«داعش» يضغط بانتحارييه لقلب المعادلة: اختراق خناصر يلهب جبهة حلب

24-02-2016

«داعش» يضغط بانتحارييه لقلب المعادلة: اختراق خناصر يلهب جبهة حلب

لم تكد قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازرها تستوعب الهجوم المزدوج العنيف، الذي شنه مسلحو «جند الأقصى» و«القوقاز» و«التركستان» وتنظيم «داعش» على طريق حلب ـ خناصر، الذي يمثل شريان الحياة الوحيد نحو مدينة حلب، حتى كثف «داعش» هجماته على المنطقة، عن طريق أكثر من 5 مفخخات وعشرات الانتحاريين، الأمر الذي انتهى بالسيطرة على بلدة خناصر الإستراتيجية التي تمثل عقدة الوصل بين حلب وحماه.
وأوضح مصدر ميداني،  أن مسلحي «داعش» شنوا هجوماً عنيفاً على بلدة خناصر، بدأ بتفجير ثلاث مفخخات تبعها اقتحام عدد كبير من «الانغماسيين» البلدة، الأمر الذي ضرب دفاعات قوات الجيش السوري والفصائل التي تؤازره، وأجبرهم على الانسحاب من البلدة لإفساح المجال لسلاح الجو الذي شن غارات مكثفة على البلدة ومحيطها، بالإضافة إلى استهداف مسلحي التنظيم بنحو 6 صواريخ ثقيلة.
وبحسب المصدر فقد انقطعت الاتصالات بعدة مجموعات كانت موجودة في البلدة، فيما ذكر مصدر «جهادي» أن عملية الاقتحام أدت إلى مقتل نحو 90 جندياً، بالإضافة إلى أسر عدد من الجنود، لم يتم تحديده بدقة، بينهم خبراء روس، الأمر الذي لم يؤكده أو ينفيه مصدر حكومي اكتفى بالتأكيد أن الجيش عازم على استعادة المنطقة خلال الساعات المقبلة بعد إرسال تعزيزات كبيرة.
وعلمنا أن قيادة الجيش السوري كلفت العقيد سهيل الحسن، الملقب بالنمر، بقيادة عمليات إعادة فتح الطريق، حيث توجهت قوات الضابط السوري، الذي تمكن خلال الشهرين الماضيين من تحقيق انتصارات كبيرة في ريف حلب الشرقي والخبير بالتعامل مع مسلحي التنظيم، إلى خناصر، آتية من مدينة السفيرة التي تمثل مركز انطلاق عمليات ريف حلب الشرقي.
بدوره، أكد مصدر «جهادي»، أن تنظيم «داعش» استقدم تعزيزات كبيرة وأرسل عشرات الانتحاريين إلى طريق حلب ـ خناصر، بهدف خلق بلبلة تقلب معادلة الجيش السوري من «نقطة ضعفه على طريق خناصر». وبحسب المصدر، فإن عمليات التنظيم تهدف أولاً إلى كسر عملياته في ريف حلب الشرقي، كما تهدف إلى تحقيق انتصار من شأنه أن يشكل حافزاً كبيرا للمسلحين الذين يقاتلهم الجيش السوري والأكراد في ريف حلب الشمالي للانضمام إليه، وسط ضعف الدعم التركي لهذه الفصائل واستمرار تراجعها.
وفي هذا السياق، قال مصدر معارض،  إن عشرات المسلحين انتقلوا إلى مناطق نفوذ التنظيم في ريف حلب الشمالي بصحبة عائلاتهم، بعدما بث تسجيلاً صوتياً يرحب من خلاله بهم وبعائلاتهم، موضحاً أن «داعش» يحاول أن يستفيد من عمليات الجيش السوري في ريف حلب الشمالي لضم مقاتلين جدد إليه، كما يحاول كسر عمليات الجيش عن طريق الهجوم على خناصر، ما يعني قطع طريق الإمداد الوحيدة نحو مدينة حلب، وإدخال المدينة في نفق الحصار المظلم.
بدوره، أكد مصدر عسكري سوري أن قوات الجيش السوري تعمل على استعادة الطريق بأسرع وقت ممكن، مستفيدة من العامل الجغرافي الذي يصب في مصلحتها، حيث تسهل مناطق الاشتباك المفتوحة عمليات المقاتلات التي تقوم بتمشيط المنطقة بكثافة تمهيدا لتقدم مشاة الجيش، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن ما يجري يشبه «لعبة كسر العظام، حيث يحاول التنظيم قلب الطاولة ضمن عملية انتحارية، فيما يحاول الجيش إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح».
وفي هذا الصدد، يوضح المصدر العسكري أن «داعش» استفاد من الهجوم المزدوج مع الفصائل «الجهادية» الأخرى، حيث تم تفخيخ طرق إمداد الجيش السوري، ما أعاق وصول التعزيزات، ليتفرغ مسلحوه إلى الهجوم العنيف الذي جند له عشرات الانتحاريين.
وعلى الرغم من حجم الخسائر التي لحقت بصفوف قوات الجيش السوري نتيجة الهجوم، يرى المصدر العسكري أن هذه المعركة مصيرية لا يمكن التغاضي عنها، حيث لا بد من استعادة الطريق وتأمينه بأسرع وقت ممكن، وهو ما يفسر حجم القوة النارية التي يستعملها الجيش السوري، وحجم الحشد الكبير لتنظيم «داعش» على هذا المحور، الذي يعني قطعه خنق مدينة حلب وقلب الحصار الذي يفرضه الجيش على المسلحين داخلها إلى حصار مفروض على قوات الجيش السوري.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...