التطوّر يتحدى الجينات فـ«تنفلق»

20-01-2011

التطوّر يتحدى الجينات فـ«تنفلق»

يتحدى التطوّر الجينات وقدرتها على الاستجابة له. لكنها لا تستسلم بسهولة، بل تنشط وتجتهد وترفع من مستوى أدائها لمواجهة التحدي. ويصل الأمر إلى حدّ ان الجين الواحد، الذي يفترض أنه متخصص في أداء وظيفة واحدة محدّدة، يصبح قادراً على القيام بوظيفتين متناقضتين! إلى هذه النقطة، تبدو المسألة وكأنها نشاط وهمّة. ولكن، للحماسة المفرطة نتائجها غير المتـوقعة أيضاً. إذ تصل الى التكاثر أيضاً.

ويعطي كل جين متحمس، جينين إثنين، فكأنه «يفلق» نفسه من شدّة الحماسة. وعندما ينفلق جين «متحمّس»، يعطي جينين كل منهما يؤدي مهمة مناقضة لـ «أخيه». ولا تصف هذه الكلمات قصة خرافية، بل انها خلاصة لدراسة نهض بها فريق علمي من جامعة إليونز الأميركية، قادته البروفسورة كريستينا شنغ، واستمرت 5 سنوات. وتركّزت على درس أنماط التطور عند نوع من الأسماك يعيش في القطب الجنوبي. وبصورة أدق، تناول عمل شنغ الجين المسؤول عن إفراز بروتينات تساعد الأسماك على مقاومة التجمّد، وتالياً تعطيه القدرة على العيش في تلك المياه الشديدة البرودة بصورة دائمة.

وسابقاً، لم يعرف العلماء من أين تأتي هذه الجينات، ولا طريقة ظهورها في هذه الأسماك. وكثيراً ما ترددت هذه الاسئلة في ذهن البروفسورة شنغ التي تدرس منذ ثلاثة عقود، آليات التطوّر عند الأسماك التي تعيش في المياه الشديدة البرودة قرب القطبين المتجمدين للأرض.

وبيّنت هذه الدراسة ان الجينات التي تصنع البروتينات المقاوِمة للتجمّد في السمك القطبي، تأتي من جينات مهمتها الأساسية صنع بروتينات متصلة بغذاء هذه الأسماك. ومع التحدي الذي تفرضه البيئة، يتحوّر قسم من الجين، ليأخذ وظيفة مقاومة التجمّد، ثم ينفصل مستقلاً بنفسه وهويته ووظيفته. ويثبت هذا الأمر إحدى المقولات الرئيسة في النظريات عن تطوّر الكائنات الحيّة. ونشرت نتائح هذه الدراسة في مجلة «بروسيدنغز أوف ناشيونال أكاديمي أوف ساينس» Proceedings of National Academy of Sceince.

للمزيد من المعلومات، يمكن الرجوع الى موقع جامعة إليونز الإلكتروني «يو أي يو سي. إديو» uiuc.edu

أحمد مغربي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...