لبنان: المداهمات تنطلق في عين الحلوة بحثاً عن عوض ورفاقه

22-11-2008

لبنان: المداهمات تنطلق في عين الحلوة بحثاً عن عوض ورفاقه

اتخذت التطورات في مخيم عين الحلوة تتخذ منحى تصاعديا، وتعبر في الوقت نفسه، عن تعامل جدي من قبل جميع القوى في المخيم مع قضية المطلوبين للعدالة اللبنانية، حيث بادرت قوة أمنية اسلامية على رأسها أمير »عصبة الأنصار« أبو طارق السعدي، خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية، بتنفيذ سلسلة مداهمات في بعض الأماكن التي يشتبه بأن يكون أمير »فتح الإسلام« عبد الرحمن عوض قد لجأ اليها في المخيم، وتزامن ذلك مع اجتماعات تنسيقية متتالية بين القوى الاسلامية نفسها وبينها وبين حركة »فتح«، فيما كان امام »مسجد القدس« في صيدا الشيخ ماهر حمود يواصل جهوده الماراتونية الحثيثة داخل المخيم وخارجه، بعيدا عن الاضواء الإعلامية.
وبعدما رفعت القوى الفلسطينية وفعاليات المخيم وعائلاته الغطاء عن المطلوبين وعلى رأسهم عوض، جاءت الزيارة التي قام بها وفد من عشيرة عوض الى مديرية المخابرات في قيادة الجيش اللبناني، أمس، بمثابة تتويج للمواقف التي تصر على اعتبار هذه الظاهرة غريبة ولا تمت بصلة الى تقاليد المخيم، وبالتالي، يفترض أن يتم التعبير عنها في الساعات المقبلة، ببيان تعلنه العشيرة وتعلن فيه براءتها من عوض.
وفي الوقت نفسه، يسعى رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد الى عقد اجتماع لبناني فلسطيني موسع من أجل رفع الغطاء عن المطلوبين، فيما تواصل اللجان مساعيها الهادفة الى عقد مؤتمر شعبي عام للغاية نفسها من المتوقع أن يدعى اليه أكثر من ألف شخص من فعاليات المخيم.
الى ذلك، اطل الأمن مجددا من نافذة الشمال، حيث وقع اشكال امني بين الجيش اللبناني ومسلحين في باب التبانة، اوقع قتيلا وستة جرحى، وطرح العديد من علامات الاستفهام، سواء من حيث حصوله عشية عيد الاستقلال، او حول وقوعه في منطقة التبانة، وهي اصلا تعيش وضعا امنيا دقيقا، او حول مداه، وتزامنه مع التطورات المتسارعة في عين الحلوة.

وقد تعددت الروايات حول الحادث، فيما دخلت بعض القوى مباشرة على خط الاستثمار السياسي والانتخابي، لالقاء المسؤولية على الجيش وللمطالبة بلجنة تحقيق حيادية. لكن مصدرا عسكريا بارزا قال »ان جوهر القضية هو ان الجيش تعرّض ليل السبت الماضي للاعتداء بالنار من قبل احد المطلوبين ويدعى (ش. ع.) خلال محاولة توقيفه قبل أن يفرّ الى جهة مجهولة. وعند الساعة السادسة الا ربعا من صباح أمس، قامت دورية عسكرية بمداهمة منزله في شارع سوريا لكن الاخير تمكن من الفرار مجددا الى جهة مجهولة، وخلال عمليات التفتيش صودف مرور سيارة من نوع رينو ١٨ بداخلها ثلاثة أشخاص، فطلب عناصر الجيش منها التوقف أمام مدخل بعل الدراويش، لكن السائق لم يمتثل للأوامر فأطلق عناصر من الدورية النار عليها فأصيب كل من: محمد احمد عكاري، عمر عبد الفتاح اللهباوي، ويوسف محمد العلي (إصابته حرجة جدا).
وقد حاول عناصر الدورية توقيف الأشخاص الثلاثة المصابين ومصادرة السيارة، فتدخل عدد من شبان الحي وحالوا دون ذلك، وسارعوا الى قطع الطريق بمستوعبات النفايات والاطارات المشتعلة التي أدت الى احتراق السيارة بالكامل، فيما عملت ثلاث سيارات على نقل الجرحى الى المستشفى الاسلامي، ثم نقل الجريح العلي الى مستشفى السيدة في زغرتا.
وقد ادى الاشكال الى توتر شديد حيث عمل الشبان المعترضون على توسيع دائرة الاحتجاج وصولا الى الاوتوستراد الرئيسي حيث قطعوا الطريق من الجهتين، وحين تدخل عناصر الجيش لفتح الطريق قام المعترضون برشقهم بالحجارة وجرى تدافع بين الطرفين انتهى بإطلاق النار ، فقتل المواطن أحمد الزعبي على الفور، وجرح كل من محمد سليم الحلوة (الملقب بـ»أبو دعاس«) وابنه زكريا الحلوة وعواطف الأفيوني ونقلوا جميعا الى المستشفى الاسلامي.
في غضون ذلك بدأت الاتصالات تجري على اكثر من صعيد لتهدئة الاوضاع وإعادة الامور الى طبيعتها، وقد تلقى الأهالي وعدا قاطعا من قبل عدد من المسؤولين السياسيين بفتح تحقيق موسع بما جرى، ما ادى الى تهدئة النفوس وسمح بإعادة فتح كل الطرقات.
ورفض مصدر عسكري التعليق على مواقف نواب »تيار المستقبل« وقال ان »من يطلق النار على الجيش لا يمكن للجيش ان يرد عليه بالورد، وعندما يتعرض الجيش للاعتداء، اقل واجبه ان يرد الاعتداء ويلاحق المعتدين. وفي أي حال، الجيش مسؤول في كل اماكن انتشاره عن امن الناس، وعن حماية أفراده. ومن يتعد على الجيش، ويحاول منعه من أداء مهمته هذه، سيرد عليه بقوة وحزم، وعلى هذا الاساس كان الرد في الشمال«.

 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...