محـاولات لقتـل «ويكيليكـس» بشـتى الوسـائل

04-12-2010

محـاولات لقتـل «ويكيليكـس» بشـتى الوسـائل

جاهد موقع «ويكيليكس»، أمس، للبقاء على شبكة الانترنت، وذلك وسط هجوم ضار تشنه الولايات المتحدة وحكومــات ومنظمات «لقتل» الموقع الذي يواصل تســريب الوثائق السرية عبر توقف شركة «أمــازون» الأميركية لخدمات الانترنت عن تقديم خدماتها لـ«ويكيليكس» في أعقاب ضغوط سياسية. عضوان من حزب القرصنة السويسري قبل مؤتمر صحافي في مدينة بيل بعدما تمّ إعلان نقل موقع «ويكيليكس» إلى سويسرا أمس
وحاول الموقع التحايل على «الحصار» الأميركي ضده، عبر الانتقال إلى خوادم سويسرية وفرنسية، بالرغم من أن الحكومة الفرنسية أعلنت أمس أنها تستعد لحظره. وقال وزير الصناعة الفرنســي اريك بيسون انه «من غير المقبول» بالنســبة إلى الخوادم الفرنسية أن تستــضيف الموقــع الذي «ينتهك العلاقات الدبلوماســية ويضع الناس، المحميين بالأسرار الدبلوماسية في خطر».
الموقع ليس في الخدمة حاليا، وذلك للمرة الثالثة على التوالي خلال أسبوع واحد، ما يشكل أكبر تهديد لوجوده على الانترنت. وكان رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ جو ليبرمان دعا كل المنظمات التي تتعاون مع «ويكيليكس» إلى «إنهاء علاقاتها مع الموقع فوراً».
ولم يعد باستطاعة احد تصفح «ويكيليكس» والوثائق الدبلوماسية السرية التي شكلت أزمة للحكومات في جميع أنحاء العالم إلا من خلال سلسلة من الأرقام المعروفة باسم «دي ان اس».
وقال مؤسس الموقع جوليان اسانج إن هذا التطور «مثال على خصخصة الرقابة الحكومية» في الولايات المتحدة و«هذا أمر خطير»، مضيفا إن «هذه الهجمات الالكترونية لن توقف مهمتنا، ولكن يجب أن تقرع جرس الإنذار لجهة سيادة القانون في الولايات المتحدة».
وأعلنت شبكة تزويد الانترنت «أفري دي ان اس» ومقرها كاليفورنيا، التي قطعت خدماتها عن «ويكيليكس»، أنها فعلت ذلك لمنع زبائنها الآخرين البالغ عددهم 500 ألف، من التأثر بهجمات القرصنة التي تتكثف ضد الموقع.
وترجم نظام «دي ان اس» اسم موقع مثل صحيفة «الغارديان» إلى أرقام آلية، فأصبح عنوان الموقع «77.91.249.30» والذي يظهر صفحة «الغارديان» نفسها. وإذا فشل النظام فإنه لا يزال بالإمكان الوصول إلى الموقع عبر «عنوان بروتوكول الانترنت» («آي بي»)، لكن «ويكيليكس» لم يؤمن هذا الأمر لموقعه على «تويتر» أو غيره.
إلى ذلك، خضعت الشركات الأميركية لضغوط سياسية مكثفة تفرض عليها وقف دعم «ويكيليكس» أو حتى الاتصال به. ويأتي ذلك بعدما أوقفت شركة «أمازون» لتوزيع خدمات الانترنت الخميس الماضي استضافة الموقع، لكنها نفت أن يكون هذا التدبير نتيجة ضغوط مارسها السيناتور الأميركي جو ليبرمان عليها.
في المقابل، اعترفت الشركة الأميركية «تابلو سوفتوير» بطلب ليبرمان منها سحب رسوماتها البيانية، بينما حذرت وكالة الضمان الاجتماعي الأميركية الموظفين من تصفح الوثائق باعتبار ذلك «جريمة جنائية».
في هذا الوقت، لجأ موقع «ويكيليكس» إلى سويسرا بعد تعرضه لهجمات الكترونية جديدة، في حين تسعى واشنطن إلى وقف أنشطته وأنشطة مؤسسه جوليان اسانج. وأعلن «ويكيليكس» عبر موقع «تويتر» أنه «انتقل إلى سويسرا»، كاشفا عنوانه الالكتروني الجديد (ويكيليكس.سي اتش) بعد أن بات متعذرا على مستخدمي الانترنت الدخول إلى الموقع عبر عنوانه المعتاد (ويكيليكس.اورغ).
وأكد المحامي البريطاني لمؤسس «ويكيليكس» مارك ستيفنز، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن الموقع تعرض لهجمات «بالغة التعقيد». واعتبر أن المحاولات «المتطورة» لوضع «ويكيليكس» خارج الخدمة جزء من خطة اشمل ترمي إلى إسكات اسانج. وأضاف «احدهم، على الأرجح دولة، قام بالسيطرة على مئات آلاف أجهزة الكمبيوتر المصابة بمشاكل في العالم وربطها كلها في وقت واحد بموقع ويكيليكس». وتابع «هذا الأمر معقد للغاية، ونعلم أن جوليان تعرض لهجمات عديدة من هذا النوع، نعلم أيضا أن أمورا غريبة تحصل في السويد»، مؤكدا أن القضاء السويدي لم يرغب في بادئ الأمر بالاستماع إلى اسانج.
وفرنسا، التي تملك ثاني اكبر شبكة من السفارات في العالم بعد الولايات المتحدة، أكدت سعيها إلى تعزيز أمنها في مواجهات هجمات معلوماتية مثل تسريبات «ويكيليكس». ويستضيف الموقع الالكتروني الفرنسي «او في اش» الموقع. وتقود متابعة عنوان الموقع الالكتروني الى الموقع الفرنسي «او في اش» بالنسبة لبعض الوثائق التي نشرت والباقي ما زال في السويد. ويقدم «او في اش» الذي يتخذ من روبيه في شمالي فرنسا مقرا له على انه احد المواقع المضيفة في أوروبا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...