الانتخابات المصرية وحقيقة الإخوان
"الإخوان سيف يختبئ وراء المصحف.. يأتون فلا يأتي غيرهم بعدهم" هذه هي مستهل رسالة إليكترونية وصلت إلى برنامج أجندة مفتوحة الذي يذاع على الهواء مباشرة كل ثلاثاء في الثالثة وخمس دقائق مساء بتوقيت غرينيتش من تقديم زين العابدين توفيق...ناقش البرنامج في هذه الحلقة حقيقة الإخوان المسلمين كبرى الحركات المعارضة في مصر... تسميها وسائل الإعلام الرسمية لا سيما الأهرام بالمحظورة رغم أنها تسيطر على عشرين بالمئة من مقاعد البرلمان ولها ظهور واضح بطول البلاد وعرضها..
توجس وشك
لكن ماذا يعرف المواطن المصري العادي عن الإخوان. قبل بدء النقاش تجولت كاميرا البي بي سي ورصدت آراء الناس في الإخوان.. كان هناك سؤالان : الأول هو هل تؤيد وصول الإخوان للحكم.. وجاءت الآراء كما هو متوقع منقسمة بين مؤيد ومعارض.. لكن السؤال الثاني كان مختلفا: ما هو أول قرار تتوقع أن يتخذه الإخوان لو وصلوا للحكم؟ وجاءت الإجابات لتؤشر على حيرة وشك عميقين.. توقع البعض دولة دينية كنموذج طالبان في أفغانستان وتوقع آخرون قيودا على التعبير والإبداع كالسينما والمسرح وتعاملا متطرفا مع البنوك.. على أساس أن فوائد البنوك حرام...
تشويه الصورة أم تشوه الرسالة
وكان السؤال المنطقي هو لماذا يتوجس الناس من الإخوان ؟ وجاءت الإجابة من ممثل الإخوان في الحلقة الدكتور محمود حسين عضو مكتب الإرشاد والأمين العام للجماعة. حمل حسين الدولة المصرية وإعلامها القومي والرسمي والمستقل المسئولية لدأبه على التحامل عليهم وهو ما تبين في العرض المعتاد للصحف المصرية وكان السؤال الذي طرحه مقدم البرنامج على الصحفي المصري محمد موسى هل دافع أحد عن الإخوان وكانت الإجابة بالنفي.
لكن ضيف الاستوديو الدكتور فواز جرجس لفت إلى مشكلة في رسالة الإخوان فيما يتعلق بمدنية الدولة وحقوق المواطنة مشيرا أن تصور الإخوان للدولة المدنية يختلف جدا عن المتعارف عليه في الدول الحديثة..
رئيس الدولة مسلم ذكر
يدور في مصر جدل كثير حول موقف الإخوان من المرأة والأقباط... لا يكف الإخوان عن القول إنهم مع المواطنة وأن جميع المصريين ذكورا وإناثا مسلمين وغير مسلمين سواسية أمام القانون.. وهو ما شكك فيه الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بشئون الحركات الإسلامية الذي شارك في البرنامج على الأقمار الصناعية من القاهرة.. وحسم الجدل بتأكيد محمود حسين امين عام الإخوان أن الإخوان يؤمنون بالمساواة في كل شئ ما عدا الولاية العظمى.. فهم لن يرشحوا أو يؤيدوا تولي الأقباط أو النساء قيادة البلاد. لكنه قال إن من حق أي حزب آخر أن يرشح من شاء.. لكن الإخوان لن يفعلوها.
الشباب والشيوخ
يدخل الإخوان هذه الانتخابات وسط خلاف بين رموز في الجماعة لم تعد حبيسة البيت الإخواني أو فضاء الانترنت. هناك الآن ما يسمى بجبهة المعارضة داخل الإخوان بقيادة هيثم أبو خليل من وجوه الإخوان البارزة في الإسكندرية ذات الثقل الإخواني الكبير. تدعو الجبهة لمقاطعة الانتخابات ووتنشر بيانات في الصحف المصرية وتدعو مكتب الإرشاد للإصلاح هياكل الجماعة ونظامها الداخلي والفصل بين العمل الدعوي والنشاط السياسي.
بل هناك اتهامات بمخالفات مالية بين النائبين الإخوانيين حمدي حسن وخالد داوود وهدد الأخير باللجوء للقضاء ما لم يتدخل مكتب الإرشاد ويطلب من حمد حسن الاعتذار. والجدل الأخير هو غيض من فيض مما يعتره متابعون صراعا لم يعد مكتوما بين الحرس القديم وتيار الشباب داخل الجماعة. تهمة ينفيها الإخوان قائلين إن الشباب ليسوا حرسا جديدا كما أن الشيوخ ليسوا بالضرورة حرسا قديما. لكن المؤكد أن هناك خلافات داخل الإخوان لا ينفونها هم أنفسهم وإن كان ظهورها للعلن هو المتغير الجديد.
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد