انطلاقة جديدة لمعهد العالم العربي بباريس

18-05-2008

انطلاقة جديدة لمعهد العالم العربي بباريس

أعلن معهد العالم العربي في باريس عن تجاوزه الأزمة المالية التي كادت تقضي عليه في السنوات الأخيرة، وكشف عزمه إطلاق تظاهرات ثقافية جديدة لتعريف الجمهور الفرنسي بحضارة وواقع البلدان العربية.

وقال رئيس المعهد دومينيك بوديس في مؤتمر صحفي عقده الجمعة بباريس "أستطيع أن أؤكد لكم أن الوضع المالي للمعهد قد استقام"، مضيفا أن المؤسسة تمكنت من تجاوز عجزها المالي المزمن وحققت في نهاية 2007 فائضا طفيفا مكنها من الشروع في تسديد ديونها التي تبلغ 15 مليون يورو.
وأوضح رئيس المعهد أنه حينما تولى هذا المنصب منذ سنة وثلاثة أشهر كانت أولويته هي إبقاء المعهد على قيد الحياة، وأن هذا الهدف قد تحقق. وشرح الأسباب التي كانت وراء الضائقة المالية التي عرفتها المؤسسة قائلا "حينما ولد المعهد في 1987 بإرادة مشتركة بين فرنسا وجميع الدول الأعضاء في الجامعة العربية، كان الاتفاق هو أن تتولى باريس دفع 60% من نفقات المؤسسة على أن تتقاسم الدول العربية النسبة الباقية".

واستطرد "ما حدث أن باريس ظلت وفية لالتزاماتها بيد أن البلدان العربية، التي شاركت في تمويل بناء مقر المعهد، بدأت تتخلى تدريجيا منذ 1990 عن دفع مساهماتها السنوية".

وأشار رئيس المعهد إلى عدة عوامل قد تفسر سلوك الأطراف العربية، منها الانشقاق الذي حصل في الصف العربي أثناء حرب الخليج الأولى ومشاركة فرنسا آنذاك في التحالف المناوئ للعراق وتدهور العلاقات بين باريس وطرابلس الغرب.

وكشف أن الرئيس السابق للمعهد كاميل كابانا حينما يئس من التزام الدول العربية بالاتفاق الأصلي عرض عليها في 1996 تسديد المتأخرات المستحقة عليها مقابل إعفائها نهائيا من دفع أي مساهمات سنوية. وأضاف أن الدول العربية استجابت لهذا العرض باستثناء الصومال والسودان واليمن والعراق وليبيا.

وقدر بوديس المتأخرات المستحقة على العراق وليبيا بـ35 مليون يورو، موضحا أنه توصل في أغسطس/آب الماضي إلى اتفاق مع ليبيا بشأن تسديد متأخراتها وتعاونها المستقبلي مع المعهد وأنه ينوي إجراء اتصالات حول نفس الموضوع مع المسؤولين العراقيين الجدد.

وكشف بوديس أن ميزانية المعهد بلغت هذه السنة 20 مليون يورو دفعت منها فرنسا 11 مليونا، مشيرا إلى أن النسبة الكبرى من المبلغ المتبقية جاءت من مداخيل المعهد الذاتية. فالمعهد يتوفر على متحف للتراث الإسلامي وعلى مكتبة تجارية تبيع مؤلفات متنوعة حول العالم العربي.

كما ينظم معارض للتعريف بتاريخ وثقافة المنطقة. وتلقى هذه المعارض نجاحا كبيرا لدى الجمهور الفرنسي والأوروبي، إذ بفضلها ارتفع عدد زوار المعهد إلى مليون شخص سنويا.

كما أعلن رئيس المعهد نية المؤسسة تدشين "معرض غير مسبوق" حول سيدة الغناء العربي أم كلثوم في منتصف الشهر القادم، وسيليه في أكتوبر/تشرين الأول المقبل معرض عن الآثار الثقافية والعلمية التي خلفتها حملة القائد الفرنسي نابليون بونابارت في مصر عام 1898.

وأضاف أن المعهد يعتزم أيضا تنظيم معرض ثالث عن النهضة المعمارية في بلدان الخليج العربية، موضحا أن عنوان هذه التظاهرة سيكون "الأمراء البناؤون".

ونفي بوديس بشدة ما تردد في فرنسا من عزم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تحويل المعهد إلى مؤسسة متوسطية تضم دولا شرق أوسطية غير عربية مثل تركيا وإسرائيل، واعتبره "مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة".

وأكد أنه من "المستحيل" إجراء تغيير كهذا في تركيبة المؤسسة "لأن إقراره يقتضي مواقفة ثلثي أعضاء المجلس الأعلى للمعهد الذي يتكون ثلاثة أرباعه من سفراء الدول العربية المعتمدين بباريس".

بيد أن رئيس المعهد أشار إلى رغبته في توسيع الهيئة العليا للمؤسسة لتشمل ممثلا عن الجامعة العربية وممثلا للاتحاد الأوروبي، وعلل ذلك بكون المعهد أضحى "جسرا حقيقيا" بين العالم العربي وأوروبا.

عبد الله عالي

المصدر: الجزيرة نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...