الدوافع والأهداف لسيناريو توتير إقليم «كردستان»

30-05-2007

الدوافع والأهداف لسيناريو توتير إقليم «كردستان»

الجمل:     يشهد إقليم كردستان تصعيداً، جديداًن على النحو الذي وضع كامل الإقليم على حافة هاوية الحرب الشاملة، وذلك بسبب التحركات السياسية والاستخبارية والعسكرية الأمريكية في الإقليم وتتمثل عناصر التوتر الجديد المتصاعد في الآتي:
• توتر تركي- أمريكي:
تقول المعلومات الواردة صباح اليوم من أنقرا بأن الحكومة التركية قامت بتسليم مذكرة دبلوماسية إلى السلطات الأمريكية، تعبر عن عدم رضا تركيا وانزعاجها من قيام الطائرات الحربية الأمريكية بانتهاك سيادة تركيا واختراق أجوائها الجنوبية، والتحليق لفترة طويلة فوق الحشود العسكرية التركية الموجودة في هذه المنطقة.
وتأتي حادثة تحليق طائرات إف-16 الحربية الأمريكية في الأجواء التركية على خلفية خلافات واشنطن- أنقرا حول رغبة تركيا في القيام بتنفيذ حملة عسكرية ضد مسلحين قواعد حزب العامل الكردستاني الموجودة في شمال العراق..
• توتر تركي- كردي:
يتمسك الأتراك بثوابت أساسية في سياساتهم تجاه الملف الكردي في المنطقة، وتتمثل أولويات أنقرا الحالية إزاء الملف الكردي في الآتي:
- الرفض المطلق لإقامة دولة كردية في شمال العراق.
- عدم ضم منطقة كركوك إلى إقليم كردستان.
- الحرب ضد حزب العمال الكردستاني.
أما الأكراد فيتمسكون بالثوابت الآتية:
- إقامة مناطق حكم ذاتي كردية في جنوب تركيا، غرب إيران، شمال سوريا، وذلك على غرار إقليم كردستان العراقي، إضافة إلى تمتع هذه الأقاليم المفترضة بقدر كبير من الاستقلال الذاتي.
- ضم منطقة كركوك إلى إقليم كردستان العراقي.
- عدم قيام أي جهة بالتدخل سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً في إقليم كردستان العراقي وذلك على أساس اعتبارات أن يخدم الإقليم كملاذ أمن للحركات الكردية التركية، والإيرانية، والسورية المعارضة.
• توتر سني- كردي:
ونشأت بشكل أساسي بسبب أحداث مدينة كركوك العراقية الأخيرة، وذلك من جراء قيام المسلحين العرب العراقيين بتوجيه ضربة عسكرية لقوات البشمركة الكردية التي كانت تسيطر على المدينة، وتعمل على تنفيذ عملية تطهير اثني- ثقافي، يهدف إلى إخراج العرب من المدينة وتوطين الأكراد بدلاً عنهم، بحيث يشكل الاكراد أغلبية سكان منطقة كركوك، وذلك تمهيداً لحسم نتيجة الاستفتاء الذي سوف يتم إجراؤه خلال هذا العام لحسم تبعية منطقة كركوك بشكل نهائي، والذي يحدد إما ضمها لإقليم كردستان أو لوسط العراق العربي.
• توتر شيعي- كردي:
ونشأ بسبب تعاون الأكراد مع القوات الأمريكي في حملاتها العسكرية الأخيرة ضد جيش المهدي والتيار الصدري في منطقة بغداد، وجنوب العراق.. وقد ترتب على هذا التوتر تحالف الشيعة مع السنة في الصراع ضد قوات البشمركة الكردية في مدينة كركوك.. كذلك بدأت تحدث بعض الاشتباكات بين عناصر جيش المهدي الشيعي وعناصر البشمركة الموجودة في مناطق جنوب شرق بغداد والمشتركة في تطبيق خطة أمن بغداد التي تقوم بتنفيذها حالياً سلطات الاحتلال الأمريكي.
تسعى الإدارة الأمريكية إلى تنفيذ مخطط جديد يهدف إلى فتح (صناديق الشر) الجديدة، الموجودة في إقليم كردستان العراق، وأبرز ملامح المخطط الجديد تتضمن الآتي:
- إعطاء الحركات الكردية قناعة بأن الإدارة الأمريكية سوف لن تتخلى عنهم، وعن دعم (طموحاتهم القومية).
- طمأنة الإسرائيليين لزعماء الأكراد بأن إسرائيل قادرة على ممارسة الضغط على الإدارة الأمريكية من أجل حماية الأكراد.
- الضغط على تركيا بعدم مهاجمة شمال العراق، على النحو الذي يضعف شعبية حزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم في تركيا ويضعه في مواجهة الرأي العام التركي والمؤسسة العسكرية التركية المطالبين بضرورة التدخل العسكري في شمال العراق من أجل القضاء على حزب العمال الكردستاني.
والتطورات الجارية باتجاه إشعال المنطقة اتضحت اليوم أكثر فأكثر بقيام سلطات الاحتلال الأمريكي بتسليم قوات البشمركة الكردية مسؤولية الأمن في إقليم كردستان، بما يؤدي إلى إطلاق يدها في القيام بالعمليات العسكرية ضد سكان منطقة كركوك من العرب السنة والشيعة، وأيضاً التركمان والمسيحيين والآشوريين والكلدانيين... ورد الفعل المتوقع سيكون حرباً داخلية كردية- سنية- شيعية- تركمانية- آشورية، على النحو الذي يفتح الباب واسعاً أمام التدخل التركي بما يؤدي لإشعال حرب تركية- كردية، الأمر الذي سيترتب عليه تصاعد حالة الصراع من نزاع منخض الشدة إلى نزاع مرتفع الشدة، المحلي والإقليمي، وسوف يعطي إدارة بوش مبررات الوجود والبقاء لفترة أطول في العراق، والمطالبة بزيادة ميزانية الحرب، ورفع عدد القوات الأمريكية في العراق.
الواجب الدولي والإنساني إزاء حماية الأقليات العراقية من خطر المذابح والتطهير العرقي، والحفاظ على استقرار العراق، وأيضاً حماية المصالح النفطية الأمريكية في شمال العراق.
وتقول المعلومات الواردة صباح اليوم من واشنطن بأن إدارة بوش تقوم حالياً بإعداد الترتيبات اللازمة للقيام بزيادة جديدة لعدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق، بإضافة 50 ألف جندي وبحيث يصل العدد الكلي قبل نهاية العام الحالي إلى 200 ألف جندي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...