الاستعدادات الباكستانية والإيرانية لمواجهة نيران الثورات الشعبية

19-02-2011

الاستعدادات الباكستانية والإيرانية لمواجهة نيران الثورات الشعبية

الجمل: تشير تطورات الأحداث والوقائع الجارية إلى احتمالات كبيرة بأن تشهد العديد من دول الجوار العربي تداعيات انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية التونسية-المصرية، وفي هذا الخصوص تحدثت التقارير والتحليلات عن تزايد التوترات في كل من إيران وباكستان: فما هي حقيقة الأوضاع في إيران و باكستان؟ وما مدى احتمالات تزايد خطورة التصعيدات الجارية حالياً؟
* المسرحخارطة القارة الآسيوية السياسي الإيراني-الباكستاني: توصيف المعلومات الجارية
تحدثت التقارير والتحليلات السياسية بشكل واضح عن عمليات التعبئة السياسية السلبية الفاعلة في إيران و باكستان ضمن عمليات استعداد الأطراف السياسية المتخاصمة لجهة ترتيب أوضاعها من أجل خوض المواجهات السياسية الشعبية التي أصبحت وشيكة، وفي هذا الخصوص نشير إلى التالي:
•    بيئة الصراع السياسي الإيراني: برغم قدرة نظام الثورة الإسلامية على الإمساك بزمام المبادرة والسيطرة في طهران، وبرغم التأكيد الكبير الذي ظل يتمتع به هذا النظام ورئيسه أحمد نجاد، ومساندة المرشد الأعلى والمؤسسة الدينية والأمنية والعسكرية، فقد ظلت بيئة الصراع السياسي الإيراني حافلة بالتحديات والمهددات الأمنية الداخلية (حركات التمر الكردي والبلوشي المسلحة إضافة إلى حركات المعارضة السياسية التي تضم أكثر من 60 حزباً سياسياً معارضاً) والخارجية (الخطر الأمريكي والإسرائيلي إضافة إلى مخاطر دول الجوار الإقليمي الحليفة لأمريكا).
الحركة المعارضة الأكثر خطورة تمثلت فيما يعرف بتيار حركة الإصلاحيين الذين يعارضون تيار حركة المحافظين المسيطرين على السلطة حالياً، وفي هذا الشأن أشارت التطورات إلى أن حركة الإصلاحيين برغم خسارتها للانتخابات العامة البرلمانية والرئاسية الأخيرة، فإنها ما تزال أكثر اهتماماً برفع قفاز التحدي لجهة إسقاط النظام الإيراني. وتقول المعلومات الجارية بأن حركة الإصلاحيين قد سعت خلال الأيام الماضية إلى استغلال فرصة عدوى الاحتجاجات التونسية والمصرية من أجل تصعيد حركة الاحتجاجات الشعبية الإيرانية، وأشارت المعلومات الواردة صباح اليوم بجهة تأثير السلطات الإيرانية بفرض الرقابة الصارمة والإقامة الجبرية على رموز الحركة الإصلاحية حسين موسوي ومهدي خروبي، وأشارت التسريبات إلى قيام عدد كبير من أعضاء البرلمان الإيراني بالوقوف أمام منصة البرلمان وترديد الهتافات التي تطالب بالموت وإعدام حسين موسوي ومهدي خروبي.
توجد حالياً فعاليات إيرانية ناشطة بشكل واسع لجهة الدعوة لتنظيم المزيد من المواكب الاحتجاجية في كافة المدن الإيرانية وذلك من أجل الدعوة لإسقاط النظام الإيراني، وأشارت التسريبات إلى أن الدعوة حددت يوم غدٍ كموعد لبدء عمليات الحشود وتسيير المواكب الاحتجاجية.
•    بيئة الصراع السياسي الباكستاني: تتميز الساحة السياسية الباكستانية بتعقيداتها الشديدة الخطورة وذلك بسبب تداعيات التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان والذي ترافق مع تدخل سياسي-أمني-شبه عسكري في باكستان بما أدى إلى حدة الصراعات الباكستانية-الباكستانية المحتدمة بالأساس. وفي هذا الخصوص، وعلى خلفية الكراهية المتزايدة في أوساط الرأي العام الباكستاني ضد أمريكا وحلفاءها الباكستانيين المسيطرين على إسلام آباد، فقد حدثت واحدة من أعقد المشاكل والتي أدت إلى دفع باكستان لجهة الاصطفافات على حافة الصراع السياسي المدمر لجهة قابلية التحول إلى الحرب الأهلية، وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي: إقدام أمريكي يدعى ديفيس على قتل مواطنين باكستانيين، وبسبب عدم تمتع ديفيس بالحصانة الدبلوماسية فقد قررت السلطات الباكستانية اعتقاله خاصة أن المبررات التي تذرع بها كانت واهية ولم تكن مقنعة لجهة إعفائه من تحمل المسؤولية التقصيرية الجنائية المتعلقة بجريمة القتل.
تقول التقارير والمعلومات، بأن الإدارة الأمريكية ظلت تضغط بشدة من أجل إرغام السلطات الباكستانية لجهة القيام بإطلاق سراح الأمريكي ديفيس، والذي تزعم الإدارة الأمريكية بأنه دبلوماسي طالما أنه يعمل في القنصلية الأمريكية، وبالتالي، لا داعي لقيام السلطات الباكستانية لمعاملته خارج نطاق الأعراف الدبلوماسية، وبالمقابل، أعلنت الحركات المسلحة الإسلامية الباكستانية على ضرورة قيام السلطات الباكستانية بتقديم الأمريكي ديفيس للمحاكم وضرورة الحكم عليه بالإعدام: أولاً لأنه غير دبلوماسي، وثانياً لأنه ارتكب جريمة القتل العمد، وثالثاً لأن أمريكا ظلت تقوم بتقديم الباكستانيين للمحاكمة داخل أمريكا وكان آخرهم الباكستاني الذي تم اتهامه بالضلوع في إحدى العمليات التفجيرية داخل أمريكا.
أكدت المعلومات والتقارير بأن حركة طالبان الباكستانية بشقيها الباشتوني والبنجابي، وحركة عسكر طيبة وعسكر عمر وعسكر الجبار إضافة إلى حركة جماعة الدعوة وحركة الجماعة الإسلامية وحركة صباح الصحابة مع حوالي 45 حركة إسلامية سياسية ومسلحة ناشطة داخل باكستان عن حالة الاستعداد والاستنفار القصوى لجهة استهداف السلطات الباكستانية إذا أقدمت على إطلاق سراح الأمريكي ديفيس، وأضافت المعلومات بأن موقف الحركة الإسلامية الباكستانية إضافة إلى جماعات المجتمع المدني الباكستانية مثل نقابات المحامين والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات واتحاد الطلبة ونقابات العمال إضافة إلى زعماء القبائل والعشائر الباكستانية وأيضاً رجال الدين الإسلامي، وإضافة لذلك تقول التسريبات بأن هذا التكتل السياسي غير المسبوق سوف لن يكتفي بالوقوف والمطالبة وحسب، وإنما إلى تحريك المواكب والمظاهرات من أجل الضغط على السلطات الباكستانية ودفعها للقيام بمحاكمة الأمريكي ديفيس دون أن أي تسويف أو مماطلة.
من الواضح أن حركة الاحتقانات المتزايدة في بيئة الصراع السياسي الإيراني وبيئة الصراع السياسي الباكستاني سوف تسفر في القريب العاجل عن اندلاع المزيد من المواجهات بما سوف يؤدي بالضرورة إلى وقوع المزيد من الضحايا، وتشير الاضطرابات في المناطق الأخرى البعيدة نسبياً عن بيئة الجوار العربي.
* الصين واحتمالات وصول عدوى الاحتجاجات الشرق أوسطية
تحدثت التقارير والتسريبات عن تزايد مخاوف بكين من احتمالات انتقال عدوى الاحتجاجات الشعبية الشرق أوسطية، وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات إلى الآتي:
-    تزايد الاحتقانات في الأقاليم والمقاطعات الصينية التي سبق وأن شهدت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية الغاضبة ومن أبرزها: إقليم التبت البوذي المحاور لحدود الهند وبورما، إقليم سينكيانغ الإسلامي المجاور لكازخستان وقرغسيتان وأفغانستان.
-    تزايد الاحتقانات في المناطق التي تتمركز فيها جماعات المجتمع المدني الصينية وخصوصاً في العاصمة بكين والميناء الرئيسي شنغهاي.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن مقاطعة سينكيانغ الصينية قد شهدت قبل فترة حركة تمرد وعصيان واسعة النطاق بواسطة قومية الإيغور الإسلامية ذات الأصول التركية، ومقاطعة التبت شهدت هي الأخرى تمرداً بوذياً وساع النطاق قاده الزعيم الروحي الدلاي لاما، أما ميناء شنغهاي والعاصمة بكين فقد شهدتا قبل بضعة سنوات حركة احتجاجات طلابية واسعة النطاق شاركت فيها الجماعات ذات التوجهات الليبرالية المطالبة بإسقاط النظام الشيوعي، الأمر الذي أدى إلى قيام بكين بقمع هذه الحركات الاحتجاجية بقسوة بالغة وصلت ذروتها في المواجهة الدامية التي جرت في ساحة تياتان مين الرئيسية وسط العاصمة بكين وسالت فيها الدماء مدراراً.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...