تظاهرة «مسرح الغرفة»: تتراوح بين ضيق المكان وضيق الحياة
ضمن برنامجها لدعم الثقافة السورية الشابة، تستمرُّ مجلة «شبابلك» في إقامة تظاهرة «مسرح الغرفة» الأولى، في منزل التوأم ملص الكائن في العدوي- جانب وزارة النفط، والتي بدأت في 13 الشهر الجاري وتستمرُّ حتى 23 منه، وذلك في الساعة الثامنة مساءً، بمشاركة 12 شاباً وشابة من الهواة وخرّيجي معاهد التمثيل الخاصة وطلاب المعهد العالي للفنون المسرحية. تشتمل التظاهرة على 6 عروض، مدة كلٍّ منها 10 دقائق، لتنتج ساعة كاملة من الشغل المسرحي الخاص الذي يتراوح بين ضيق المكان وضيق الحياة.
بين مساحة صغيرة وطموح بلا حدود، بين الخشبة التي لا تتجاوز أبعادها مترين وجدران الغرفة التي تشرف على حياة باتت محدودة المساحة والخيارات بدورها؛ بين هذا وذاك، أُنجزت ستة عروض مسرحية، لتكون بمثابة فرصة لـ 12 شاباً للتعبير عن واقعهم وهمومهم من خلالها. ستة عروض بسيطة بخمسة شروط، هي أقرب إلى المزحة منها إلى الشرط.
¶ شروط العرض:
1 – مدة كلِّ عرض 10 دقائق فقط.
2 – يُسمَع في كلِّ عرض صوت قرع باب وضحكة عالية جداً.
3 – في كلِّ عرض هناك صفعة تتلقَّاها إحدى الشخصيتين.
4 – يرد في حوار كلِّ عرض اسم «جورج وسوف».
5 – جميع الشخصيات تقول في عروضها كلمة «مسرح».
ومن هذه الشروط لم يُترك مجالٌ للاستفهام من قبل أيِّ مشاهد؛ على العكس، وضع القائمون على العروض شروطهم لتنسجم مع الطابع الكوميدي الموجود وبقوة في كلِّ العروض، ومنه للانتقال إلى خوض تجربة مسرحية تحاكي الواقع.
¶ «الغرفة» كفضاء مسرحي بديل..
شهدت الساحة المسرحية السورية الكثير من العروض التي تشكِّل فيها الغرفة مكاناً تجري فيه الأحداث، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: «أوضة سورية»، «المهاجران»، «مونودراما»، «حلم ليلة عيد»،... وتشير الدراسات المسرحية منذ عرض «الغرفة» لمؤلِّفه «هارولد بنتر» 1957، إلى أنَّ هذا المكان المسرحي يجعل قاطنه أكثر قدرة على البوح بأسراره، والإعلان عما يشبه فضائح تستفيد من سينوغرافيا الغرفة لتصارح المتفرجين بحوارات متميِّزة بخصوصيتها.. أدوات بسيطة، وإضاءة تعتمد على «لمبة» واحدة، وموسيقا من أجهزة الموبايل.. هي عناصر تظاهرة «مسرح الغرفة» الأولى.
¶ «مسرح الغرفة.. شيء يشبهنا» التوأم ملص..
باعتبار أنَّ «الغرفة» هي أحد الفضاءات البديلة التي تشكّل ببنيتها وحيّزها وإيحاءاتها غير المباشرة إغراءً لاقتراح نَفَس ثقافي حيوي ومختلف، يصف التوأم ملص التظاهرة بأنها «تجربة جريئة يسمّيها البعض مجنونة. يقبل بها البعض ويرفضها آخرون. في النهاية، شكراً للبعض الذي قبلنا وللبعض الذي رفضنا». ومن هنا، لا بدَّ من تشجيع الشباب الطموح الذي يضع المسرح هدفاً من أهدافه الفنية، والذي يقدِّم التجريب واضعاً له أسساً يسعى من خلالها إلى التطوير.. ففي هذه الغرفة نفسها، أقيم عرض «ميلودراما» للتوأم ملص- وهو العرض الذي قُدّم أكثر من 100 مرة في عدّة أماكن ومسارح ومحافظات، ورُشّح للدخول في موسوعة غينيس كأصغر خشبة مسرح في العالم- واليوم تجد في تظاهرة «مسرح الغرفة» ملجأ متجدِّد لمشروع جديد.. ومنه يؤكِّد رئيس تحرير مجلة «شبابلك»، إياد شربجي، أنّ «هذه التظاهرة مشروع جديد تضمّه «شبابلك» إلى أجندة مشاريعها الثقافية الهادفة إلى دعم الحراك الثقافي الشبابي السوري، فهي مساحة جديدة للتعبير وفرصة أخرى للبوح. نتوقَّع أن تحظى هذه التجربة الفريدة بزخم مستمرٍّ عاماً بعد عام».
العروض المشاركة..
¶ «أخي ممثل»
تمثيل: وسيم قشلان بدور وسيم قشلان- سامي قشلان بدور سامي قشلان.
نص وإخراج: وسيم قشلان.
¶ «في انتظار غودو»
تمثيل وإخراج: علاء ديار بكرلي بدور غودو- محمد إيتوني بدور صموئيل بيكيت.
نص: التوأم ملص.
¶»موقف الأزبكية من الأزمة المسرحية»
تمثيل: حسام جليلاتي بدور شكسبير- وئام اسماعيل بدور نمر أبو الوفا.
نص: سعيد محمود.
إخراج: حسام جليلاتي ووئام اسماعيل.
¶ «لو»
تمثيل وإخراج: نور أحمد بدور صبا- كرم شعراني بدور سعد. نص: وائل قدور.
¶ «أنا وحالي لحالي»
تمثيل: أحمد ملص بدور أنا- محمد ملص بدور حالي.
نص وإخراج: التوأم ملص.
¶ «ألو عطيل ألو ديدمونة»
تمثيل: ريمي عزقول بدور ديدمونة- طارق المسكي بدور عطيل.
نص وإخراج: رضوان شبلي
المصدر: بلدنا
إضافة تعليق جديد