عبد اللطيف عبد الحميد يختتم «أيام الضجر»

18-08-2007

عبد اللطيف عبد الحميد يختتم «أيام الضجر»

بعد أن انتهى المخرج السينمائي المبدع عبد اللطيف عبد الحميد من تصوير فيلمه الجديد «أيام الضجر» صرح قائلاً: لا للمهرجانات بعد اليوم.

قد يبدو هذا التصريح مفاجئاً وساراً لنا، وهو كذلك. لكنه سيدفعنا للبحث عن مسوغات له! فالخبر رغم ما سلف ليس صحيحاً، بل من نسج أحلام اليقظة التي أتمنى شخصياً أن تتجسّد حقيقة وقريباً جداً. أمّا لماذا أحلم بمثل هذا التصريح، ولماذا أنتظره من المبدع عبد الحميد دون بقية السادة المخرجين السينمائيين في سورية؟ هذا ما سأحاول أن أقاربه في التفاصيل الآتية: مسوغات حلم يقظتي، هو رغبتي في أن يحاول المبدع عبد الحميد استعادة جمهور السينما لصالات العرض لدينا، وذلك بعرض فيلم طازج إثر انتهاء العمليات الفنية لفيلمه الجديد الذي لا أعرف إن كان قد انتهى من تصويره أم لا.فكل ما أعرفه عن الفيلم أنه لا يزال قيد التصوير، بحسب ما كنت قد قرأته بقلم الزميل منصور الديب عن زيارته لموقع تصوير الفيلم في العدد التاسع من جريدة «شرفات الشام» التي تصدرها وزارة الثقافة السورية، فتوّلد لدي هذا الحلم. إذ جرت العادة أن نتابع أخبار أي فيلم سوري جديد حتى نملّ، ثم لا يتم عرضه إلّا بعد أن تكون قد ماتت شهوة مشاهدته لدينا، بسبب ترحاله الدائم من مهرجان إلى آخر قبل عرضه جماهيرياً في صالاتنا، ونكون نحن آخر من نشاهده. 
وعلى الرغم من أن معظم أفلامنا السورية تحصد جوائز في معظم المهرجانات التي تشارك فيها، عربية أو غير عربية، لكن تلك الجوائز وعلى أهميتها للفيلم السوري عموماً إلّا أنها لم تجد نفعاً في الترويج لها لدى المشاهد، وهي جوائز أزعم أن الأغلب الأعم من الجمهور السينمائي في سورية لا يكترث بها ولا تعني له شيئاً بقدر ما يهمه أن يشاهد فيلماً يحقق له المتعة والفائدة. وربما علينا أن نعترف بهذه الحقيقة، إذ كيف يستهلك المشاهد سلعة سينمائية قرأ عنها كثيراً من الأخبار، وبحث عنها، فلم يجدها في السوق؟! إذاً من حقي أن أتوهم أن مثل هذه الخطوة من قبل المبدع عبد الحميد قد تساهم مساهمة فعالة في استعادة الجمهور إلى الصالات، خصوصاً أن فيلمه الأخير المنجز «ما يطلبه المستمعون» قد عرض بعد سنتين فقط من إنجازه،(وهذا ما لم يحصل مع فيلم من قبل) ومع ذلك لقي صدى ومشاهدة طيبين. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، وأعتبرها من مسوغات الخبر الذي لفقته إن شئتم، أن أفلام المبدع عبد الحميد الأكثر جماهيرية من بين أفلام المخرجين السوريين مع تقديرنا لكل إبداعاتهم، وكلمة جماهيرية هنا لا تنفي عنها صفة الإبداع، كما أن إبداعات عبد الحميد منذ فيلمه الروائي الأول «ليالي ابن آوى» الذي أنجزه العام 1988 حققت جوائز عديدة، ولا أظن أن جوائز إضافية ستضيف لقامته الإبداعية جديداً. ففي ضوء ما سلف هل يحق لي أن أتوهم أن مبادرة مثل التي أشرت إليها قد تساهم باستعادة جمهور السينما من جهة وتشجع أصحاب رؤوس الأموال على ضخ أموالهم في إنتاج سينمائي خاص؟ طبعاً بعد أن يلمسوا عائدات صناعة السينما. خصوصاً أن الفضائيات اليوم تشتري الأفلام المنجزة بعد عام واحد من إنتاجها ومن ثم تعرضها علينا في المنازل. فحالة الإنتاج التي قد تزداد ستوفر الفرص لمخرجين جدد، ومخضرمين، بإنجاز أفلام بعضها للعرض إثر إنجازها، وبعضها الآخر للمشاركة في المهرجانات. ‏

فهل يفعلها المبدع عبد اللطيف عبد الحميد ويصرّح بأن «لا للمهرجانات»، على الأقل لخمس سنوات أو سبع؟ لعلنا نشهد.. ‏

نضال بشارة

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...