الاشتباكات تتواصل في غزة وعباس يعد قرار حاسماً بشأن حكومة الوحدة

14-06-2007

الاشتباكات تتواصل في غزة وعباس يعد قرار حاسماً بشأن حكومة الوحدة

يعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في وقت لاحق اليوم قرارا وصفته المصادر المسؤولة بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بأنه سيكون "حاسما" بشأن الأوضاع المتدهورة في غزة, ويحدد كذلك مستقبل حكومة الوحدة مع حركة المقاومة الإسلامية حماس.

وقال مسؤول بفتح لم يكشف عن هويته "إذا لم توقف حركة حماس النار، فإن الليلة ستكون حاسمة في إنهاء عقد الشراكة الهش الذي سيذهب في مهب الريح وتكون حركة حماس فتحت الحرب الأهلية على مصراعيها". وتوقع مسؤولون فلسطينيون الإعلان عن انسحاب حركة فتح من حكومة الوحدة الوطنية.

يأتي ذلك في وقت خيم فيه التوتر الشديد على غزة مع تواصل الاشتباكات, وسط تقارير أمنية تؤكد إحكام حركة حماس قبضتها على القطاع.

وتشير التقديرات إلى سقوط 37 قتيلا على الأقل خلال الساعات القليلة الماضية, إضافة إلى أكثر من مئة مصاب في اشتباكات متفرقة وقع أعنفها في خان يونس حيث نسف مسلحون مقر جهاز الأمن الوقائي.

وفي هذا السياق قالت شهود عيان على الحدود المصرية الفلسطينية إن عناصر الأمن الوقائي التي لجأت إلى مصر بعد تدمير مقرها بدأت في العودة إلى رفح الفلسطينية على دفعات تتكون كل دفعة من عشرة جنود.

وكانت قيادة كتائب عز الدين القسام أمهلت عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح حتى الساعة الرابعة من عصر يوم الجمعة القادم لتسليم أسلحتها.

كما قتل اثنان من موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي قالت إنها ستوقف مؤقتا عملياتها في القطاع بسبب ذلك.

وقتل فلسطينيان وجرح عشرة آخرون إصابات بعضهم خطرة في تبادل لإطلاق النار خلال مسيرة نظمتها فصائل فلسطينية وشخصيات بمشاركة الوفد الأمني المصري للمطالبة بوقف الاقتتال بين فتح وحماس.
وانتقلت أجواء التوتر إلى الضفة الغربية، حيث أن مسلحين اختطفوا عضوا ببلدية رام الله ينتمي لحركة حماس بعد إحراق مكتبه.

من جهة أخرى تم الإفراج عن المختطفين الـ12 في مدينة نابلس الذين كانت كتائب شهداء الأقصى قد اختطفتهم أمس من مقر مؤسسة إعلامية تابعة لحماس.

يأتي ذلك فيما نفت حماس التوصل إلى هدنة بعدما فشل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية في وضع حد للاقتتال.

وقد تقدمت حماس باقتراح لوقف القتال مشترطة وضع كافة الأجهزة الأمنية تحت سيطرة وزارة الداخلية بالحكومة.

وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن الوسطاء المصريين تسلموا الاقتراح ووعدوا بتقديمه إلى عباس، وأضاف أن "الكرة الآن في ملعب عباس. إذا كانت هناك نوايا جادة لحل الأزمة فإن حماس مستعدة للرد بالمثل".

وكان الرئيس الفلسطيني جدد دعوته المسلحين كافة في غزة إلى وقف القتال، ووصف الوضع الراهن بالجنون. وشدد عباس -عقب لقائه وزير الخارجية الهولندي في رام الله- على أنه لا يحمل مسؤولية ما يجري في القطاع لطرف بعينه، وإنما لكل من يحمل السلاح في وجه أخيه.

وفي محاولة منها لوضع حد للاقتتال الدائر في غزة، قررت الجامعة العربية تقديم موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة إلى الجمعة لبحث تطورات الاقتتال الفلسطيني في غزة إضافة إلى الأوضاع في لبنان.

وقال مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية هشام يوسف، إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية -الذي كان مقررا عقده السبت في القاهرة بطلب من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لبحث الأوضاع في لبنان- سيتم تقديمه بطلب من مصر إلى الجمعة لبحث الأوضاع في غزة.
في هذه الأثناء حذرت الحكومة الإسرائيلية من سيطرة حماس على القطاع. وقالت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني إن سيطرة حماس على غزة ستثير تساؤلات بشأن "قدرة إسرائيل على التوصل لاتفاقات مع عباس وإمكانية تطبيقها في غزة".

وعلى الصعيد الدولي أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أنه بحث فكرة نشر قوة دولية تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة مع أعضاء مجلس الأمن معتبرا أنها "فكرة جديرة بالبحث".

وقال بان إن الرئيس الفلسطيني بحث الفكرة معه في اتصال هاتفي، مشيرا إلى أنه يريد أن يدرس الفكرة بشكل أكثر تفصيلا.

وكان منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أبدى استعداد الاتحاد لدراسة المشاركة في قوات دولية بغزة إذا طلب منه ذلك.

من جانبها دعت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي وفرنسا كافة الأطراف الفلسطينية إلى منع وقوع حرب أهلية، وجددت دعمها الرئيس محمود عباس.

ودعا ناطق باسم الخارجية الروسية الأطراف الفلسطينية إلى "وقف إطلاق نار فوري" محذرا من "مواجهة قد تؤدي إلى فوضى شاملة".

على صعيد آخر استشهد ناشط فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في قلقيلية شمال الضفة الغربية.

وقالت مصادر طبية وأمنية إن ياسين ياسين (24 عاما) الناشط في كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح أصيب بجروح قاتلة في تبادل لإطلاق النار مع قوة تابعة للجيش الإسرائيلي الذي كان يقوم بعملية توغل في المدينة.

من جهتها قالت متحدثة باسم جيش الاحتلال إن القوات الإسرائيلية قامت بعملية ضد ما سمتها البنى التحتية الإرهابية في قلقيلية، موضحة أن "القوة تعرفت على رجل مسلح وأطلقت النار عليه".

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...