السودان يسعى إلى «تليين» مشروع قرار أميركي يهدد بعقوبات إذا لم يتوقف القتال

01-05-2012

السودان يسعى إلى «تليين» مشروع قرار أميركي يهدد بعقوبات إذا لم يتوقف القتال

بدأ السودان حملة ديبلوماسية لإقناع بعض أعضاء مجلس الأمن الدولي برفض مشروع قرار أميركي يلوّح بعقوبات على الخرطوم وجوبا في حال لم يلتزما بإنهاء المواجهات وتسوية القضايا العالقة بينهما. وتأمل القيادة السودانية بالحصول على ضمانات بـ «تحسين المشروع الأميركي» في حال لم تفلح في إقناع أصدقائها برفضه.

وأجرى وزير الخارجية السوداني علي كرتي محادثات في موسكو أمس مع نظيره الروسي سيرغي لافروف وصفتها الخرطوم بأنها كانت مثمرة وإيجابية. ولم يستبعد لافروف في تصريحات وزعتها السفارة الروسية في الخرطوم أن يفرض مجلس الأمن عقوبات على السودان وجنوب السودان إذا استمرت المعارك بينهما. وتابع: «إذا لم يوقف الطرفان الأعمال الحربية فإن مجلس الأمن يمكن أن ينظر في إجراءات إضافية»، مشيراً إلى أن الأمر لا يتعلق بقرار تلقائي وإنما فقط نيات هي رهن بالطريقة التي يطبق فيها القرار. وأكد أن الشروط اللازمة لتخفيف التوتر وتسوية النزاع بين السودان وجنوب السودان بالطرق السلمية متوافرة، مشدداً على ضرورة أن يكون قرار مجلس الأمن في شأن الأوضاع بين الخرطوم وجوبا متوازناً وعادلاً. وأضاف لافروف: «لن يتضمن قرار مجلس الأمن الذي يُناقش حالياً، أي إشارة إلى فرض عقوبات أو تهديد بفرضها بل سيعكس الواقع الحالي للأوضاع». وزاد: «يستمر العمل في صياغة القرار، حيث يجري إدخال تعديلات عليه يومياً، ليعكس واقع الأحداث بصورة موضوعية».

أما كرتي فقال إن حكومته تنشر قوات على حدودها مع جنوب السودان لأغراض الحماية المشروعة، موضحاً انهم داخل حدود السودان وليس خارجها. ورأى أن من حق الخرطوم نشر قواتها في أي مكان، ولكنها لا تستعد للحرب.

إلى ذلك، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من تصاعد عدد النازحين الذين يفرون من المواجهات بين القوات الحكومية والمتمردين الشماليين في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب خلال الأسابيع الأخيرة. وقال المكتب إن القادمين الجدد إلى المخيمات يعانون نقصاً في الغذاء ويواجهون صعوبات مع بدء هطول الأمطار ودخول موسم الخريف كما يمنعهم القتال من زراعة الأرض.

ولفتت المنظمة الدولية إلى خطر الألغام والذخائر غير المنفجرة في ولاية جنوب كردفان، وتحدثت عن مقتل ثلاثة أطفال في كادقلي عاصمة جنوب كردفان بانفجار لغم عثروا عليه.

وقال الناطق باسم «الحركة الشعبية - الشمال» أرنو تقوتلو في بيان إن سلاح الجو السوداني أغار بطائرة روسية من طراز انتونوف على قرية كنجار في محافظة أم دورين ما أدى إلى مقتل ثلاثة بينهم الطفلان فارون انتونى (18 شهراً) وكاكي انتوني (4 سنوات) وإصابة اثنين آخرين جميعهم من أسرة واحدة وتدمير منزل الأسرة.

وكان الجيش السوداني نفى قصف قرى في جنوب كردفان وقال ناطق عسكري إن قواته صدت هجوماً للمتمردين على منطقة تلودي على بعد خمسين كلم جنوب شرقي أم درين التي طالها القصف.

من جهة أخرى طرح حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة حسن الترابي مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا تستند إلى وقف الحرب وجلوسهما إلى طاولة التفاوض وتنفيذ اتفاق الحريات الأربع (التنقل- التملك - العمل - الإقامة) وإيقاف دعم الحكومتين للمتمردين في كل من البلدين، إلى جانب إعادة ضخ النفط عبر الشمال وإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية.

على صعيد آخر، قال وزير الإعلام السوداني عبدالله علي مسار إنه تقدم باستقالته من منصبه احتجاجاً على قرار الرئيس عمر البشير إعادة مدير وكالة السودان للأنباء الرسمية عوض جادين إلى العمل ملغياً قراراً كان أصدره مسار في وقت سابق بوقف المدير عن العمل والتحقيق معه في تجاوزات مالية وإدارية.

وأدى قرار الوزير حيال مدير الوكالة الرسمية إلى تفجّر صراعات قوية بينه وبين وزيرة الدولة للإعلام سناء حمد المشرفة المباشرة على نشاط الوكالة والتي عارضت قرار مسار بقوة وقررت إعادة جادين إلى العمل. وأثار الأمر حنق الوزير الذي قطع رحلة خارجية وعاد إلى الخرطوم بعد علمه بأن وزيرة الدولة أبقت عوض جادين في منصبه وعاد ليوقفه مجدداً ويسحب ملف وكالة السودان للأنباء من الوزيرة برغم إشرافها المباشر عليه. وتصاعدت الأزمة بين مسار ووزيرة الدولة التي طلبت من الوزير رسمياً إعفاءها من مهمات أخرى أوكلت إليها ووافق مسار على طلبها.

النور أحمد النور

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...