الأهداف المعلنة وغير المعلنة لزيارة كوندوليزا رايس الخليجية

21-01-2007

الأهداف المعلنة وغير المعلنة لزيارة كوندوليزا رايس الخليجية

الجمل:   أصدر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى اليوم ورقة أعدها الباحث سايمون هندرسون حملت عنوان: (استراتيجية العراق للرئيس بوش: البعد الخليجي)، يقول سايمون هندرسون، بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قامت في يوم 16 كانون الثاني 2007م، بزيارة الكويت، واجتمعت مع وزراء خارجية: مصر، الأردن، السعودية، الكويت، عمان، قطر، الإمارات، البحرين، والكويت).. وتؤكد كل المصادر بأن زيارة كوندوليزا رايس هذه كانت من أجل:
- هدف معلن يتمثل في الحصول على تأييد ودعم هذه الدول لاستراتيجية بوش الجديدة إزاء العراق.
- هدف غير معلن يتمثل في حشد الدعم والتأييد في موقف موحد نهائي ضد إيران.
تناول الباحث سايمون هندرسون موضوع الورقة، وفقاً لثلاثة نقاط، يمكن التعرض لها على النحو الآتي:
• إيران: وأشار سايمون هندرسون إلى أن إيران لم تتم الإشارة إليها بشكل بارز ضمن الأهداف الرئيسية لجولة كوندوليزا رايس، إلا أن الملف الإيراني كان حاضراً بقوة وكان مركزياً في كل لقاءات واجتماعات جولة وزيرة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية الأخيرة.
تناول البيان الرسمي المشترك الذي صدر بناء على الاتفاق بين وزراء الخارجية المذكورين ووزيرة الخارجية الأمريكية، إيران باعتبارها مركز الاهتمام الرئيسي الحالي في المنطقة. ثم تحوّل البيان بعد ذلك إلى القضايا الأخرى المتعلقة بالإرهاب، والعراق، والصراع  الإسرائيلي- الفلسطيني، ولبنان.
وبرغم أن الإشارة لم تتم بشكل مباشر إلى  إيران باعتبارها مصدر الخطر والتهديد إلا أن المعنى الضمني كان يقول ذلك بكل وضوح. ومن أبرز الجمل التي وردت في البيان الوزاري المشترك والدالة على ذلك (إن المشاركين يرحبون بالتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن الخليج)، و(سوف نعمل مع الآخرين  من أجل منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية والهيمنة على الإقليم)، و(إن الشرق الأوسط يضم منطقة الخليج، وله أهمية حرجة بالنسبة لصحة وعافية الاقتصاد العالمي، وتقويض استقراره سوف يهدد المصالح الوطنية الحيوية للجميع).
كذلك أشار بيان الاجتماع المشترك إلى سوريا باعتبارها حليفة إيران، قائلاً: (تؤكد ان كل أولئك المتورطين في  -اغتيالات رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق والوزير بيير الجميل- يجب أن تتم محاسبتهم).
تجدر الإشارة إلى أن كوندوليزا رايس، قبل أن تقوم بحضور هذا الاجتماع، كانت بالأساس قد عقدت اجتماعات منفردة مسبقة مع زعماء ووزراء خارجية: إسرائيل، الأردن، مصر، السعودية، والسلطة الفلسطينية.. وكانت جميعها اجتماعات تحاشت فيها وزيرة الخارجية الأمريكية تقديم أي التزامات أو تأكيدات أمريكية حول رغبة الإدارة الأمريكية من أجل القيام بأي خطوات جدية لحل المشكلة الفلسطينية، وكل ما وعدت به هو أن تعمل أمريكا من أجل عقد اجتماع في الفترة المقبلة مع كل من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، (أو رئيس مجلس إدارة السلطة الفلسطينية كما تصفه الصحف الإسرائيلية) وإيهود أولمرت رئيس الوزراء الإسرائيلي.
• العراق: عبّر الوزراء العرب الذين حضروا اجتماع رايس عن مخاوفهم من سيطرة حلفاء إيران على السلطة داخل العراق، واعتبروا أن حدوث ذلك سوف يفتح السبيل أمام إيران لكي تتقدم وتسيطر على كامل منطقة الخليج. ويُقال: إن كوندوليزا رايس اتفقت معهم على خطر الشيعة العراقيين، وقالت لهم أيضاً ان مخاوف الإدارة الأمريكية إزاء الشيعة لا تنحصر فقط في العراق، بل إن شيعة جنوب لبنان الذين يؤيدون حزب الله الشيعي اللبناني يشكلون خطراً إيرانياً أيضاً في منطقة الشرق الأوسط، وطلبت منهم المساعدة في القضاء على خطر أنشطة حزب الله اللبناني باعتبارها أكثر خطورة من أنشطة الحركات الشيعية العراقية.
وعند صياغة البيان النهائي تمت الإشارة إلى سياسة (القوى الدولية) ممثلة بأمريكا وحلفائها في العراق باعتبارها إيجابية.
• إشكالية السياسة الأمريكية: يقول الباحث سايمون هندرسون بأن الحصول على تأييد ودعم عربي واضح مازال أمراً يؤدي إلى الكثير من التناقضات في السياسة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط، وذلك لأنه ثبت بأنه من غير الممكن وضع سياسة خارجية أمريكية شرق أوسطية تحظى بقبول جميع الأطراف العربية.. وحالياً تهدف الإدارة الأمريكية إلى:
- تدعيم وتعزيز حكومة نوري المالكي في العراق، والتي تعتمد على دعم الأطراف والقوى العراقية المؤيدة لإيران.
- الحفاظ على استمرارية تحالف الدول العربية المعتدلة الذي يعارض الدور الإيراني في العراق.
- تأييد دعم إسرائيل بشكل مستمر من جانب الولايات المتحدة، يقابل بالرفض الفلسطيني، وهو أمر يؤثر على تعزيز الإدارة الأمريكية لعلاقاتها مع العرب.
إن إشكاليات السياسة الخارجية الأمريكية كثيرة ومتعددة، وبالتالي فإن قيام الإدارة الأمريكية بالعمل من أجل موازنة المواقف والجهود، سوف يؤدي بها إلى التورط في سياسة تضييع الوقت، وذلك لأنه من غير الممكن إن لم يكن من المستحيل تجميع كل هذه الأطراف ضمن موقف سياسي موحد.
يعمل سايمون هندرسون مديراً لبرنامج بحوث الشؤون السياسية المعلقة بالنفط ومنطقة الخليج، وهو برنامج يتبناه معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وعلى هذه الخلفية يمكن القول: إن ما جاء في ورقته السياسية يشير بوضوح إلى أن اللوبي الإسرائيلي على مستوى المؤسسات والعناصر، قد ضاق ذرعاً لعدم تنفيذ أمريكا لخطة ضرب إيران، وعلى ما يبدو فإنه على خلفية مشروع قرار الكونغرس الأخير الهادف إلى منع بوش من استخدام القوة العسكرية ضد إيران، سوف تواجه الإدارة الأمريكية الحالية المزيد من اتهامات اللوبي الإسرائيلي لها بأنها  أضاعت الوقت ولم تستغل الفرص السابقة التي سنحت لها في ضرب إيران.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...