بدأت جذوره أكثر عمقاً؟
* المسرح السياسي العراقي: توصيف المعلومات الجارية
انقضت ثمانية أشهر وأكثر على انعقاد جولة الانتخابات البرلمانية العامة العراقية، وما تزال الكتل السياسية العراقية غير قادرة على اختيار وتسمية رئيس الوزراء أو رئيس الجمهورية، أو حتى رئيس البرلمان العراقي الجديد نفسه، وفي ها الخصوص برغم أن عجز العملية السياسية العراقية واضح، فقد تعددت الأسباب والتي من أبرزها:
•    فرضية الطموحات الشخصية: وتقول بأن كل واحد من زعماء الكتل السياسية العراقية الكبيرة الثلاثة ينظر لمنصب رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية باعتباره خطّاً أحمر يجب منع الآخرين من تجاوزه، وتأسيساً على ذلك ظل كل طرف يتفاهم ويتفاوض مع الأطراف الأخرى على أساس المبدأ الإستباقي القائل: "أنا الرئيس، وعليكم التفاهم حول توزيع بقية المناصب".
-    فرضية الوكالة: وتقول بأن كل واحد من الكتل السياسية العراقية الكبيرة الثلاثة ينخرط في العملية السياسية باعتباره وكيلاً لطرف خارجي: التحالف الوطني هو «الوكيل الإيراني»- القائمة العراقية هي «الوكيل السعودي»- ائتلاف دولة القانون هو «الوكيل المزدوج الأمريكي-الإيراني».
-    فرضية المصالح الطائفية-الإثنية: وتقول بأن كل واحدة من الكتل السياسعادل عبد الهاديية العرقية تمثل جماعةً ذات خصوصية محدودة، فالتحالف الوطني يمثل التيار الشيعي الخالص، والتحالف الكردستاني يمثل التيار الكردستاني الخالص، وائتلاف دولة القانون تمثل التيار الشيعي المعتدل والقائمة العراقية تمثل التيار السني المرتبط بالقوى العلمانية والشيعية المعتدلة.
هذا، وحالياً، وبحسب معطيات خبرة الصراع السياسي العراقي-العراقي، فقد أكدت النتائج بأنه ولا واحدة من الفرضيات الثلاث تمارس حضورها القوي المنفرد، وإنما مجموع الفرضيات الثلاث ظلت تمارس حضوراً ثلاثياً قوياً على الجميع، بحيث تضمنت محفزات الصراع العراقي-العراقي على عامل تأثير يجمع بين الطموحات الشخصية والوكالة إضافةً إلى المصالح الإثنو-طائفية.
* الترسيم السيناريوي: مسارات الأداء السلوكي للازمة السياسة العراقية
توجد العديد من التوقعات المحتملة الحدوث بعد انفضاض اجتماعات الزعماء السياسيين العراقيين، وفي هذا الخصوص يمكن الإشارة إلى الآتي:
-    أفضل سيناريو: أن يتم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.إياد علاوي
-    أسوأ سيناريو: أن ينهار البرلمان بسبب الفشل في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
-    سيناريو الوسط: أن يستمر الوضع المعلّق الحالي.
هذا، وبالإسقاط على معطيات نظرية السيناريو نلاحظ المسارات المحتملة الآتية:
•    فرصة أفضل سيناريو: وتتم حصراً إذا تم الاتفاق التام بين الكتل السياسية الأربعة على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وما هو مطروح حالياً: المالكي لرئاسة الوزارة، الطالباني لرئاسة الجمهورية وعلاوي  لرئاسة البرلمان.
•    فرصة أسوأ سيناريو: وتتم حصراً إذا فشلت المفاوضات واندلعت الفوضى بما يؤدي إلى تزايد الرفض الداخلي والخارجي للأوضاع السائدة، بما يؤدي بدوره إلى حل البرلمان والسعي لعقد جولة انتخابات جديدة مبكرة.
•    فرصة السيناريو الوسط: ويتم حصراً إذا فشلت المفاوضات الحالية، وظلت الأوضاع السياسية على ما هي عليه بما يفسح المجال أمام جولة تفاهمات جديدة.
برغم السيناريوهات الثلاثة المحتملة، فمن الممكن ملاحظة وجود بعض السيناريوهات النوعية منها على سبيل المثال لا الحصر: سيناريوهات نظرية المؤامرة والتي تتضمن الافتراض بأن تسعى الكتل السياسية إلى استبعاد القائمة العراقية والعمل على تعيين رئيس برلمان سني، إما عن طريق إحداث انقسام داخل القائمة العراقية وجذب أحد زعمائها السنة أو عن طريق اللجوء لضم مجموعة وحدة العراق السنية التي يتزعمها جواد البولاني وتعيين أحد زعمائها والذي على الأغلب أن يكون هو إياد السامرائي الذي سبق وتولى منصب رئيس البرلمان العراقي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...