ما هو سر المخاوف الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية من سورية

13-07-2007

ما هو سر المخاوف الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية من سورية

الجمل:   تقارير الأحداث والوقائع المتسارعة حول احتمالات نشوب حرب الصيف الحالي والتي ربما تكون هذه المرة بين إسرائيل وسوريا، أو بين إسرائيل وحزب الله اللبناني مرة أخرى، أو بين إسرائيل والفلسطينيين، وتحديداً في قطاع غزة، وعلى الأغلب أن لا يقوم الإسرائيليون بفتح هذه الجبهات دفعة واحدة، لأن ذلك سوف يشكل كارثة حقيقية بالنسبة لهم، الحوادث التي سبق أن دارت بين الأطراف المعنية: الولايات المتحدة، الإتحاد الأوروبي، روسيا، سوريا، إيران، وغيرهم من القوى الأخرى، حول الشرق الأوسط والشرق الأدنى، برغم أنها أمر يمكن أن تمضي وتمر عليه الأيام ويتجاوزه التاريخ إلى وقائع وأحداث أخرى، فإنه يظل ثمة أسئلة هامة تستوجب الإجابة العميقة:
• هل حقاً تريد الولايات إشراك إيران وسورية؟
قال الرئيس جورج دبليو بوش، في خطابه الذي قدمه للشعب الأمريكي بمناسبة حالة الاتحاد، في 10 كانون الثاني 2007م: (إن تحقيق النجاح في العراق يتطلب ويستلزم الدفاع عن وحدة وسلامة أراضيه واستقرار المنطقة في مواجهة التحديات المتطرفة، وهذا يبدأ بالتصدي لمواجهة إيران وسورية).
ولم يعد هذا التوجه متعلقاً بالولايات المتحدة وحليفتها بريطانيا، بل انضم إليها الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وألمانيا، وعدد من الدول الأخرى التي انخرطت في التحالف الأنجلو-ساكسوني المتورط في مسرح الحرب العراقية، والحرب الأفغانية.
وبعد كل هذا، فما هو ظاهر ومعلن يتمثل في أن البيت الأبيض الأمريكي غيّر وبدّل سياسته التي كانت تهدف لعزل سورية وإيران، باتجاه محاولة إشراك الطرفين في أمر العراق.. وبرغم ذلك مازال التساؤل قائماً، وإن كان بطريقة أخرى، فهل هناك سبب جوهري وراء هذه التطورات الإقليمية والدولية إزاء سورية وإيران، أم أن الأمر برمته يأتي جزءاً من مناورة دبلوماسية سوف تعقبها العاصفة؟
• العامل السوري في المنطقة:
إزاء التحركات والتحرشات الأمريكية- البريطانية- الفرنسية- الألمانية، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، فإنه من غير المعقول أن تقبع سورية ساكنة وهي ترى هذه الذئاب وهي تجول من حولها (هذا إذا لم نشر إلى إسرائيل).
المعطيات الجيوبوليتيكية والجيوستراتيجية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط عامة، وشرق المتوسط خاصة، تؤكد الأهمية الفائقة للعامل السوري.. وبرغم الضغوط الأمريكية- الأوروبية فقد استطاعت سورية بقليل من الحركة إرباك حسابات كل خصومها الإقليميين والدوليين:
• علاقات دمشق- أنقرا:
زار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان دمشق في نيسان 2007م، وناقش العلاقات الثنائية المتعلقة بقضايا التجارة، الاقتصاد، الأمن، والطاقة.
• علاقات دمشق- باكو:
قام المبعوث الخاص الأذربيجاني، ووزير الخارجية ماما دياروف بعقد محادثات مع القيادة السورية والمسؤولين السوريين، في نيسان 2007م حيث تطرق النقاش للتعاون الاقتصادي والمشروعات المشتركة بين البلدين. وكان موضوع الطاقة النفطية حاضراً في المناقشات، كذلك أعلنت أذربيجان عزمها على إنشاء سفارة لها في العاصمة السورية دمشق.
تطورات الحوار بين دمشق على خط انقرا، وخط باكو، كان يمكن أن تمثل أمراً عادياً.. ولكن ما كان غير عادي هو ردود الفعل الأمريكية التي أعقبت ذلك، فالجنرال بتراوس قائد القوات الأمريكية في العراق قال وبشكل غير متوقع، بأن هناك (مؤشرات بأن سورية يمكن أن تكون قد بدأت تعمل على الحد من قدرة المقاتلين الأجانب على عبور الحدود إلى داخل العراق)، ومن ثم فإنه يتوج الانتباه إلى أن تصريحات الجنرال بتراوس، وأيضاً بعض المسؤولين الأمريكيين التي توافقت مع رأي بتراوس، كانت بعد محادثات دمشق- أنقرا- باكو، وأعقبها أيضاً قيام الإدارة الأمريكية بتخفيف حدة لهجتها واتهاماتها ضد سورية.
• سر (المخاوف) الأمريكية- البريطانية- الفرنسية- الألمانية:
تقول المعلومات بأن إسرائيل تعمل بكل ثقلها من أجل أن تكتمل مخططات تمديد أنابيب النفط والغاز، على النحو الذي سوف تقوم فيه إسرائيل بدور الممر الشرق أوسطي الوحيد لهذه الشبكة، وحتى الآن الخطوات الإسرائيلية تمثلت في الآتي:
- اتفاق إسرائيلي- مصري لتمديد أنابيب الغاز الطبيعي.
- اتفاق إسرائيلي- أردني لتمديد الغاز والنفط العراقي.
- اتفاق إسرائيلي- تركي لتمديد أنابيب الغاز والنفط.
وتحاول إسرائيل كل ما في وسعها لإبعاد وحرمان سورية من الدخول طرفاً في شبكة خطوط أنابيب النفط والغاز التي لن تكون شبكة شرق متوسطية حصراً، وإنما الشبكة الأكثر أهمية في العالم على أساس الاعتبارات الجيوستراتيجية والجيوبوليتيكية، وذلك لأن دخول سورية بحكم موقعها ضمن هذه الشبكة سوف يحرم إسرائيل من القيام بدور (عنق الزجاجة).. وبكلمات أخرى: إن دخول سورية سوف يفتح هامش المناورة أمام تركيا ومصر، من شرور السيطرة الإسرائيلية على (ممر) النفط والغاز الشرق متوسطي، وفي الوقت نفسه يضعف قبضة إسرائيل على هذا الممر.
• أهمية أذربيجان وخطر العامل السوري:
تابع الإسرائيليون والأمريكيين باهتمام بالغ المحادثات والعلاقات السورية- الأذربيجانية، وذلك لان أذربيجان تمثل بالنسبة للإسرائيليين والأمريكيين (الحلقة) الأكثر أهمية في عملية نقل نفط وغاز منطقة بحر قزوين وآسيا الوسطى، كذلك يحاول الإسرائيليون والأمريكيون كل ما في وسعهم لإبعاد أذربيجان عن التطورات الجارية حالياً في منطقة الشرق الأوسط والعالين العربي والإسلامي، خاصة أن أذربيجان بلد إسلامي- سني، يمكن أن تنتشر فيه الحركات الأصولية الإسلامية بكل سهولة.. وهو أمر سوف يؤدي بلا شك إلى تحديد المصالح الأمريكية النفطية والعسكرية، وأيضاً سوف يضر بالمصالح الإسرائيلية، الكبيرة.
انتبه الإسرائيليون منذ لحظة انهيار الاتحاد السوفييتي إلى أهمية أذربيجان، وعملوا في الأشهر الأولى التي أعقبت انفصال أذربيجان عن الاتحاد السوفييتي وقيام جمهورية أذربيجان إلى تهجير عدد كبير من اليهود الروس، واليهود الشرقيين الذين كانوا في إسرائيل إلى أذربيجان، وقامت البنوك الأمريكية والإسرائيلية والأوروبية بتوفير الدعم المالي الكافي من أجل سيطرة اليهود على الاقتصاد الأذربيجاني، عن طريق إنشاء الشركات الخاصة ودوائر الأعمال والمنشآت التي تجعلهم يحكمون قبضتهم على أنشطة الاستيراد والتصدير والتجارة المحلية، والصناعة والخدمات والمالية والمصرفية.
وعموماً، ما كان مزعجاً بقدر كبير للإسرائيليين والأمريكيين هو أن المسؤولين الأذربيجانيين، قاموا بزيارة لبنان وعقدوا اتفاقيات تعاون اقتصادي مع الحكومة اللبنانية، ولكنهم صرحوا قائلين بأن الاتفاقيات التي وقعتها أذربيجان مع لبنان، هي مجرد اتفاقيات تكميلية للاتفاق الرئيسي السوري- الإذربيجاني.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...