تصعيد ضد «داعش» في وادي اليرموك

23-07-2018

تصعيد ضد «داعش» في وادي اليرموك

مع تصاعد العمليات العسكرية على خطوط التماس بين الجيش السوري وتنظيم «داعش» في منطقة وادي اليرموك، تُستكمَل سريعاً عملية ترحيل المسلحين والمدنيين الرافضين لاتفاقات «التسوية» من ريفي درعا والقنيطرة نحو الشمال. واقتصر مشهد الجنوب خلال اليومين الماضيين على خروج عشرات الحافلات من بلدات الريفين، استعداداً لدخول القوات الحكومية وبدء مرحلة «التسوية» وفق الاتفاقات الموقعة. ومضت عملية التنفيذ شوطاً واسعاً، برغم العراقيل التي واجهتها، إذ لا يزال هناك رفضٌ من بعض الفصائل في القنيطرة لشروط الاتفاق، وخاصة ما يخص نوع الأسلحة التي يمكنها إخراجها نحو منطقة «خفض التصعيد» في الشمال. وشهد أمس خلافات واسعة بين بعض قادة الفصائل، ترجمت بتوتر في جباتا الخشب ومحيطها، من دون أن يعرقل ذلك عملية الإجلاء من معبر القحطانية ــ أم باطنة، وباتجاه جبّا. وحتى مساء أمس، كان يجري إعداد الدفعة الثالثة من الحافلات للتحرك نحو الشمال، بعدما عبرت خلال النهار 20 حافلة إلى نقطة التفتيش التابعة للجيش، كخطوة أخيرة لانطلاقها نحو الشمال. وجاء ذلك بعد خروج 48 حافلة أول من أمس، من المعبر نفسه، و20 حافلة تقل مسلحين ومدنيين من مدينة نوى. وتعرضت الحافلات التي خرجت من القنيطرة ودرعا أمس، لتأخير في محافظة حمص، بعد إيقافها لساعات من قبل مجموعات رديفة للجيش، طالبت بحل ملف المختطفين من بلدات اشتبرق وكفريا والفوعة، الذين فقدوا خلال تفجير منطقة الراشدين قرب حلب، الذي استهدف نقطة تجمع الحافلات. وبعد ساعات على الإيقاف، تدخل الجانب الروسي، وتعهد بالعمل على حل الملف بعد أن تسلّم قائمة بأسماء المختطفين، لتكمل القافلتان طريقهما نحو ريف حماة الشمالي.

وكان لافتاً أمس، دخول عدد من الحافلات إلى بلدة محجة في ريف درعا الشمالي، التي تشهد هدنة منذ مدة طويلة، لإخراج أقل من 200 مسلح نحو الشمال، على أن تدخل القوات الحكومية، وتجري عملية «مصالحة» على غرار باقي البلدات. وبالتوزاي، وبعد أن انتهى إخراج رافضي المصالحة في بلدة نوى، ستبدأ عملية تسوية ملف المسلحين الباقين هناك، لتدخل القوات الأمنية إلى داخل البلدة تمهيداً لعودة باقي المؤسسات الحكومية، على أن يحارب هؤلاء المسلحون مع قوات الجيش ضد تنظيم «داعش» في وادي اليرموك، حيث بدأت المعارك فعلياً على عدد من المحاور. إذ تشهد نقاط جلين والشيخ سعد وأطراف نوى، اشتباكات عنيفة مع تنظيم «داعش». وشهد محيط تلي الجابية والجموع، اشتباكات عنيفة أمس، بالتوازي مع قصف كثيف، جوي ومدفعي وصاروخي، استهدف نقاط التنظيم في تل الجموع وتسيل والشجرة، وعدد من بلدات وادي اليرموك. وسيساعد إحكام الجيش سيطرته على تل الجابية، في تعزيز العملية العسكرية ضد «داعش»، لكونه يمتلك موقعاً مهماً قرب تل الجموع، أحصن النقاط العسكرية التي يسيطر عليه التنظيم. ومن المتوقع، بالتوازي مع انتهاء الوجود العسكري للمسلحين في القنيطرة بشكل كامل قريباً، أن يوسع الجيش من عملياته العسكرية في وادي اليرموك، لتأمين كامل الحدود مع الجولان المحتل.

وفي موازاة تلك التطورات، وبينما سهّل الجانب الإسرائيلي خروج مئات من عناصر «الخوذات البيضاء» إلى الأردن، شنّ سلاح الجو الإسرائيلي عدواناً جديداً استهدف إحدى النقاط العسكرية في ريف حماة الغربي. الغارات التي كانت على خلاف سابقاتها، خارج ساعات الليل، شنت عبر الأجواء اللبنانية، عقب غروب الشمس بوقت قصير، بعد نهار لم تفارق فيه طائرات العدو سماء لبنان. واستهدفت الصواريخ التي أطلقتها طائرات العدو موقعاً يضم مركزاً لمعامل الدفاع وللبحوث العلمية، قرب بلدتي الزاوي ودير ماما، شمال مصياف. ووفق المعلومات المتوافرة من مصادر محلية، فإن عدداً من الصواريخ أطلقت نحو الهدف، وأصاب 6 منها الموقع، وسقط عدد آخر في أراض زراعية. وأظهر تسجيل مصور من منطقة قريبة اعتراض أحد صواريخ الدفاع الجوي لواحد من الصواريخ الإسرائيلية، من دون أن يعرف عدد الصواريخ التي اعتُرِضَت بالمجمل. وأشارت المعلومات إلى أن القصف سبّب سقوط جرحى من العاملين في مركز معامل الدفاع وأضراراً مادية.

 

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...