تراجع صادراتنا النسيجية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 5%

17-04-2007

تراجع صادراتنا النسيجية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 5%

تشكل صناعة المنسوجات القطنية ثاني اكبر مصدر للعملة الاجنبية بعد النفط في الاقتصاد الوطني، وهي الفرع المسيطر عليه في الصناعة من جهة قيمة الانتاج والتوظيف.

وتشكل حصة سورية من انتاج العالم من القطن حوالي 7% وهي نسبة كبيرة اذا ما قورنت بما تنتجه الولايات المتحدة الامريكية حيث تنتج ما نسبته 18% من قطن العالم. ‏

ولكن السؤال المهم هو: ما وضع وواقع هذه الصناعة الآن.؟ ‏

يكشف تقرير الصناعات النسيجية في سورية الذي صدر عن هيئة الاتصالات والمعلومات في الشرق الاوسط ان قطاع النسيج يشغل 15% من اليد العاملة.. وتطرق بشكل واضح الى امكانات التصدير غير المحققة بعد، رغم الزيادة الكبيرة في الانتاج طوال العقد الماضي ورغم الجودة العالية للمنتجات. ‏

ويقترح التقرير طرقاً تسمح لسورية بمواجهة المنافسة مع دول مثل تونس والمغرب وتركيا عبر سياسات تسويق اكثر هجومية وابحاث فعالة حول حاجات الزبائن، لافتاً ان القطاع العام لا يزال يعاني من مشكلات واضحة على صعيدي التسويق والتصدير الامر الذي ادى الى انخفاض الصادرات الى الاتحاد الاوروبي بنسبة 5% على الرغم من الاستثمارات الحكومية التي وضعت فيه لتحسين الخيوط القطنية والغزل (انفقت الحكومة خلال الفترة ما بين 1994 ـ 2004 حوالي 37.5 مليار ليرة في قطاع النسيج). ‏

وفي خطوة لتعزيز وجود الصناعة النسيجية في الاسواق التصديرية فقد تم انشاء اتحاد خاص بمصدري النسيج السوريين بدعم من الاتحاد الاوروبي بهدف استثمار الامكانيات الكبيرة التي لا تزال غير مستثمرة ووضع خطط لمواجهة التحديات المنافسة في السوق الدولية. ‏

وتشير الارقام الى ان قطاع النسيج والالبسة يساهم بـ 12% من الناتج المحلي الصافي للقطاع الصناعي 63% من مجمل انتاج القطاع الصناعي و 8% من مجمل الصادرات و 27% من الصادرات باستثناء النفط، ويصل انتاج سورية من القطن الخام اللازم للصناعة النسيجية القطنية الى مليون طن سنوياً، كما يبلغ انتاج القطر من الخيوط القطنية 300 الف طن مقابل 800 الف طن نستوردها سنويا من هذه الخيوط. ‏

وفي الوقت الذي يملك فيه القطاع العام 27 شركة لصناعة الغزل والنسيج يضم القطاع الخاص اكثر من 14 الف مشغل ومنشأة وتشكل الخيوط 70% من اجمالي الصادرات النسيجية في حين تتمثل باقي الصادرات بالالبسة. ‏

وأهم الأسواق التصديرية على صعيد النسيج هي الاتحاد الاوروبي والدول العربية وتعي الحكومة اهمية هذا القطاع الذي ترى فيه فسحة واسعة للتصدير رغم انه لا يزال مصدراً غير مستثمر للثروة حتى الآن ولذا بدأت الحكومة بصياغة خطط عمل مترافقة بجملة من القرارات والتشريعات المحفزة بغية رفع قدراتها التصديرية في مجال المغازل القطنية والاقمشة والمنتجات الجاهزة بدلا من القطن الخام. ‏

وبدأت المؤسسة العامة للصناعات النسيجية بانشاء ثلاثة معامل غزل جديدة عالية التقنية لزيادة طاقة الغزل الى 100 الف طن سنوياً وتحسين جودة المغازل ايضا. كما تم قبل عامين تدشين اكبر محلجة للقطن في سورية بطاقة 200 الف طن سنويا وقد ترافق التوجه نحو زيادة وتحسين الانتاج مع خطوات تحرير السوق التي بدأت منذ عام 1990 وسمحت بموجبها بدخول عدد متزايد من النشاطات المتصلة بالنسيج وكان آخرها السماح باستيراد الألبسة والاحذية واشارت الغرفة الصناعية في مدينة حلب في دراسة لها الى ان سورية ستتمكن من تصدير ما قيمته 8 مليارات دولار سنويا من الخيوط والاقمشة والملابس اذا استطاعت تقديم اداء متكافئ مع جارتها تركيا التي بدأت عملية تحرير التجارة معها منذ بداية العام الجاري. ‏

وعلى صعيد تحديد نقاط القوة والضعف في صناعة النسيج يرى بعض الاقتصاديين ان عوامل توفر المواد الاولية ذات المواصفات الجيدة الى جانب الخبرة العريقة المكتسبة من ممارسة هذه الصناعة، والموقع الجغرافي الجيد لسورية وقربها من أوروبا بالاضافة الى توفر الارضية والاسواق الملائمة لمنتجات هذه الصناعة وتوفر العمالة بتكلفة منخفضة في ظل مجتمع آمن ومستقر تشكل ابرز نقاط القوة التي يمكن البناء عليها للانطلاق بشكل واسع على المستوى العالمي، الا ان هناك نقاط ضعف لابد من التغلب عليها مثل تشتت هذه الصناعة وعدم تكامل حلقات الانتاج فيها، ومجموعة الانظمة والقوانين غير المساعدة ومصادر التمو يل المحدودة ونقص كبير في المعلومات بشكل عام بالاضافة الى بطء الانفتاح على الاسواق العالمية. ‏


عمران محفوض

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...