جدل حول تغيير الساعة في رمضان

31-08-2008

جدل حول تغيير الساعة في رمضان

تميّزت بداية شهر الصوم لدى المسلمين هذا العام بتغيير الساعة في عدد من الدول بما أثار معه جدلا علميا واجتماعيا وسياسيا أيضا في الشرق الأوسط.

ووفق أسوشيتد برس، قررت الحكومة المصرية ونظيرتها الفلسطينية تأخير الزمن بساعة، وذلك بكيفية أبكر مما جرت عليه العادة في السنوات الماضية.

ويستهدف الإجراء خفض ساعات النهار التي يصوم فيها المسلمون حتى مغيب الشمس، وذلك في صيف تميّز هذا العام بارتفاع درجات حرارته مقارنة بالسنوات الماضية.

كما أطلت السياسة بعنقها في القضية عندما قررت الحكومة الفلسطينية المقالة التي تسيطر عليها "حركة حماس" في غزة إنهاء العمل بالتوقيت الصيفي، الذي يضيف ساعة للفارق الزمني عن التوقيت العالمي، عند منتصف ليل الخميس، في الوقت الذي  يتعين فيه على فلسطينيي الضفة الغربية الانتظار حتى منتصف ليل الأحد وفق ما كان مقررا من قبل من قبل الحكومة التي تقودها حركة "فتح."

ودرجت العادة لدى الفلسطينيين أن يغيروا الساعة ليتمايزوا عن إسرائيل في قرار رمزي يشير إلى "استقلالهم."

أما الآن، وللمرة الأولى، يوجه الفلسطينيون "رمزيتهم" تجاه بعضهم البعض للتعبير عن "إحكام القبضة" على السلطة بعد عام من خلاف عليها في مختلف الأراضي الفلسطينية.

كما قامت الحكومة المصرية بنفس الحركة بتأخير الزمن ساعة أي قبل شهر كامل من العادة، وهو ما يجعلها متقدمة بساعتين عن توقيت "غرينيتش" العالمي وساعة من جيرانها في المنطقة.

ويعكس الجدل القائم حول التوقيت التعقيدات التي تميّز التقويم الإسلامي بالشهر القمري.

ويحلّ شهر رمضان 11 يوما أبكر كلّ عام وهو ما يضعه حاليا في عزّ أيام الصيف الحارة والأطول وهو ما يجعل منه شاقا بصفة أكثر بالنسبة إلى المسلمين الذي يمسكون أنفسهم عن الأكل والشرب من مشرق الشمس حتى مغيبها طيلة شهر قمري كامل.

وحتى في سبتمبر/أيلول، تكون درجات الحرارة مرتفعة جدا في الكثير من دول المنطقة حيث تزيد في مصر مثلا عن 32 درجة.

ويسمح القرار المصري للمقيمين فيها بأن يتناولوا وجبة الإفطار، التي ينهون بها يوما من الصيام، ساعة أبكر مما كان سيكون عليه الأمر لو لم يتمّ اتخاذ القرار.

وفعليا فإن القرار يضيف ساعة إلى نوم المقيمين في مصر والأراضي الفلسطينية باعتبار أن الصوم مرتبط بحركة الشمس وليس بالتوقيت الزمني.

وفي إسرائيل، سيتمّ تأخير الزمن بساعة في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول قبل "يوم كيبور" اليهودي الذي يصوم فيه اليهود.

وهذا القرار لن يقلّص من طول الصوم الذي يستغرق من الغروب إلى الغروب، ولكنه سيقلّص من عدد ساعات النهار التي يكون فيها اليهود صائمين عن الأكل والشراب.

ولم يغيّر قدوم رمضان في عز الصيف من عادة سوريا  والمملكة الأردنية ولبنان في تأخير الزمن ساعة بنهاية أكتوبر/تشرين الأول والقضية لا تعني دولا أخرى مثل دول الخليج والعراق التي لا تغيّر الساعة.

وفي المغرب العربي، التي يستغرق فيها النهار ساعات أطول من دول المشرق العربي، قامت تونس بتغيير الساعة منذ نهاية مارس/آذار ثم لحقتها المملكة المغربية.

ورغم أنّ جدلا انبثق في أوساط المجتمع حول احتمال أن تقرر الحكومة التونسية العودة إلى العمل بالتوقيت الشتوي مبكرا هذا العام "تيسيرا" للمسلمين الصائمين، إلا أنّها استبقت منذ شهرين ذلك بالإعلان عن عدم وجود أي نية لذلك.

وينتهي العمل بالتوقيت الصيفي في تونس في نهاية أكتوبر/تشرين الأول.

وتعيش تونس والجماهيرية الليبية والجزائر صيفا حارا جدا هذا العام، إلا أنّ التوقيت الصيفي يجعل من متوسط عدد الصوم بالنسبة إلى المقيمين في تونس في حدود 14 ساعة.

وفي الوقت الذي يرى فيه البعض أنه كان من الممكن "التيسير" على التونسيين حتى تكون عدد الساعات أقلّ في صيف قائظ، يرى آخرون أنّ "إطالة" الصوم فيه "ثواب أكبر" وعمل بالرأي الفقهي القائل بإطاعة أولي الأمر الذي يوافقون على ذلك لاسيما أنّ البلد معروفة بنأيها عن الجدل الديني وبحاجتها الكبيرة إلى الاقتصاد في الطاقة من خلال العمل بالتوقيت الصيفي.

المصدر: CNN

التعليقات

ثمة مدرستين أو طريقتين في مقاربة رمضان أو الفرض الديني و هما: إما أن تكون الشعائر ملزمة و غما ان تكون اختيارية. و الإلزام يورث النفاق. و يسقط عن الفرض روحه و غايته. و هو الى حد بعيد يشبه البروتوكولات الحكومية الإشتراكية, أي أنه يفاد من الإلزام في خلق هوية جامعة تضمن استمرار المؤسسة و هي هناك المؤسسة الوطنية و هي هنا المؤسسة الدينية. و لكن في كلا الحالين يصل التكرار و الفرض الى حد تفريغ الشعار او المممارسة من مضمونها و يحولها الى مجرد حركة إيقاعية تفترض تشابه الأفراد المنضوين تحتها. و هذا يذكرنا بطلاب المدارس و هم يرددون تحية العلم نصف نيام. إن الشعور الديني مثل الشعور الأخلاقي مثل الشعور الوطني هو شعور متصل و غن كان غير ثابت, فهو مادة للتأمل و المراجعة و يخضع للمشاعر الإنسانية العادية الناتجة من تفاصيل يومية و غن كان له إطار ناظم يتم اكتسابه من نفس التفاصيل إياها. هذا يقودنا الى المدرسة أو المنهج الآخر و هو منهج الإنفكاك او إسقاط الإلزام. بحيث لا يذهب الى الشعائر الدينية إلا من يجد فيها اكتداد لبحثه عن معنى وجوده او خلاصه. لا تحتاج الى فقيه لتعرف ان الطعام الكثير يعيق الحركة و التفكير و هذا يصدق على الرياضي مثلما يصدق على طالب المدرسة. و إذا كانت الحيوانات مرجعنا الى الحقيقة التي لم يشوهها العقل فإننا نرى الحيوان ينام بعض الطعام و لا يركض أو يمشي كما ينصح الطبيب. و لهذا فإن الصيام كان طريق المتدينين الى التأمل, و لهذا ينسى العلماء و هم في مخابرهم متى أكلوا . و لهذا إذا مرض إبن أحدهم فإنه لا يرغب الى الطعام حتى يستطيع تطبيبه... و كثيرة الأشياء التي تحيلنا الى أن آليات الصيام هي آليات مساندة لما يتطلب تركيز وجداني . و هي ليست حتمية, فالأوروبيون ينتجون معرفة بدون صوم, و الشعراء ينتجون شعرهم تحت تأثير الكحول. ليس بحثنا هو فيما غن كنا نأكل أم لا . و لكن البحث هو فيما إن كانت الطريقة الجماعية هي الصواب. لهذا احيي في بعض الطوائف عدم وجود كنائس او دور عبادة . لأن الله في كل مكان. و لأن الذهاب الى المسجد يوم الجمعة تحول الى تحصيل حاصل يعود بعده التجار الى نخاستهم و يعود موظفوا الحكومة الى ألاعيبهم.... في القديم كانت الأديرة للرهبان فقط. و كانت في قمم الجبال. كانت رحلة البحث عن الذات هي الأهم. كان الصعود هو الفكرة. اليةم الكنائس متوفرة حول كل زاوية و العلاقة مع الرب لا تتضمن أي بحث , بل كليشيه حاضرة و نهائية. قليلة هي ما يمكن تسميته بلحظات التنويير او الكشف. و هنا لا أقول أن الناس ثعالب و لكن أقول أنهم يخسرون في الدين أكثر مما يكسبون. ************************************************************************. اليوم في رمضان يسهر الناس طوال الليل و ينامون النهار و يعتقدون أن هذه الخطة هي نتاج عبقرية التخطيط و هي ليست إلا نتاج سفاهة. و لهذا فإن الصيام ليس للزعران بل لمن يريده. من الأشياء المؤذية هي تكرار الصائم عبارة الهم إني صائم منذ العاشرة صباحاً. و مع احتساب وجبة الساعة الرابعة صباحاً لا أدري ما مصدر ألم هذا كائن الجميل و نحن في حياتنا العادية لا نتناول الطعام قبل الواحدة. أي اننا في نهارنا العادي نعادل نصف صيامه و بدون وجبة أول الفجر. اليوم يتجادل الناس فيما يصح و ما لا يصح. الصحيح واضح غن أردت ان تصوم. تاكل قليلاً قبل الفجر و تستقيم و تمارس عملك مثل المحترمين و عود و تفكر في خلقك و حياتك حتى ياتي وقت الإفطار. تاكل حاجتك و تنتظر الفرج. لا نوم في نهار رمضان . و هذا ما يجب أن يفتى فيه و ليس تقديم الساعة و تأخيرها.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...