فرط الحركة عند الاطفال الكشف والعلاج المبكر يغير مسار المرض إلى الأفضل

29-10-2011

فرط الحركة عند الاطفال الكشف والعلاج المبكر يغير مسار المرض إلى الأفضل

يعرف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال آ دي اتش دي بانه عبارة عن سلوك متواصل من زيادة في الحركة أو نقص في الانتباه ووجود سلوك اندفاعي لدى الطفل المصاب بحيث تكون السلوكيات الصادرة عنه غير متناسبة مع عمره.

ويشكل هذا الاضطراب عبئاً ثقيلاً على والدي الطفل المصاب به وكل من يقدم الرعاية له سواء في المنزل او المدرسة ويؤدي للكثير من المشاكل في تعليمه وخلال علاقاته مع أقرانه كما يخلق معاناة كبيرة لديه حيث يؤخذ كل سلوك يبدر منه على أنه غير لائق ويتلقى العقاب عليه ما يؤدي لشعوره بأنه مرفوض من أهله وكل من يتعامل معه.

ويشخص المرض عادة بعد سن السادسة أو السابعة من العمر أي بعد دخول الطفل المدرسة أو الروضة حيث ان الوالدين غالبا ما يعتادون او يتجاهلون السلوك الذي يبديه الطفل إلى حد ما ولكن عند انخراطه في المدرسة أو الروضة تبدأ المشاكل بالظهور.

وعن هذا الموضوع يقول الدكتور درغام السفان اختصاصي أمراض نفسية وعصبية ان اضطراب فرط الحركة أكثر انتشاراً بين الذكور كما أن اقرباء الدرجة الأولى كالأشقاء لديهم درجة عالية من احتمال الإصابة به والأطفال المصابون به معرضون للإصابة بأمراض أخرى في المستقبل كأمراض سوء السلوك والشخصية المعادية للمجتمع أو معاقرة الخمور والمخدرات مقارنة بالأشخاص الآخرين مضيفا ان نحو 30 بالمئة من أولياء أمور الأطفال المصابين لديهم اضطرابات فرط الحركة.

وعن أسباب الاضطراب يوضح السفان أنها تتمثل بأذيات الدماغ حيث ان الأطفال المصابين يظهرون علامات عصبية لابؤرية بمعدلات أعلى من الأطفال الآخرين إضافة لعوامل كيميائية عصبية اذ ان سوء وظيفة الابنفرين المحيطي يسبب تراكم الهرمون ما يؤدي إلى تدني مستواه في الدماغ فضلا عن اضطرابات الدوبايمين والعوامل الفيزيولوجية العصبية حيث يلاحظ اضطرابات غير نوعية في تخطيط الدماغ وانخفاض في تدفق الدم المخي وفي استقلاب الفص الجبهي.

وأضاف السفان ان العوامل الاجتماعية النفسية قد تكون أحد الأسباب أيضا فحوادث الشدة النفسية والتفكك الأسري والعوامل الباعثة للقلق تسهم في استدامة المرض إضافة إلى حساسية الطفل والعوامل الوراثية العائلية.

ويتطلب تشخيص اضطراب الحركة او فرط النشاط لدى الأطفال حسب السفان استمرار أعراضه في البيت والمدرسة مبينا أنه لا فحوص مخبرية نوعية لهذا الاضطراب لكن توجد اختبارات إدراكية ومعرفية تساعد في تأكيد نقص الانتباه عند الطفل والاندفاعية كأن يطلب من الطفل ان يضغط على زر في كل مرة تظهر فيها سلسلة من الارقام المعينة على شاشة معدة للاختبار لأخذ فكرة عن مدى انتباهه وتركيزه.

ولفت إلى ضرورة التمييز بين اضطراب فرط الحركة والاضطرابات الأخرى التي تشترك معه في بعض السمات مثل اضطرابات القلق عند الأطفال والاكتئاب والهوس واضطرابات السلوك والتعلم.

وعن أعراض المرض قال السفان ان هؤلاء الأطفال لا يستطيعون متابعة المعلومات في المدرسة ويبدون في البيت عنيدين لا يستجيبون لمطالب والديهم كما يتصرفون باندفاعية ويكونون سريعي الانفعال وتظهر لديهم اندفاعية تتجلى بالتصرف الاهوج مع ضعف الذاكرة مترافقة مع أعراض سلوكية مضطربة تتجلى بالتحدي والعدوانية تجاه أنفسهم والآخرين مضيفا ان الطفل في هذه الحالة يكون منخفض التقدير لذاته ويشعر بعدم الكفاءة كما يتعرض للمضايقات من الاقران والتمييز من المدرسين ويزداد حجم معاناتهم عندما يدرك أنه مشكلة ما يولد لديه إحساسا بالنقص.

وبين ان معلمي أطفال فرط النشاط يلاحظون شدة حماس واندفاع هؤلاء الطلاب لأي امتحان أو سؤال يطرح ولكنهم يفقدون حماسهم بعد بداية إجابتهم أوانشدادهم لأي مؤثر خارجي طارئ كما انهم يرفعون أيديهم للإجابة عن السؤال حتى قبل أن يكمله المعلم أو قبل أن يعي الطفل المطلوب من السؤال وفي المنزل يجد الوالدان صعوبة مع الطفل في إطاعة أوامرهم حيث يتصرف باندفاعية ودون تفكير مسبق كأن يندفع في الحديث ومقاطعة الآخرين والدخول في موضوع لا يعنيهم.

وتابع ان مسار المرض متغير ومتنوع اذ من الممكن ان تستمر الأعراض إلى سن المراهقة أو حتى البلوغ وقد تتغير صورة المرض وأعراضه مع الوقت فقد تختفي كثرة الحركة وتستمر الاندفاعية ونقص الانتباه مثلا مبينا انه من الأعراض التي قد تتحسن مبكرا كثرة الحركة أما تشتت الانتباه فيكون من أكثر صور المرض وأعراضه استمرارية.

وتحدث عن العوامل التي تؤخر شفاء المرض منها وجود تاريخ أسري للإصابة بالمرض ووجود اكتئاب أو قلق أو سلوك غير مستحب مصاحب للمرض موضحا ان حالة المريض لا تتحسن بشكل كامل قبل سن 12 وعادة ما يحصل التحسن الكامل بين سن الـ 12و20 من العمر وعندما يحصل هذا الشفاء الكامل فإن تأثير المرض يكون طفيفا وتكون حياة المريض وشخصيته وانجازه في الحياة طبيعيا أو يقترب من الطبيعي والمتوقع منه.

وفي حال عدم حصول المريض على الشفاء الكامل يبقى معرضا لظهور اضطرابات نفسية أخرى كظهور السلوك المعادي للمجتمع والإدمان على المخدرات واضطرابات القلق والمزاج كما ان الصعوبات في القدرة على التعلم تستمر بشكل طبيعي مدى الحياة إذا لم يحصل الشفاء الكامل.

وأكد الدكتورالسفان إن العلاج المبكر للحالة والتحكم في الظروف الأسرية المحيطة بالمريض يغير مسار المرض إلى الأفضل ويعطي نتائج أفضل لافتاً إلى أهمية العلاج النفسي والاجتماعي حيث ان العلاج بالأدوية غير كاف للتحكم بشكل كامل في اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بل ينبغي استعمال العلاجات النفسية غير دوائية مثل مجموعات التدريب على المهارات الاجتماعية والمجموعات العلاجية لذوي هؤلاء الأطفال والعلاج السلوكي في البيت والمدرسة كأهم مكانين يعيش فيهما الطفل المصاب بالمرض.

وأضاف ان العلاج النفسي عنصر مهم يؤثر في التعامل مع العلاج الدوائي إذ يجب على الطبيب أن يشرح للطفل لماذا يستخدم الدواء ويعطيه الفرصة للتعبير عن وجهة نظره عن العلاج والمشاكل التي يعانيها منه مشيراً إلى أهمية مساعدته في تخطي هذه المشكلة التي قد تكون مؤقتة وعدم استخدام أسلوب العقاب على تصرفات الطفل وخاصة أمام الآخرين كيلا يزيد إحساس الطفل بالمعاناة وبأنه مرفوض من الآخرين وبعدم الثقة بالنفس.

وذكر انه في العلاج الدوائي يستخدم أنواع عديدة منها الريتالين ويعطى عادة بعد عمر ست سنوات وحاليا يمكن استخدام اوتوموكستين الذي يتميز عن الأول بطول فترة تأثيره اذ تكفي منه حبة يوميا.

وعن مراقبة تأثير الأدوية المنشطة أوضح السفان ضرورة اخذ الطبيب قبل بداية العلاج قياسات الطول والوزن والنبض وضغط الدم إضافة إلى إجراء الفحص السريري مضيفا في مرحلة العلاج توصى الأمهات بملاحظة شهية الطفل ونومه لإبلاغها للطبيب في كل زيارة للعيادة نظراً لوجود تأثير للدواء على شهية الطفل ونموه ونومه.

وبين السفان أهمية استغلال فترات اللعب لتعليم الطفل السلوك الجيد وكيفية التعامل مع الألعاب والأطفال الآخرين كما فضل استغلال كل أنواع الألعاب التي تعتمد على استخدام جميع حواس الطفل كاللمس والسمع والنظر لتدريبه على كيفية استغلال هذه الحواس وتنمية الانتباه لديه.

هنادي ديوب

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...