فرقة تري سايكل الإسبانية تدهش جمهور دار الأوبرا بمسرحها الضاحك

17-09-2010

فرقة تري سايكل الإسبانية تدهش جمهور دار الأوبرا بمسرحها الضاحك

ختمت فرقة تري سايكل الإسبانية عروضها للمسرحية الإيمائية مئة بالمئة مساء أمس على مسرح الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون حيث استطاعت الفرقة الضيفة أن تقدم على مدى يومين متتاليين خلاصة فنون البامتومايم الممزوج بروح الكوميديا الحركية.

وتمكنت سايكل أن تملئ قاعة مسرح الدراما بمقالبها الظريفة معتمدةً على طرافة استثنائية في تحويل الجسد إلى مادة خصبة من الإيحاءات التي أخذت قالب السخرية اللطيفة من مفردات اليومي حيث ركزت الفرقة الإسبانية على خبراتها المتنوعة في تقديم سياقات خيالية لمسرح هزلي تفاعل مع الجمهور لحظةً بلحظة.

كما نجحت سايكل في تنميط عدد متنوع من المواقف والمآزق الدرامية الكوميدية لافتةً متفرجيها إلى مساحات جديدة في صناعة فن المضحك متنقلةً بين أنواع مختلفة من كتابة القصة الفكاهية عبر ثلاثة ممثلين ملؤوا على مدار ساعة ونصف الساعة أجواء المسرح بنماذج كاريكاتورية استقوها جميعها من طزاجة الحياة وتناقضاتها.

ودمجت الفرقة الإسبانية بين فن الإيماء والمشاهد اللازمنية المكتوبة وفق ارتجالات الخشبة منتهيةً إلى مزيج عارم من المتعة التي تفاعل معها الجمهور لاسيما في مشهد مضيفات الطائرة حيث هبط ممثلو الفرقة إلى أرض الصالة في لحظة مفاجئة ليوزعوا الجرائد على الجمهور بطريقة طريفة كسرت الجدار الرابع للفرجة المسرحية الملتزمة بالمراقبة والتلصص على مجاميع الممثلين.

واستطاع كل من الممثلين إدوارد مينديز بوميس و خوام أورتانوباس كاساس و أنطونيو خوسيه كارسيا ديل فالي الدمج وفق إيقاعيات متعددة على المسرح بمساعدة الموءثرات الصوتية وبعض من قطع الديكور البسيطة بين أكثر من كستوى للعب الحر الرشيق لاسيما في لوحة طبيب الأسنان التي تمكن من خلالها الممثلون الإسبان من انتزاع تصفيق الحضور وضحكاتهم طوال فترة العرض.

و تتمتع فرقة تري سايكل بحداثة فنية عالية المستوى من خلال التأليف الشخصي للمفارقات الحركية ذات النهايات الاجتماعية الإنتقادية للكسل البشري حيث تولف الفرقة الإسبانية بين مواقف سخيفة اعتيادية وبين رغبات إنسانية تتحول إلى مادة جوهرية للدعابة الخالية من الاصطناع والمنسوجة بدقة متناهية تختلط فيها ملامح الشخصيات الجدية المنكسرة بملامح الهزل والفكاهة ذات الأشكال الرياضية كما في لوحة لاعبي التنس.

وتركز الفرقة الإسبانية على إطلاق أزمنتها الفنية على المسرح بالتنويع المستمر على ما تؤلفه من حركيات بعيدة عن الموضة والكليشيهات التقليدية لفن الإيماء غارفة من حس الدهشة الطفولية لاسيما في إنجاز منكهاتها الخاصة للطرفة الإيمائية المصحوبة عادةً بتبادل المواقع والمواقف بين الممثلين وفق إيقاعية موسيقية لا تترك مجالاً أمام المتفرج التوقف عن المتابعة والضحك.

وتميل سايكل إلى إبداع لوحات غير متجانسة من عدد من أماكن اللعب الإيمائي الحركي بعيداً عن نماذج مهرجي فنون السيرك بل بالتركيز على موضوعات الحياة وتفاصيلها لاسيما في كسر الجليد مع الصالة منذ اللحظات الأولى للعرض معولةً في ذلك على خفة ظل استثنائية في محاكاة النماذج اليومية وتنميطها لخدمة أقصى حوارات الجسد وتعابيره الإيمائية.

يذكر أن عرض مئة بالمئة لفرقة تري سايكل الإسبانية قدم بالتعاون بين الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون وبين سفارة المملكة الإسبانية بدمشق.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...