"داعش" يصل إلى باكستان والهند المتشددون يعتبرون قادة "القاعدة" ضعفاء

08-09-2014

"داعش" يصل إلى باكستان والهند المتشددون يعتبرون قادة "القاعدة" ضعفاء

ظهرت بعض منشورات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" - "داعش" وأعلامها في بعض مناطق باكستان والهند، إلى جانب علامات على أن هذه الجماعة تمثل مصدر إلهام للمتشددين، حتى في معاقل حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة".
وأعلنت "جماعة الأحرار"، المنشقة عن "طالبان" باكستان، تأييدها لمقاتلي "داعش". وقال زعيم "الأحرار" إحسان الله إحسان إن "الدولة الإسلامية منظمة جهادية إسلامية تعمل لتنفيذ النظام الإسلامي وإقامة الخلافة. ونحن نحترمها، وإذا طلبوا منا المساعدة فسننظر في الطلب ونبت فيه".
وللمتشددين الإسلاميين من مختلف الأطياف نفوذ في مختلف المناطق الفقيرة المضطربة في جنوب آسيا، لكن تنظيم "الدولة الإسلامية" بدأ يعمل على جذب قدر من التأييد بين المقاتلين الشبان في المنطقة، بما حققه من استيلاء سريع على مساحات من الأرض وعمليات قطع الرقاب والإعدامات الجماعية.
ويرى كثر في المنتديات "الجهادية" على الانترنت وحسابات "تويتر"، التي يتم من خلالها جذب "المجندين" الجدد، أن قادة "القاعدة" من كبار السن، وغالبيتهم متحصن في المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان، وهم جامدون ومرهقون وضعفاء.
ويقول خبراء أمنيون إن "الإغراء المتزايد الذي يمثله تنظيم الدولة الإسلامية، ربما يكون قد دفع زعيم القاعدة أيمن الظواهري للإعلان عن تأسيس فرع هندي لرفع راية الجهاد في مختلف أنحاء جنوب آسيا، حيث يعيش أكثر من 400 مليون مسلم".
وقال سكان إن خلية محلية تدين بالولاء لـ"داعش" بدأت توزع منشورات في مدينة بيشاور الباكستانية وشرق أفغانستان في الأسابيع القليلة الماضية، سعيا لتدعيم نفوذها في المنطقة الأفغانية - الباكستانية.
ويوزع الكتيب، الذي يقع في 12 صفحة بعنوان "فتح" ونشر باللغتين الأفغانيتين الباشتو والداري، في مخيمات اللاجئين الأفغان قرب بيشاور. ويصور شعار الكتيب بندقية كلاشنيكوف، ويدعو المنشور السكان لدعم "داعش"، كما شوهدت سيارات عليها ملصقات لـ"الدولة الإسلامية" في بيشاور.
وقال سميح الله حنيفي، الذي يعمل إمام مسجد في حي في بيشاور يمثل الأفغان غالبية سكانه، إن مجموعة تسمى "الخلافة الإسلامية" توزع المنشورات. وأضاف "أعرف بعض الناس الذي تسلموا نسخا من هذه المادة، إما من أصدقاء، أو وزعها عليهم مجهولون يعملون لحساب الدولة الإسلامية في المساجد".
وقال مسؤول أمني باكستاني إن "المنشورات جاءت من إقليم كونار المجاور في أفغانستان، حيث شوهدت مجموعة من مقاتلي طالبان وهي تقوم بتوزيعها". وأوضح "صادفناهم قبل 22 يوما، ونحن على علم بوجودهم هنا. وتعمل الوكالات الأمنية الباكستانية على الحدود الباكستانية - الأفغانية، وقد ألقت القبض على عدد من مقاتلي طالبان وضبطت أقراصا مدمجة وخرائط ومنشورات بالفارسية ولغتي الباشتو والداري". وأضاف "لن نسمح لهم بالعمل في بلادنا، وأي شخص يتورط في ذلك ستسحقه الحكومة".
كما ظهرت علامات على نفوذ "الدولة الإسلامية" في إقليم كشمير، الذي تطالب به كل من الهند وباكستان. ويقول مسؤولون أمنيون، في الجزء الخاضع للسيطرة الهندية من كشمير، إنهم يحاولون سبر غور التأييد الذي يحظى به "داعش" بعد ظهور أعلامه ولافتاته خلال فصل الصيف.
وقالت مصادر في أجهزة الاستخبارات والشرطة في نيودلهي وكشمير إن الأعلام شوهدت للمرة الأولى في 27 حزيران الماضي في جزء من سرينغار عاصمة الولاية، ثم خلال عيد الفطر في تموز. وظهرت أيضا بعض رسوم الغرافيتي على جدران مبان في سرينغار.
وقال ضابط شرطة إنه تم تحديد هويات بعض الصغار الذين يرفعون أعلام "الدولة الإسلامية" خلال تظاهرات مناهضة للهند، لكن لم يعتقل أحد. وقال ضابط آخر، يستجوب المعتقلين في الاحتجاجات على الحكم الهندي وكثير منهم ممن هم دون سن العشرين، إن معظمهم يركزون فقط على الاستقلال عن الهند. وأضاف "غالبيتهم ليس له أي ميول دينية. بالطبع بعضهم، أي أقل من واحد في المئة، متدينون ومتشددون، وينتهي بهم الحال للانضمام إلى صفوف المتشددين. وهم يتأثرون بالقاعدة وطالبان والدولة الإسلامية".
كما يحاول "الدولة الإسلامية" إغراء المسلمين من مناطق أخرى في الهند، والذين يمثلون ثالث أكبر تجمع سكاني للمسلمين في العالم، وإن ظلوا بعيدين إلى حد كبير عن ساحات القتال في دول أخرى رغم نداءات متكررة من "القاعدة".
وظهر على الانترنت، منتصف تموز، مقطع فيديو عن التجنيد لحساب "القاعدة"، مع ترجمة على الشاشة باللغات الهندية والتاميلية والاوردية، يحث فيه مقاتل كندي، يرتدي ملابس عسكرية مموهة ويقف بين بندقية وعلم أسود، المسلمين على الانضمام إلى "الجهاد العالمي".
وذكرت صحيفة "تايمز أوف انديا"، الأسبوع الماضي، إن الشرطة اعتقلت أربعة شبان، من بينهم طالبان يدرسان الهندسة في الجامعة في مدينة كولكاتا الشرقية، وهم يحاولون الوصول إلى بنغلادش للوصول إلى شخص يتولى جلب "مجندين للدولة الإسلامية". ونقلت عن ضابط قوله "الأمر لا يتوقف على هؤلاء الأربعة، لكن تحقيقاتنا توصلت إلى أن المزيد من الشبان على اتصال بمتعاملين مع الدولة الإسلامية، وهي نسبة مفزعة إلى حد ما".
وقال مسؤول في مكتب المخابرات الهندي في نيودلهي "المشكلة هي أننا نعرف القليل جدا عن هذه الشبكة، أو من يتصرف بالنيابة عنها هنا". وأضاف "نحن نعرف بالتقريب أين جماعات الدعم لعسكر طيبة والمجاهدين الهنود (وهما منظمتان تدعمهما باكستان) وكيف يجرون الاتصالات. لكن هذا تحد مختلف. أما الشباب الذي يتحولون للتشدد في بيوتهم على الانترنت وفي غرف الدردشة وعن طريق الفايسبوك فليس من السهل متابعتهم".

 (رويترز)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...