إسرائيل مستاءة من مبادرة لندن تجاه دمشق

02-11-2006

إسرائيل مستاءة من مبادرة لندن تجاه دمشق

أثارت زيارة كبير مستشاري رئيس الحكومة البريطانية طوني بلير إلى سوريا، تساؤلات جدية حول الهدف من وراء هذه المبادرة، خصوصاً بعد تأكيد لندن، أمس، أن بلير يخطط لجولة جديدة في المنطقة، وأنه بحث قبل مدة إمكانية لقاء الرئيس السوري بشار الأسد. وعبرت إسرائيل عن انزعاجها من الزيارة، مشككة بنتائج المبادرة على اعتبار أن السوريين يحتاجون أولاً الى إقامة سلام معنا.
وقال نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شمعون بيريز في لندن بالنسبة لي.. أنا متشكك. ليس بسبب بريطانيا، ولكن بسبب سوريا. إنهم يديرون سياسة مزدوجة. فمن ناحية هم يستضيفون رئيس حركة حماس ويساعدون حزب الله.. ومن ناحية ثانية هم يتحدثون عن السلام. وأضاف إنهم لا يحتاجون للتحدث مع الأوروبيين بل يحتاجون لإقامة سلام معنا.. إننا نشجع تدخل اللجنة الرباعية. وأعتقد أنه سيكون من الصعب أن تكون هناك أي مفاوضات من دون المشاركة الأميركية.
والتقى مستشار رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير للسياسة الخارجية، نايجل شاينوالد، الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم في سوريا الاثنين الماضي خلال زيارة غير معلنة. ورغم ان بريطانيا وسوريا لم تقطعا علاقاتهما الدبلوماسية، فإن زيارة شاينوالد هي الأولى الى سوريا على هذا المستوى منذ مشاركة بريطانيا في الاجتياح الاميركي للعراق في العام .2003
وقال المتحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أستطيع أن أؤكد أن نايجل زار دمشق لإجراء محادثات، مضيفاً أوضحنا للسوريين باستمرار أن عليهم الاختيار بين تبني موقف بناء أكثر في المنطقة أو الاستمرار في دعم الارهاب وتحدي الأسرة الدولية. وأشار الى ان الناس يعلمون ان الوضع القائم ليس خياراً يمكن استمراره في الشرق الأوسط واننا بحاجة لتحريك الأمور إلى الأمام.
وتابع المتحدث المهم هو أن نحاول إيجاد عملية تتحرك في الاتجاه الصحيح. وأضاف: إن بلير عقب زيارته الى القدس المحتلة ورام الله وبيروت، قال إنه سيقوم بجولة أخرى في المنطقة في وقت لاحق من العام الحالي. وأوضح المتحدث ان بلير لا ينوي ان يلتقي مسؤولين في حماس قائلاً إن موقفنا من حماس هو اننا لن نقوم باتصالات معها طالما لم تقر بالمبادئ الثلاثة.
وقد أشارت مصادر دبلوماسية في الأسابيع الأخيرة الى وجود تحسن بطيء في علاقة سوريا مع بريطانيا. وتقول المصادر إنه في الوقت الذي يستبعد فيه أن يعلن بلير عن تغير كبير في السياسات، فإن الحكومة ستشجع على نحو متزايد سوريا على الانغماس في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط وهو موضوع تعهد بلير أن يضفي عليه تقدماً في الفترة المتبقية له في الحكم.
وسئل مصدر حكومي عما إذا كانت بريطانيا تعتزم تقديم مبادرات سلام معينة، فقال إنه خلال الشهرين الماضيين جرت دراسة عقد قمة. وأضاف لا يزال الحديث يجري عن اجتماع دولي يضم اللجنة الرباعية واللاعبين الرئيسيين في المنطقة... على الرغم من عدم وجود شيء يفيد بوجود تخطيط ملموس للاجتماع.
وذكرت صحيفة فايننشال تايمز أن الهدف من زيارة نايجل شاينوالد هي الضغط على دمشق لوقف دعمها للجماعات المتشددة. وأضافت أن بلير يرغب الآن في معرفة ما إذا كانت دمشق جادة في رغبتها في أداء دور أكثر إيجابية في عملية السلام في المنطقة. كما يرغب في معرفة ما إذا كان من الممكن إقناع سوريا بإعادة النظر في تحالفها الوثيق مع إيران ولعب دور ايجابي في العراق.
الا ان الصحيفة نقلت عن مسؤولين لبنانيين لم تكشف عن هوياتهم قولهم إن سوريا ستطالب بان تسقط الأمم المتحدة عنها تهماً محتملة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مقابل تغيير سياستها. كما قال مسؤول أميركي يبقى القلق حول نية سوريا زعزعة استقرار حكومة لبنان الديموقراطية.
من جهته، رفض المبعوث الاميركي السابق الى الشرق الأوسط دنيس روس، اعتبار اللقاء البريطاني السوري بمثابة جزء من حلف استراتيجي، قائلاً إن الزيارة تشير إلى مبادرة من دون الولايات المتحدة. واعتبر أن المباحثات بين الجانبين خطوة مهمة، لكنه حذر من عقد آمال مبالغ فيها حول تغير في العلاقة بين سوريا والغرب.
بدوره، رحّب حزب الديموقراطيين الأحرار البريطاني المعارض بالمبادرة الدبلوماسية تجاه سوريا. وقال وزير خارجية حكومة الظل في الحزب المعارض مايكل مور إن اعتراف بلير الآن بضرورة إشراك اللاعبين الإقليميين تطور يحظى بترحيبنا إذا ما أُراد أن يكون هناك سلام دائم في الشرق الأوسط.
الى ذلك، تسلم وزير الخارجية السورية وليد المعلم أوراق اعتماد سفير فرنسا الجديد ميشيل دو كلو الذي أعلن عزمه العمل على تحسين العلاقات بين البلدين وتطويرها في مختلف المجالات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...