رسالة ببريد مواطن عربي

28-02-2007

رسالة ببريد مواطن عربي

تكاسل في الدخول للنت شعر بملل يتكئ على إرادته لا يملك هو من الحلول الموضوعية غير النوم ، الحل السحري يجده وقت الشــخير ، حـينها فقـط تخالطه الأحلام ، يجد ما يريد ، تركبه متاعبه اليومية ، ترميه خلف ظهره لا يملك الواحد مصيره ، المصير معلّق بقطعة الخبز و إمضاء على بطاقة تعريف أو هوية ، هو ليس بحاجة للهوية أكثر من احتياجه ليد تمسح عنــه القلق و التوتر المضايق عليه الخناق ، كــادت أجفانه تـنغلق وهو يســـرح بتفكيره و تساؤلاته المرهقة للحس و الدماغ ، ينزع يده من جيب ـالباركةـ الصوفية ، يلتقط فأرة الحاسوب يحركها يمنة و يســرة فـي حينها يتساءل بغباء مواطن عربي يصدّق بسحر السياسي ويرفض تجلي الحقيقة البـــهي التي لم يألفها في واقع حياته ، يتساءل فأرة الحاسوب لها دلالة دينية لا شك أو عقائدية ، لما لم تسمى قطا أو ثعبانا أو شيئا آخر ؟ لا شك أن سذاجته هي صورة عكسية لشخصية العربي المنحصر الذهن فيما يأكل و في أين يسكن و في أي حادث طرأ على الأرض من تفجير و موت و سرقات و نزاع بين جار و جار بسبب دجاجة تعدت حدود السيـاج لتـقوم حرب بالعـصي والرصاص،لا تكفي المحيطات لإيقاظ النائم ، أسئلة تغتـــال حتى براءة الأطفال لأنهم لا يفكرون سوى في حالة آبائهم قبل أن يفكر الآباء في حالة أبنائهم ، هل يفكر الأطفال في عالم يشبه ذاك الذي يشاهدونه على الشاشة و على الفضائيات ؟ "الحمورية فلسفة الرضا عندنا" ، يحرك السهم داخل الشاشـة تظهر الإيقونــات على سطح المكتـب ، يوّجه السهـم نحو صفحة الـبداية تفتح الصفحة ، مـن الصفحة الرئيسية ينـتقل مبــــاشرة إلى الركن المعهود ، يدخل الصفحة بكلمة مرور ، ورشة ضجيج لا بناء فيها ، ردود وتهجمات ، ليس هو اليوم في وضع يسمح له أن يقرا أو يعلّق و هو يحرك عجلة الفأرة إلى تحت يشعر بغثــيان الأسئلة ، يتــقيأ ذهــنيا ، حالة ألفتها وعهدتها الشعوب رضعتها من ثدي السياسة الملونة ومن جاهلية عصبية سلبية ، يضع رجله اليمنى على الشِمال ، يرفــع كتفه ، يقــوم و يقعد من جديد، لقد ألف هذه الحالة كـلما أنزعـج وتوتـر من شـيء ما، الوقوف ثم الجلوس حتى تختفي صورة التمثال من مخيلته ، العالم العربي كل فرد فيه يملك تمثالا يغطيه بمعطفه يؤلهه ويقدسه لا حبا فيه إنما حبا وطمعا فيما يقدمه له إنما يمثل صورته فيه ، صار الموقع ساحة حرب و سلام ، نفاق ورياء ، شعراء متكسبون وكتاب متواطئون ، أزهار حمراء ترمى ، صور للطبيعة رومانسية عرابين الكذب و الخداع، شراء الود هنا لنيل القرب و ما يذر من عطاء ، أغــلق الصفحة وقــف أزاح الكرسي جانبـــا تناول فنجان القهوة احتساه دفعة واحدة ، تراءت له وجوها وشخوصا في زجاج ذاكرته اختلطت معها صور السياسيين و المسرحيين و المهرجين،صورالحيوانات التي قرأها في مراحل الدراسة الابتدائية و أسماء حيوانات السرك المدربة، أي شيء يصله من الموقع يمسحه، يُهمله، رسائل تشبه الرسوم المتحركة، كان منزعجا بطابع الفضول دخل لبريده الالكتروني وجد رسالة عنوانها:- تحية مسائية - ثم راح يقرأ محتوى الرسالة : هذه رسالتي إليك صديقي أقرأها ، لقد حرمت الدخول بسبب تصفية حسابات ، أرادني أن أكون معبرا يوصله إليها ، أختصر كلامي لأني أعي أنك تحب الإيجاز ... توقف برهة عن القراءة رفع عينيه للسقف وضع سبابته في فمه وراح بظفره ينزع شيئا علق بأسنانه و تساءل: يوصله إليها ؟ هي من ؟ ثم أكمل قراءة الرسالة : لم أأبه للأمر لأن الحمق و الرعونة تملئ كثرة المواقع التي صنعتها الأحزاب و الفولكلور و النغمة على بطن ونصف ، كل الأقلام وقفت معه ، رماح في صدري ، انسحبت في صمت ، تركت المكان للأبواق و ليملئ بنعيق الغربان ونعيب البوم ... لم يكمل قراءة الجملة الأخيرة حتى رن هاتفه الخلوي برنة كلاسيكية لموزار

ـ ألو.. صباح الخير

ـ صباح الفرح

ـ صباح الخيرات

ـ الحزن يملأني مشتتة لخبر وفاة صديقة ، إنها تهاني

ـ من تكون ؟

ـ أدخل الموقع ( .....)

ـ اعذرني أخلو بنفسي الخبر أفجعني ...

ـ أعزيك نيابة عن أهلها سنتواصل لاحقا.

أغلق الهاتف لم يكن يملك الخيار فتح صفحة ويب جديدة وضع عليها الرابط و أنتظر الصفحة حتى تفتح ثم راح يكمل قراءة الرسالة :

لقد تأكد الجميع من ملمسه اللّين وعطب أنيابه، وجدت الكل يطعن فيه في دردشتهم الخاصة، أخبروني بذلك في حواراتهم الخاصة و في مواقع راحوا يأكلون لحمه ويقطعونه بمنشار حافي الأســنان ، علــمت أن المصلحة التـي جمعتهم فرقتهم ، دافعـــت عنه حينما أكلوا لحمه و علّقت " عيب علينا أن نصفّي حساباتنا بطريقة بدائية لا أخلاقية ، حذفــوا لي موضوعــي بسرعة لأنه دفاعا عمن حرمني كلمة دخول ، غيّروا لي كود الدخول ، أرســلوا لي رسالة تطالبني ـ رجاءا بعدم تكـرار الفــعلة ـ ، الكــل يشبه بعضه بعضا استبدادا ، لسـت بحــاجة لكي يرجــعوا لـي كــود التفعيل ، مواقع التـكريــم والامتنان و الهدايا المخفية لتغطية فضائح، إنهم يبيـعون ويشـترون فـــــي الضمير، لن نتغير ولو ملكنا ثورة المعلومات و عالم الديجيتال لأن ذهنية تفكيرنا لم تتغير يعملون على مدارة النفس ... وصل بالقراءة لجملة ضحك منها حتى كاد أن يسقط، الدموع انفجرت من عيونه كنبع ماء ، صــوت جهوري أرتفع ، قهقهة ، كاد يموت ضحكا ثم أكمل سرد الرســالــة وهــو يمسح الدموع بطرف ثوبه : يليق بهم أن يكونوا أعضاء في برلمــانـــات عربية فهم يعرفون كيف تُسيَـر الأمور الخاطئة ويفرضون واقعا مغلوطا ، التجارة بشرف القلم ، لا تكترث إن وصلت رسالتي هذه و أنت ناقم على واقع دنياك فقلمك أشرف من أرواحهم و أغلى من نفوســهم و الســـلام ."

نسى الرابط الذي فتحه ليعرف من هي المرحومة تهاني التي أخبرته بوفاتها صاحبة الاتصال ، راح يتفحص ذاك الموقع من جديد ليرى حديقة تسلية وعلى رابط آخر لجريدة ذائعة الصيت راح يقرأ عن المهرّج فلاديمير جيرونفسكي القائل : "سأعيد العرب إلى عهد الإبل " المستقبل من حكومات عربية بعدما منعته دولا أروبية من العلاج في مستشفياتهاوقتذاك.


خالد ساحلي

من مساهمات القراء

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...