تهجير سكان غزة بالقوة

07-08-2006

تهجير سكان غزة بالقوة

ضمن حملة قوات الاحتلال الإسرائيلي العسكرية "أمطار الصيف" على قطاع غزة التي بدأها قبل نحو أربعين يوماً، تشرع تلك القوات في تكثيف عملياتها ضد سكان القطاع بأساليب وأدوات حربية لم يألفها سكان القطاع منذ اندلاع الانتفاضة في الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول عام 2000.

فإلى جانب استخدام الاحتلال سياسة الإنذار المباغت عبر الهواتف قبل لحظات من قصف المنازل المأهولة بالسكان، وتدمير البنى الاقتصادية والتحتية، فضلا عن استخدام الأسلحة الفتاكة في مهاجمة المقاومين والسكان، تلجأ القوات الإسرائيلية بين الفينة والأخرى إلى أسلوب الترحيل القسري للسكان، عبر تكثيف عمليات القصف الجوي والبري وتكرار عمليات التوغل لمناطق في جنوب وشرق وشمال القطاع.

واضطر سكان قرية الشوكة جنوب شرق القطاع وحي الندى شماله, أكثر من مرة إلى ترك منازلهم واللجوء إلى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في كل من مخيمي رفح وجباليا للاجئين، فراراً من حمم قذائف المدفعية ونيران الرشاشات الثقيلة التي تسببت في تدمير بعض منازلهم ومقتل أفرادها على مسمع ومرأى منهم.

المواطن عطية أبو السيبان  (45 عاماً), الذي لجأ برفقة أسرته المكونة من 12 فرداً، إلى إحدى مدارس الغوث في مخيم رفح، أكد أن الاحتلال يتعمد تهجير السكان وإخراجهم من منازلهم عنوة وبقوة السلاح.

وأضاف في حديث أنه أصر على البقاء في منزله مدة ثلاثة أيام متواصلة، بعد تعرض بلدته الشوكة لاجتياح قوات الاحتلال، رغم كثافة النيران الإسرائيلية، لأنه لا يريد العودة إلى حياة التهجير مرة أخرى بعد أن أجبر والده على الهجرة من منطقة بئر السبع إلى غزة في عام 1948، هرباً من جرائم العصابات الصهيونية التي قتلت وشردت سكان البلدات الفلسطينية القريبة منها آنذاك.

ويشير أبو السيبان إلى أن معظم سكان بلدة الشوكة فضلوا البقاء في البلدة، غير أن كثافة النيران والقذائف المدفعية التي كانت تطلقها دبابات وطائرات الاحتلال باتجاه المنازل وانهيار عدد منها دفع السكان إلى الخروج منها حفاظاً على حياة أطفالهم الذين لم يتمكنوا من تهدئة روعهم على مدار ثلاثة أيام متوالية.

مصير أبو السيبان وأسرته لا يختلف عن مصير نحو 600 أسرة فلسطينية قذفت بهم السياسة الإسرائيلية القديمة الجديدة، إلى عدد من مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، دون أن يتمكنوا من أخذ أي من مقتنيات منازلهم لتعينهم في التغلب على صعوبة حياة التشريد والترحيل.

من جانبه قال منصور بريكة رئيس بلدية قرية الشوكة، إن مناطق شمال وجنوب القطاع تتعرض لعدوان مستمر وتوغلات متكررة ومتعمدة من قبل قوات الاحتلال لإجبار السكان على ترك منازلهم فراراً من سيل الإرهاب الإسرائيلي الذي تتعرض له تلك المناطق.

وأوضح أن المشردين يعيشون ظروفاً غاية في السوء، لقلة المياه وانقطاع التيار الكهربائي وعدم ملاءمة المدارس لاستيعاب أعداد كبير من المهجرين، لافتا في الوقت ذاته إلى أن  جهودا تبذل بالتعاون مع البلدية ووكالة الغوث من أجل توفير العيش الكريم لعشرات العائلات التي لاتزال تقيم على مقربة من الشوارع القريبة من بلدة الشوكة.

من ناحيتها أوضحت وكالة الأمم المتحدة، أن عدد الفلسطينيين المشردين الذين تؤويهم الأمم المتحدة في مدارسها شمالي قطاع غزة وصل إلى (1345) فروا تحت وطأة القصف الإسرائيلي المستمر على مدن شمال القطاع .

وأضافت في بيان لها أن هؤلاء اللاجئين فروا من منازلهم في مناطق شمال قطاع غزة تحت وطأة القصف القاسي، الذي تقوم به قوات الاحتلال على بلدة بيت حانون وحي "الندى" في بيت لاهيا.

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...