السلاح السري الذي يمنع الحرب وشروط حلف المقاومة للتفاوض مع أميركا

31-08-2019

السلاح السري الذي يمنع الحرب وشروط حلف المقاومة للتفاوض مع أميركا

لا حرب في الأفق بحسابات المنطق والميدان ولن يتمكّنوا من إخضاعنا للتفاوض لأنّ الظروف لم تنضج بعد.

 وإليكم الدلائل والقرائن:

1 ـ كان الهدف الأميركي الدائم، ولا يزال، في الشرق الأوسط هو حماية أمن إسرائيل ونهب خيرات الوطن العربي. وقد استخدمت الولايات المتحدة الكثير من الأدوات، التي كان ولا يزال أهمّها هي الدول الرجعية العربية، في تحقيق هذه الأهداف التي فشلت في تحقيقها حتى الآن.

2 ـ وما يجري حالياً من تحركات صهيوأميركية، في المنطقة والعالم، على شكل نشاط ديبلوماسي أميركي، لتسويق ما يسمّونه صفقة القرن، أو من جهد صهيوإسرائيلي محموم، لتطبيع علاقات إسرائيل مع محور أذناب الولايات المتحدة الرجعي العربي، ليس إلا شكلاً جديداً من أشكال الأدوات، التي تستخدمها الامبريالية الأميركية خصوصاً والغربية عموماً، لتكريس هيمنتها على العالم.

3 ـ وبما انّ تكريس هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي، في الشرق الأوسط والعالم، يتطلب مواجهة الدول وحركات المقاومة، المعارضة لهذه السياسات، وهو ما يعني ضرب هذه القوى المعارضة عسكرياً وإخراجها من المشهد الإقليمي والدولي.

4 ـ أما في ما يتعلق بـ الشرق الأوسط فإنّ ذلك لا يمكن ان يتمّ إلا بالقضاء على المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية واليمنية، وعلى من يقدّم الدعم لهذه القوى، ألا وهو إيران وسورية، كي يمكن تصفية القضية الفلسطينية واستكمال تطبيع علاقات إسرائيل مع مشيخات النفط في الجزيرة العربية، تمهيداً لإقامة إسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل، ما يعني توسيع سيطرة هذه القاعدة العسكرية الأميركية المتقدّمة والمقامة على أرض فلسطين لتقوم هي بدور حماية مصالح الدول الاستعماريه في الشرق الأوسط .

5 ـ وبالنظر الى الفشل الذي لحق بمحاولات الولايات المتحده و إسرائيل العسكرية، الهادفة الى تدمير الدولة السورية، وفشلها في إلحاق الهزيمة بالمقاومة اللبنانية عام 2006 وبالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة 2008 ـ 2009 و 2012 ـ 2014، فإنّ الدوائر الصهيونية المتحالفة مع الإنجيليين المسيحيين المتطرفين في الولايات المتحدة، وبعد سيطرتها على مفاصل القرار في البيت الأبيض في عهد الرئيس ترامب، قد بدأت بالتحريض والتحشيد، السياسي والعسكري، الواسع النطاق ضدّ إيران.

6 ـ ذلك التحشيد الذي وصل قمّته بداية شهر أيار الفائت وتجلى في إرسال الولايات المتحدة مجموعة قتالية بحرية عملاقة الى المياه الدولية المحيطة بإيران، بالتزامن مع فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية والمالية الأميركية ضدّ طهران، في محاولة إما لإرغام الدولة الإيرانية على الخضوع للشروط الأميركية او تفجير الوضع الإيراني من الداخل، عبر الضغط الاقتصادي، بهدف إسقاط نظام الدولة الاسلامية في إيران واعادة إخضاعها لهيمنة واشنطن مثلما كان عليه الحال إبان حكم الشاه.

7 ـ وقد كان من المفترض، حسب الخطه الإسرائيلية الأميركية، أن يكون ذلك مقدمة لإعلان صفقة القرن التي هندسها نتن ياهو وصهر ترامب الصهيوني جاريد كوشنر، بحيث يبدأ تنفيذ الخطوات العملية ابتداء من لقاء البحرين التآمري، الذي انعقد في 25 ـ 26 حزيران الماضي.

8 ـ لكن الصمود العظيم وصلابة الإرادة والحزم والحكمة، المنقطعة النظير، التي أبدتها القيادة الإيرانية في إدارة المعركة مع الولايات المتحدة، خلال هذه المواجهة، التي لامست حدود الحرب، قد أفشلت المخطط الأميركي الإسرائيلي، وأجبرت الولايات المتحدة على التراجع عن التهديد بالحرب وحشد الأساطيل البحرية والجوية والاستدارة نحو التفاوض السياسي والحلول الديبلوماسية، وذلك دون ان تضطر القوات المسلحة الإيرانيه لإطلاق رصاصة واحدة.


9 ـ فكيف استطاعت طهران إحداث هذا التحوّل الاستراتيجي الجذري على موازين القوى في مسرح العمليات في منطقة الخليج وبحر العرب وكل المناطق المحيطه بإيران إذن!؟


10 ـ انها بالتأكيد ليست رسالة الأربعمائة جنرال احتياط في الجيش الأميركي، على الرغم من أهميتها، ولا النصائح الصادرة عن جنرالات الدولة العميقة في واشنطن، والتي طالبت جميعها الرئيس الأميركي بعدم الدخول في حرب ضدّ إيران، لما في ذلك من نتائج مدمّرة على مختلف الصعد العسكرية والبشرية والاقتصادية/ المالية، إضافة الى تداعياتها الجيوسياسية.


11 ـ إذاً ما هو السلاح السري الذي استخدمته إيران لِلَجْمْ الوحش الأميركي وخلع أنيابه وإخراجه من الميدان، رغم إمكانياته العسكرية الهائلة، والتي من ضمنها حشوده البحرية والجوية في محيط إيران؟


انه سلاح AD وسلاح A2. أيّ سلاح سياسة Area denial أو المنطقة المحظورة. و A2الذي يعني: ممنوع الدخول Anti Access أيّ منطقة يُمنع دخولها.


وبكلمات أكثر بساطة وأسهل فهماً فانّ هذا السلاح يعتمد على مجموعة منظومات حرب إلكترونية، لا تعمل على التشويش الالكتروني فحسب وإنما على التدمير الالكتروني الكامل لأهداف العدو، وهي لها أسماء مختلفة، في الدول الصناعية المتقدمة، والتي من بينها إيران، الدولة الأكثر تقدّماً في العالم في مجال مكافحة الهجمات الالكترونية تقييم أميركي وليس دعاية سياسية .


وترتكز هذه المنظومات، المختلفة التسميات بين دولة وأخرى، على تقنية الكهرومغناطيسيات Electro Magnetic Technology وتقنية مغناطيسية الجاذبية Magnetical – Gravitional ، أيّ نظرية المغنطة والتي تعني تصادم الأقطاب ودفعها بالاتجاه المعاكس لبعضها البعض. او انها ترتكز الى نظرية الجاذبية والتي تعني تلاقي الأقطاب المتصاعد لبعضها البعض.


ومن أكبر الأدلة، على فاعلية هذه المنظومات هي:


ـ الحادثة الأولى، التي أسفرت عن سيطرة الحرس الثوري الإيراني على طائرة الاستطلاع الأميركية، الأحدث والأكثر تعقيداً وتقدّماً تقنياً في تلك الفترة، وهي من طراز RQ-170، وإنزالها سالمة الى الأرض في داخل إيران وذلك بتاريخ 5/12/2005، أيّ قبل ثماني سنوات من الآن.


ـ اما الحادثة الثانية، التي تمّ تنفيذها بتكنولوجيا شبيهة، فهي حادثة قيام قاذفة القنابل الروسية، غير المسلحة بالصواريخ خلال تلك المهمة، بتوجيه أسلحتها الالكترونيه الى البارجة الأميركية DONALD – Cook بتاريخ 12/4/2014 في البحر الأسود، وذلك خلال قيام هذه البارجة بتحركات استفزازية تجاه البحرية الروسية. وقد ادّى قصف هذه البارجة الأميركية، بالاسلحة الالكترونية، الى إصابة أجهزة الإنذار المبكر وأجهزة تنسيق النيران الموجودة على البارجة الأميركية، وهي مدمجة في نظام أميركي يسمّى: نظام آيجِسْ Aegis ، حيث أدّى ذلك القصف الى تدمير تلك الانظمة بالكامل واخراجها من الخدمة ما ادّى الى طلب بحارة تلك البارجة، البالغ عددهم 27 بحاراً، إعفاءهم من الخدمة فوراً، بسبب ما أصابهم من ذهول وهلوسة بعد تحوّل بارجتهم الى كتلة من الحديد العائم.


ـ أما الحادثة الثالثه فهي تلك التي حصلت في أجواء ولاية ألاسكا الأميركية، عندما قام تشكيل جوي من قاذفات القنابل الروسية، بالتحرّش الالكتروني بالدفاعات الجويه الأميركية، عن بعد طبعاً، المكلفة مهمة الدفاع عن مقرّ قيادة الدفاع الجوفضائي الأميركي المسمّاة: نوراد NORAD وهي مختصر كلمات : North American Aerospace Command وقد نصّت أوامر الطيارين الروس على منع أيّ طائرة أميركية من الإقلاع، في حالة محاولة سلاح الجو الأميركي إرسال مقاتلاته لاعتراض القاذفات الروسية. وهذا ما حصل بالضبط. اذ قامت القاذفات الروسية بإطلاق أسلحتها باتجاه الأهداف مما ادّى الى عدم تمكّن اية مقاتله أميركية من التحرك من مهجعها. وأثر ذلك وبتاريخ 20/4/2017، أعلنت وزارة الدفاع الروسية انها ليست المرة الأولى التي يتمّ فيها معاقبة الأميركيين بهذه الطريقة…!


إذن فإنّ السلاح السري الإيراني، الذي يقول الخبراء العسكريون الأميركيون إنه شبيه بالأسلحة الروسية، هو الذي جعل ترامب يعود الى رشده ويتراجع عن كلّ عنترياته، ضارباً عرض الحائط كلّ ما يعرضه عليه أعضاء الفريق ب B لتشجيعه على محاربة إيران، وذلك لأنّ:


1 ـ أركان الدولة العميقة، الذين يملكون المعلومات والتقديرات الدقيقة نسبياً حول إمكانيات إيران القتالية، قد أبلغوا الرئيس ترامب بأنّ أيّ تحرش، وحتى دون أو قبل حصول عدوان، أيّ تحرش بإيران سيجعلها تستخدم كافة قدراتها في مجال الحرب الالكترونية لضرب الأساطيل البحرية والجوية الأميركية في كلّ دول الخليج وبحر عُمان وغرب المحيط الهندي، ما يجعلها خارج الخدمة تماماً، حيث سيتمّ تعطيل كافة منظومات الاتصالات والقيادة والسيطرة، إضافة الى حرق… نعم حرق… كافة أجهزة الرادار والملاحة البحرية والجوية، الموجودة على متن جميع هذه الوسائل القتالية الأميركية. وهو ما سيحوّلها الى كتل ضخمة من الحديد غير صالحة


لا للاستعمال ولا للإصلاح.


2 ـ انّ أيّ ردّ عسكري أميركي، مهما كان حجمه، لن يكون له أيّ تأثير على إيران كون المنشآت الإيرانية الاستراتيجية، العسكرية منها والمدنية، محمية بقبب كهرومغناطيسية عملاقة، يمكن للمهندسين العسكريين توسيع قطرها حسب حاجة الميدان، والتي تجعل الأهداف او المنشآت والمعدات، العسكرية او المدنية، الموجودة تحتها غير مرئية وذلك لعدم وجود أية أجهزة في العالم قادرة على اختراق هذه القبب وتحديد ما هو موجود تحتها.


وهذا يعني انّ الدخول في حرب عسكرية ضدّ إيران سيفضي الى خسائر أميركية هائلة مع انتفاء مقدرة الولايات المتحدة على الحاق أي أذى بإيران.


هذه هي الأسباب الحقيقية لسحب حاملة الطائرات الأكبر في العالم، ابراهام لينكولن، ومجموعتها القتالية، الى جانب كافة القطع البحرية الأكبر التابعة للأسطول الخامس الأميركي، ومقرّه البحرين، الى مسافة تزيد عن 700 كيلو متر جنوب شرق إيران.


وهذا ما جعل ترامب يجنح للسلم ويبحث عن وسطاء يقنعون إيران بالتفاوض للخروج من الأزمة بأقلّ الخسائر وحفظاً لماء الوجه.


ولكن القيادة الإيرانية العليا، التي تمسك بكلّ أوراق القوة المذكورة أعلاه من جهة، وتعرف مكامن ضعف العدو تماماً من جهة أخرى، لا يمكن ان تسمح بالدخول في مسار مفاوضات مع الإدارة الأميركية كيف ما تأتّى وانما ستنتظر اللحظة التاريخية المناسبة لإخضاع الإدارة الأميركيه لشروط إيران وحلف المقاومة في التفاوض والمتمثلة في ما يلي:


أ ـ جدولة انسحاب كافة القوات الجوية والبحرية والبرية الأميركية والأوروبية من كافة بلدان الخليج، ومنها السعوديه طبعاً، والعراق وسورية. بالإضافة إلى القوات البحرية والجوية الأميركية المنتشرة في غرب المحيط الهندي وبحر العرب وخليج عدن والقرن الأفريقي والبحر الأحمر والبحر المتوسط أيضاً.


ب ـ تقديم ضمانات دولية للقيادة والحكومة الإيرانية، بحقوقها الكاملة في مجالات التطور العلمي والصناعي، بغضّ النظر عن طبيعة هذا التطور الذي لن يشكل تهديداً لأحد.


ج ـ البدء في البحث عن أساليب لتفكيك الانظمة المتعفنة في الخليج تمهيداً لإقامة نظام أمن جماعي لكلّ دول المنطقة، دون أيّ تدخل خارجي، يضمن استقلال هذه الدول وسيادتها على أراضيها وضمان تطورها السياسي والاقتصادي.


د ـ تفكيك القاعدة العسكرية الأميركية المقامة على ارض فلسطين، والمسمّاة إسرائيل ، وذلك تفادياً لوقوع المزيد من الحروب والنزاعات العسكرية في المنطقة، خاصة أنّ البديل لعملية التفكيك السلمي لهذه القاعدة سيكون تنفيذ ذلك من خلال إنجاز المرحلة النهائية من هجوم حلف المقاومة الاستراتيجي. أيّ تحرير فلسطين بالقوة العسكرية.

 

 

محمد صادق الحسيني-البناء

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...