«طالبان» تعلّق اتفاق السلام مع باكستان

28-04-2009

«طالبان» تعلّق اتفاق السلام مع باكستان

أعلنت حركة «طالبان» الباكستانية، أمس، تعليق اتفاق سلام مبرم مع حكومة إسلام أباد منذ أسبوعين، بعد احتدام الاشتباكات بين الطرفين في معقل الحركة في شمالي غربي البلاد، فيما زار رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أفغانستان وباكستان، معلناً «فصلاً جديداً» في استراتيجيته لدعم مكافحة «بوتقة الإرهاب الدولي» المتمركزة بين البلدين، على حد وصفه.
تزامن ذلك مع لقاء ثلاثي عقده في كابول وزراء الخارجية الأفغاني رانجين سبانتا والباكستاني مخدوم قرشي والإيراني منوشهر متكي، لمناقشة الشؤون الأمنية المشتركة. واتفق الوزراء الثلاثة على عقد اجتماع شهري «من أجل تعزيز العلاقة والتعاون»، على أن يعقد دورياً في العواصم الثلاث، بدءاً بأيار المقبل. وقال متكي إن «ما يمكن لإيران وأميركا أن تفعلاه معاً بالنسبة لأفغانستان يتوقف على أن نعلم ما سيكون السيناريو الأخير مع الولايات المتحدة»، من دون تفاصيل إضافية.
وقد ردّت «طالبان»، أمس، على الحملة التي تشنها الحكومة على معقلها في شمالي غربي البلاد، بإعلان سحب اتفاقية سلام أبرمتها مع الحكومة قبل أسبوعين، لقاء تطبيق الشريعة الإسلامية رسمياً في إقليم مالاكاند. وقال متحدث باسم الزعيم الديني الواسع النفوذ الملا صوفي محمد، الذي توسط لإبرام اتفاق السلام، في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»، إن الحركة قررت أنه «لن تكون هناك مفاوضات سلام حتى تتوقف العملية التي تنفذها الحكومة في دير السفلى».
في هذا الوقت، أعلنت القوات التابعة للجيش الباكستاني مقتل 20 طالبانياً في المنطقة، مؤكدة أن نفوذ الحركة انحسر إلى ما نسبته 15 في المئة من أراضي بونير، التي احتلتها «طالبان» ليومين في الأسبوع الماضي. وتوجّه وفد علماء دين باكستانيين، بينهم مفتي عام الدولة، إلى المعقل الطالباني المحاصر في منطقة وادي سوات، للتفاوض مع الملا صوفي.
في هذه الأثناء، زار براون أفغانستان وباكستان، والتقى كبار الرؤساء والمسؤولين في البلدين، وتعهّد خلال اجتماعه بنظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني، بزيادة مساعدات بلاده لإسلام أباد إلى 970 مليون دولار، خلال الأعوام الأربعة المقبلة، مقابل 745 مليوناً لأفغانستان. وأشاد براون بالإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة الباكستانية ضد «طالبان»، متحدثاً عن بدء «فصل جديد» و»حوار استراتيجي» في العلاقات بين بلاده وباكستان. أضاف «أنا ورئيس الوزراء جيلاني سنغيّر هذا الاتجاه (النفوذ الطالباني) وسنهاجمهم».
وكان براون قال أمام قوات بريطانية ودولية في إقليم هلمند في جنوب أفغانستان، إن «هذه المنطقة والحدود بين أفغانستان وباكستان هما بوتقة الإرهاب العالمي»، منذراً بأنه «إذا لم نتحرك ولم نقاتل طالبان والقاعدة في أفغانستان وباكستان، فسيكون الناس في بريطانيا ودول أخرى ممثلة (بقوات) هنا، أقل أمناً».
على الجانب الأفغاني، ألغت كابول أكبر عروضها العسكرية الذي كان مقررا اليوم، لأسباب أمنية. تزامن ذلك مع «هجوم نادر» عالي التسليح نفذه العشرات من حركة «طالبان» الأفغانية على مقر حكومي في إقليم بغلان الشمالي، وأسفر عن مقتل ضابط شرطة وخطف أربعة ضباط وستة شرطيين وإحراق المقرّ.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...