جديد شبكات التجسس الإسرائيلي في لبنان

15-06-2006

جديد شبكات التجسس الإسرائيلي في لبنان

يحمل كل يوم إضافة جديدة على قضية توقيف شبكة "مفاجأة الفجر" الإسرائيلية وأبطالها سواء الموقوفون منهم وأبرزهم اللبناني محمود رافع ، أو المتوارون عن الأنظار وأبرزهم الفلسطيني حسين خطّاب.
وبعد الانتهاء من سلة الاعترافات الكبرى بعدد من الجرائم التي ارتكبت في السنوات الماضية وآخرها جريمة اغتيال الشقيقين مجذوب، بدأ التحقيق في مديرية المخابرات في الجيش اللبناني يأخذ منحى جديدا، ويتجه أكثر فأكثر نحو التخصيص والتدقيق في كل عملية، وتجميع ما أمكن من تفاصيل حولها وحول من قاموا بتنفيذها.
إلا أن العنصر الأبرز، أمس، هو ما كشفته مصادر أمنية متابعة أن محمود رافع اعترف بقيامه في فترات زمنية متفاوتة، وبينها الفترة الممتدة من نهاية ربيع العام 2005 وحتى تاريخ توقيفه، بنقل عبوات ناسفة، بينها من النوع الذي وضع في حقائب سوداء اللون، إلى عدد من الأماكن في بيروت وضواحيها الشرقية ومناطق الجبل والجنوب لم يتوصل المحققون حتى الآن إلى تحديد دقيق لوجهة استخدامها، خاصة أن رافع متقاطع على ما يبدو مع أكثر من شبكة إسرائيلية في لبنان، وهو المعطى الذي تركز عليه التحقيقات المستمرة.
أما العنصر الثاني الذي أظهرته تحقيقات الساعات الأخيرة، فهو احتمال أن يكون حسين خطاب قائدا لشبكة إسرائيلية قائمة بذاتها، ونفذت جدول اغتيالات وتفجيرات مختلفة عن تلك التي قامت بها الشبكة التي يتولاها محمود رافع. ولعل العنصر الذي جعل الإسرائيليين يفتحون رأسي الشبكتين على بعضهما البعض، هو الثقة التامة بالاثنين من جهة وبعض الضرورات اللوجستية العملانية التي كانت تتطلبها عملية النيل من القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمود مجذوب، حيث كان الإسرائيليون قد نصبوا له أكثر من كمين وجرت محاولة سابقة في العام 1998 لم تنجح، فكان قرار العملية الأخيرة التي استوجبت تحضيرات متعددة قامت بها مجموعات منفصلة، مثل تقديم المعلومات ومن ثم الرصد والتحضير اللوجستي وصولا إلى التنفيذ.
وفي هذا الإطار، كشفت المصادر الأمنية  أن الجهة التي تولت عملية التفجير في صيدا مباشرة هي جهة إسرائيلية على جاري عادة الموساد. وقد دخل عنصران من شبكات الموساد الخارجية إلى لبنان، تردد أن احدهما يحمل جوازا بجنسية عربية والثاني جنسية أوروبية ، وقد تمكنا من مغادرة لبنان بعد تنفيذ جريمة اغتيال محمود ونضال مجذوب في 26 أيار الماضي.
وأضافت المصادر أن رافع اعترف بأنه في عدد من العمليات كان يقتصر دوره على مهام لوجستية محددة، ومن ثم يأتي من يكمل التنفيذ بعده، وهو الأمر الذي ينطبق، كما قال حتى الآن
للمحققين، على عبوة جسر الزهراني التي وضعت في الثامن عشر من كانون الثاني 2005 وتم اكتشافها وتفجيرها لاحقا من قبل الجيش اللبناني.
كما اعترف رافع بان صلة الوصل بينه وبين الموساد كانت تتم في بعض الأحيان عبر فتيات إسرائيليات دخلن إلى لبنان بوثائق مزورة وشاركن في بعض العمليات في شقها التنفيذي.
في هذه الأثناء، تتواصل عملية البحث والتقصي عن حسين خطاب المتواري عن الأنظار، فيما أكدت مصادر أمنية متابعة للتحقيقات أن زوجة الأخير أدلت أمس باعترافات مهمة وخطيرة جدا من شانها أن تفتح أبوابا جديدة أمام التحقيق رافضة الخوض فيها قبل اكتمال صورتها النهائية. وأدى هذا المعطى إلى تأجيل الإفراج عنها، فيما تبين أن أولادها الثلاثة الذين أوقفوا في صيدا ليس لهم أية علاقة بالشبكة.
وأشارت المصادر إلى أن عوامل عدة ساعدت حسين خطاب في توسيع نطاق عمله وحركته، خاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت وداخل المخيمات الفلسطينية، ذلك انه بعد توقيفه لمدة سبعة اشهر في قضية جهاد احمد جبريل في العام ,2002 تصرف بعد الافراج عنه بوصفه بريئا من كل التهم التي نسبت اليه. وكانت الخطوة الاولى استقالته من العمل القيادي في القيادة العامة وتفرغه للعمل في شركة ادوية.
وقالت المصادر ان خطاب كان يجيب افراد عائلته واصدقاءه لدى سؤالهم له عن كيفية حصوله على الوظيفة بالقول لقد قرأت اعلانا في الجريدة واتصلت برقم الهاتف فابلغوني بالحضور وتقديم طلب وسرعان ما اتصلوا بي واعتمدوني وكيلا للادوية.
واضافت المصادر ان خطاب استفاد من هذا العامل ومن موقعه القيادي السابق في القيادة العامة والصلات التي عقدها من خلال توليه الصلات السياسية، كما من جنسيته ومن موقع شقيقه (الشيخ جمال خطاب مسؤول احدى الحركات الاسلامية في مخيم عين الحلوة)، من اجل اقامة شبكة علاقات تمويهية من جهة ، ولتجنيد افراد شبكة يقدر المحققون انها قامت بأعمال مهمة جدا في الساحتين اللبنانية والفلسطينية.
مواقف للسنيورة
والحريري والاشتراكي
في المواقف، قال رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة ان ما قامت به مخابرات الجيش اللبناني إنجاز مهم تستحق التهنئة عليه، متوقفا عند ما اسماها جملة حقائق اولاها، ان موقف اسرائيل تجاه لبنان لم يتغير فهي اضافة الى احتلالها اراضي لبنانية وتعديها المستمر على السيادة اللبنانية مازالت تعمل على استهداف المناضلين فيه، وثانيتها ان هذه الخطوة تعتبر دليلا قاطعا على ان الدولة اللبنانية غير قاصرة او عاجزة عن حماية المواطنين والامن الوطني، حين تمنح الثقة ويعطى لها المجال، مؤكدا بالتالي ان الدولة اللبنانية عازمة على المضي قدما في طريق تدعيم قدرتها واجهزتها الامنية والقضائية من اجل بسط سلطتها وسيادتها كاملة على جميع الاراضي اللبنانية، وهي ستعمل على تعزيز هذه السلطة والسيادة بشكل دائم. وثالثتها الربط بين ما جرى وضرورة انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا المحتلة.
وهنأ رئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري قيادة الجيش ومديرية المخابرات على الانجاز الكبير الذي حققته واعتبر ان هذا الانجاز يؤكد مجددا ضرورة تضافر كل الجهود في سبيل حماية لبنان من الخروقات الاسرائيلية الامنية وغير الامنية، ويحمل المجتمع السياسي اللبناني تبعات مواجهة مثل هذه الخروقات بمثل ما يحمل المجتمع الدولي مسؤولية ممارسة الضغوط على اسرائيل لمنعها من التلاعب بالسلام الداخلي اللبناني.
واعتبر الحريري ان ما قامت به مديرية المخابرات يثبت انه لو كانت تقوم بالمهام المنوطة بها حسب الدستور والقانون خلال الفترة السابقة، وكرست عملها لحماية الامن الوطني ولم تهدر طاقاتها في مهمات سياسية داخلية، لتمكنت من كشف واحباط الكثير من عمليات التخريب والاغتيال الارهابية التي استهدفت لبنان.
وثمن الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اجتماع برئاسة النائب وليد جنبلاط في المختارة، النشاط الدؤوب للجيش اللبناني وسرعة تحركه لكشف الشبكة الارهابية، وتمنى ان تنسحب هذه الفاعلية بدورها على كشف مرتكبي كل الجرائم والاغتيالات والتفجيرات التي حصلت خلال العام الفائت، معتبرا انه لو تحركت هذه الاجهزة بالفاعلية والسرعة المطلوبة في مراحل سابقة لكانت ربما أسقطت العديد من الاعمال الارهابية التي استهدفت لبنان.
ورأى الحزب التقدمي ان ما حققه الجيش في كشف الشبكة الارهابية يشكل دليلا اضافيا على قدرته على تسلم أمن الجنوب ولبنان، ويؤكد بالتالي قدرته على حمايتهما، وهو ما يتلاءم مع الخطوط العريضة للخطة الدفاعية التي تقدم بها اللقاء الديموقراطي الى مؤتمر الحوار .
ومن المقرر ان يقوم وفد من حركة الجهاد الاسلامي وعائلة الشهيدين المجذوب بزيارة رئيسي الجمهورية والحكومة اليوم من اجل تقديم الشكر على الدور الذي لعبته اجهزة الدولة اللبنانية في الكشف عن جريمة صيدا. وستشمل جولة الوفد لاحقا رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد عودته من الخارج.
وعلم ان الرئيس لحود اتصل امس بعائلة المجذوب وقدم اليها التعازي.

 

المصدر :السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...