رامسفيلد واستراتيجية بوش في الصحافة الأمريكية

04-12-2006

رامسفيلد واستراتيجية بوش في الصحافة الأمريكية

تناولت الصحف الأميركية يوم الأحد مذكرة رمسفيلد التي يقر فيها بأن إستراتيجية بوش في العراق لم تكن ناجعة ولا بد من إجراء تعديل جوهري عليها، كما تحدثت عن توصيات اللجنة الخاصة بالعراق، ولم تغفل المخاوف من تداعيات الوضع في لبنان.

نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقتطفات من مذكرة بعث بها وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد للبيت الأبيض قبل يومين من استقالته، يقر فيها بأن إستراتيجية إدارة بوش في العراق لم تكن تجري على ما يرام ودعا فيها إلى تصحيح المسار.
وكان رمسفيلد قد قال في المذكرة "من وجهة نظري ينبغي إجراء تعديل جوهري إذ إن ما تقوم به القوات الأميركية في الوقت الراهن بالعراق لا يجدي نفعا".
وقالت الصحيفة إن رمسفيلد لم يكن على ثقة بأن الإدارة على استعداد لتطوير بديل فاعل، لذا فإنه اقترح على الإدارة النظر في إجراء حملة ترمي إلى خفض مستوى طموحات الشعب، بهدف الحد من السقوط السياسي الناجم عن التغيير في المسار.
كما أشارت المذكرة إلى الإحباط الناجم عن تسليم المسؤوليات للسلطات العراقية، داعية إلى النظر في الأفكار التي تتطابق مع الاقتراحات الرامية إلى سحب القوات، والتي سبق أن قدمها بعض النقاد الديمقراطيين.

وألمحت الصحيفة إلى أن المذكرة تطرح أفكارا عدة حول إعادة الانتشار أو الانسحاب من العراق رغم التصريحات الأخيرة الصادرة عن القادة الميدانيين الذين يؤكدون الحاجة إلى الإبقاء على القوات بمستوياتها الحالية.

وذكرت نيويورك تايمز أن المذكرة كانت جاهزة بعد يوم من لقاء الرئيس الأميركي جورج بوش برئيس جامعة تكساس المرشح المحتمل لخلافة رمسفيلد.

ولكن المذكرة لم تشر إلى أن رمسفيلد كان عازما على التخلي عن منصبه في وزارة الدفاع، كما أنه لم يكن واضحا ما إن كان يعلم بأنه سيتم استبداله رغم أن البيت الأبيض سبق أن قال إن بوش ورمسفيلد ناقشا العديد من المسائل التي تتعلق بهذا الموضوع.

- وفي الشأن العراقي كتبت صحيفة واشنطن بوست افتتاحية تحت عنوان "والآن، الخطة البديلة" تقول فيها إن واشنطن الآن باتت قريبة من تحقيق الإجماع حول الإستراتيجية الجديدة في العراق، متسائلة: "هل هذا واقعي حقا؟".

ورجحت الصحيفة أن توصي هذا الأسبوع لجنة للدراسات الخاصة بالعراق بمسار جديد للسياسة الأميركية ينسجم مع ما تقترحه الإدارة الأميركية وأعضاء بارزون في الكونغرس فضلا عن الحكومة العراقية.

وأشارت إلى أن عناصر الإجماع تبدأ من الالتزام بتدريب الجيش العراقي في الأشهر المقبلة، وتحويل قيادته إلى الحكومة التي ستتولى القتال ضد المتمردين والمليشيات، ومن ثم خفض القوات بشكل تدريجي.

كما تنظر اللجنة إلى جانب وزارة الدفاع في خفض القوات إلى النصف في بحر العام القادم دون تبني جدول زمني ثابت.

غير أن الصحيفة رجحت رفض بوش اقتراح اللجنة المتعلق بالهجوم الدبلوماسي الأميركي في المنطقة، وذلك لأن الاقتراح يشمل القيام باتصالات مع إيران وسوريا إلى جانب جيران العراق عبر المؤتمرات الدولية.

ورأت الصحيفة أن الخيار الأفضل للولايات المتحدة في العراق يكمن في القيام بجهود طويلة الأمد لتدعيم الإدارة السياسية في العراق والجيش للدفاع عن الدستور الحالي واكتساب القدرة على مواجهة أعداء الولايات المتحدة، وعلى رأسهم "المتطرفون" السنة والقاعدة.

وحذرت في الختام من أن التخلي عن الحكومة العراقية يعني إخضاع البلاد لأولئك الأعداء وللمتطرفين من الشيعة، وخيانة العراقيين الذين آمنوا برؤية واشنطن بشأن الديمقراطية والسلام مع جيرانهم.

أما في الشأن اللبناني فكتبت مجلة تايم تقريرا تقول فيه "بعد أن كان لبنان منارة الديمقراطية في الشرق الأوسط، أخذ ينحرف نحو الحرب الأهلية".

وقالت إن الإشارات غير مبشرة بالخير لبلد يقضي وزراؤه معظم أوقاتهم محاصرين بالمسلحين، وهو ما يقوم به رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومسؤولون كبار آخرون منذ 21 نوفمبر/تشرين الثاني عندما قام مسلحون باغتيال وزير الصناعة في وضح النهار.

وتابعت أنه مع استقالة ستة وزراء منذ 11 نوفمبر/تشرين الثاني وتفاقم التوتر الطائفي وخشية المسؤولين على حياتهم، فإن صورة لبنان الجديد خفتت بسرعة، ومعها السعي الأميركي لبناء إرث إيجابي في الشرق الأوسط بعد تدمير العراق.

وأردفت قائلة إن ثمة إشارات مقلقة تؤكد أن لبنان يقترب من الذوبان الكلي أكثر من أي وقت منذ الحرب الأهلية التي امتدت من 1975 وحتى 1990.

ونقلت المجلة عن الجنرال ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني قوله إن جنوده سيكونون قادرين على احتواء المظاهرات لأسابيع فقط، مضيفا أنه "إذا ما أقدم حزب الله على تنظيم مظاهرات احتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية كتلك التي كانت في بيروت، فلن يكون الجيش قادرا على المجاراة".

ورجحت المجلة أن يكون استعراض حزب الله لقوته من شأنه أن يثير الاستفزاز من قبل المسلمين السنة والمسيحيين والتجمعات الدرزية، مشيرة إلى أن معظم اللبنانيين يعتقدون أنه إذا ما حدث ذلك فإن الوضع سيرقى إلى حرب أهلية شاملة.

ومن جانب آخر نقلت تايم عن مصادر عسكرية إسرائيلية وعن دبلوماسيين غربيين، قولهم إن الرئيس السوري بشار الأسد قد يكون على استعداد لمساعدة بوش على الخروج من العراق، على أمل أن ينتزع منه تنازلات تتيح له التعامل مع لبنان كحلبة خاصة به.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...