رحيل المؤلف الموسيقي محمود عجان

07-08-2006

رحيل المؤلف الموسيقي محمود عجان

عزفت قيثارة الموسيقار الموسوعي محمود عجان لحن الوداع معلنة رحيل صاحب الأنامل المتواثبة فوق مجس الأوتار المشدودة المترامية كأعصاب يسري في مداها دم النغم. رحل محمود عجان الذي أحال العود المتواضع إلى قافلة هائلة من الكائنات الحية المسربلة بالموسيقى العظيمة، والذي صاغ مؤلفات ومخطوطات أكدت انتماءه لعصر كبار الموسيقيين وشكلت تجديداً حقيقياً في مجال التأليف الموسيقي على مدى أكثر من نصف قرن، والباحث الموسيقي محمود عجان (مواليد 1916) ينتمي إلى بيئة موسيقية كان لها حضور مميز في المشهد الثقافي والموسيقي، عمل في البدايات مدرساً لمادة التربية الموسيقية، وأسهم في الحياة الثقافية الموسيقية عن طريق نشر  المقالات وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات واحياء الأمسيات الموسيقية والحفلات الفنية التي كان ينظمها النادي الموسيقي. أنامله مصنوعة من نار وتغريد وبكاء وهو صاحب القلب المشتعل بالانسان المكتظ بعذاباته وحرائقه وسعاداته الصغيرة المبرحة.
 منحته وزارة الثقافة عام 1995 وساماً تقديراً لنشاطه ودوره البارز في إحياء التراث العربي من أدوار وموشحات وموسيقى آلية، كما أعدت وزارة الثقافة فيلماً وثائقياً عن حياته وأعماله عام 1979، وقد أصدر الموسيقار عجان كتابه الأول بعنوان: «من تراثنا» الذي يشتمل على دراسة موسعة في الدور والصيغ الآلية العربية لحناً وقالباً وكتابه الثاني:
«الليل والعين في التراث العربي الموسيقي والأدبي» عن وزارة الثقافة ولديه عدة أبحاث ودراسات قيد النشر.
وللأستاذ عجان الكثير من القطع الموسيقية الوصفية نذكر منها:
بطولة، استقبال، ناديا، من وحي الأندلس، ليل بلا أمل، وشارك في مهرجان الشبيبة العالمي الذي أقيم في موسكو، حيث قدم قطعة موسيقية خاصة في ذكرى الشاعر والفيلسوف العربي أبي العلاء المعري في معهد تشايكوفسكي للموسيقى، وقد كتبت الصحف عن هذه المقطوعة مطولاً.
أسس الراحل عجان مع عدد من المهتمين والمشتغلين بالشأن الثقافي والفن الموسيقي «النادي الموسيقي في اللاذقية» الذي سجل حضوراً متميزاً بنشاطاته المتنوعة على الساحة الثقافية، وقد غطت فعاليات النادي مجالات الثقافة المتعددة والآثار والفولكلور  والتصوير الضوئي، وكان الباحث الموسيقي عجان يجول عندما كان مدرساً للموسيقى على المدارس لتدريب الطلبة على الموسيقى.
وتكريماً لجهوده ومساهمته في الحركة الثقافية المحلية تمت تسمية قاعة التراث في دار الأسد للثقافة في مدينة اللاذقية باسم الراحل الباحث «محمود عجان»، وكان الراحل قد توفي يوم الأربعاء الماضي في اللاذقية عن عمر /90/ عاماً وشيع إلى مثواه الأخير بمشاركة واسعة من أهل الفقيد وأصدقائه ومحبيه.

مروان حويجة

المصدر: البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...